اتصل بنا
حالة الطقس في العراق
حالة الطقس في العراق
الطقس في العراق
الأمطار في العراق
المطر في العراق
المطر في بغداد

'وثائق' نيوريوك تايمز عن إيران.. إسقاطات أمريكية

'وثائق' نيوريوك تايمز عن إيران.. إسقاطات أمريكية
العالم

نقل موقع قناة "العربية" السعودية مزاعم نسبتها الى صحيفة "نيويورك تايمز" التي نسبتها بدورها الى ما وصفته "تقارير استخباراتية إيرانية مسربة عن مخطط إيران للنفوذ الإقليمي"، الامر الذي يدعو اي مراقب منصف ليس الى الشك بالامر برمته فحسب بل المرور من امامه  مرور الكرام، فلا الناقل ولا المنقول عنه، يحظى بأدنى إعتبار او احترام او مصداقية بأي شأن يخص ايران من قريب او بعيد.

اخترنا موقع قناة "العربية" السعودية من بين كل المواقع السعودية الاخرى وكذلك العربية التي تسبح بحمد الدولار النفطي السعودي والخليجي آناء الليل واطراف النهار التي نقلت جميعها النص كما جاء على موقع "العربية" بالضبط، لان الاخيرة تمثل الاعلام السعودي الرسمي، لذلك سنمر على اهم ما جاء في التقرير ليس من باب تفنيده، بل لكشف حالة التخبط الذي تعيشه امريكا وهي تحاول ان تسيء للعلاقة بين ايران وجيرانها.

تنقل "نيويورك تايمز" عن التقارير والوثائق المزعومة التي "كتبها ضباط في وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية في عامي 2014 و2015" حسب ادعاء الصحيفية:" أن الهيمنة الإيرانية على العراق ترسخت من خريف 2014"، ومن الواضح ان هذا التاريخ هو التاريخ الذي حتلت فيه "داعش" ثلث العراق ووصلت الى 30 كيلومترا من بغداد، وهو ما دفع الحكومة العراقية بطلب المساعدة من ايران، التي استجابت على الفور وفتحت مخازن اسلحتها وارسلت قوافل السلاح والعتاد والمستشارين على الفور الى العراق لمنع سقوط بغداد وكربلاء والنجف، وحالت دون نجاح المخطط الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي.

في هذا العام الذي يزعم التقرير الامريكي انه عام هيمنة ايران على العراق، هو العام الذي عبرت عصابات "داعش" بالاف السيارات وعشرات الالاف من المسلحين الحدود السورية العراقية امام مسمع ومرآى القوات الامريكية، التي لم تتصدى ل"داعش" الا بعد مرور ستة اشهر، وهي المدة التي كانت كافة لوصول "داعش" الى حدود السعوية، لذلك يبدو ان امريكا وحلفاءها لم يكونوا راضين على دور ايران المتمثل بتقديم الغالي والنفيس، دون مقابل، من اجل الحيلولة دون سقوط العاصمة بغداد والمقدسات الاسلامية بيد عصابات "داعش" الوهابية، لذلك لم يجدوا غير اتهام ايران بالهيمنة على العراق للتخفيف عن ضغط الفشل الذي مني به مشروعهم في العراق.

وفي جانب اخر تؤكد الوثائق الامريكية المزعومة، والتي ليست سوى اسقاطات امريكية، على زيارات اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس الى العراق، حيث نقرأ :"أن سليماني يحدد سياسات إيران في لبنان وسوريا والعراق"، رغم ان هذه العبارة هي عبارة مكتوبة بنفس امريكي حاقد على الدور الايراني في المنطقة ، وعلى دور اللواء سليماني في افشال مخططات امريكا واذنابها في المنطقة، وانها ليست سوى اهانة توجه من قبل امريكا الى حكومات الدول المذكورة، قبل ان تكون اتهاما لايران، فاللواء سليماني يزور هذه الدول بشكل قانوني وردا على دعوات رسمية يتلقاها من حكوماتها، وليس كما يتسلل الامريكيون الى العراق كاللصوص، مثلما تسلل الرئيس الامريكي الى قاعدة عين الاسد في غرب العراق بطائرة مطفأة الاضواء، ولم تستمر زيارته سوى ثلاث ساعات، ولم يستقبل ترامب اي مسؤول عراقي ، ولم يعلن عن زيارته الا بعد ان غادر العراق.

تقول الوثائق المزعومة ايضا:"ان مسؤولين عراقيين سياسيين وأمنيين وعسكريين أقاموا علاقات سرية مع إيران، مشيرة إلى أن إيران ركزت على تعيين مسؤولين رفيعي المستوى في العراق، وأن وزير الداخلية العراقي السابق، بيان جبر، من أبرز المسؤولين المقربين من إيران .. وأن أبرز مستشاري رئيس برلمان العراق السابق، سليم الجبوري، كان إيرانياً".

يبدو ان الامريكيين اصابتهم عدوى الرئيس العراقي صدام حسين ، الذي كان يرى في كل عراقي بانه ايراني، في حال رفض او عارض سياسته، فكل العراقيين الذين يتفقون مع ايران في رفض الهيمنة الامريكية هم "ايرانيون" من وجهة نظر امريكا ، حراس مطار كانوا او وزراء او مستشارين او نوابا، فالجميع ايراني، هكذا وبكل بساطة!.

وزعمت نيويورك ايضا:" أن إيران جندت عملاء "سي آي أيه" سابقين عقب الانسحاب الأميركي من العراق، كما جندت مسؤولاً بالخارجية الأميركية لمدها بخطط واشنطن في العراق"، لو كان لهذه المعلومو صحيحة فانها تكشف قوة ايران، التي اخترقت قلعة التجسس الامريكي، للكشف عن مخططات امريكا الرامية لبث الفوضى والاضطرابات في المنطقة، وهو موقف يعكس حرص ايران على امنها وامن المنطقة بشكل عام.

اما بشأن إشتراط الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الإطاحة برئيس الوزراء نوري المالكي مقابل تجديد الدعم العسكري للعراق، وتحميل اوباما المالكي مسؤولية ظهور "داعش" لانه تعامل بقسوة مع السنّة، نرى ان هذا الكلام ليس سوى ذرا للرماد في العيون ومحاولة فاشلة لرفع المسؤولية الكاملة عن كاهل امريكا في تاسيس "داعش" ، وهي الحقيقة التي اعترفت بها وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون عندما اعلنت وبشكل لا لبس فيه ب"انهم هم من صنعوا داعش"، وان السيد المالكي مازال يدفع ثمن مواقفه المبدئية في الدفاع عن وحدة العراق وسيادته ورفض المشاريع التقسيمية و الطائفية، والهيمنة الامريكية وكذلك لتوقيعه على حكم الطاغية السفاح صدام حسين، فالمالكي كما حارب التكفيريين حارب ايضا جماعات مسلحة اخرى في جنوب العراق.

ما جاء في الوثائق الامريكية المزعومة حول رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فندته مصادر عسكرية رفيعة ومقربة من الفريق حاتم المكصوصي رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية العراقية في حكومة المالكي ومدير دائرة الهندسة العسكرية الحالي، عبر التاكيد على إن الاستخبارات العسكرية العراقية عملت وبشكل رسمي سابقاً، وضمن لجنة رباعية لأربع دول بعد عام ٢٠١٤ هي روسيا وإيران وسوريا مع العراق للتعاون الاستخباري والأمني لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، إن المعلومات الواردة في التقرير وبما يخص هذه التفاصيل لم يأت بجديد فمن الطبيعي تبادل المعلومات الاستخبارية ضمن اتفاقية التعاون الاستخباري والمعلومات مع الدول الصديقة والشقيقة بما فيها دول الحوار والتعاون الرباعي المذكور.

وأشارت المصادر إلى أن الوثائق التي قيل انها تسربت لتكون أدلة على التعاون بهذا المجال الاستخباري هي مسألة طبيعية ضمن بنود الاتفاق الرباعي، موضحة ان التوقيت في تسريب هذه المعلومات التي تعد ضمن فعاليات اللجنة الرباعية لها أسباب سياسية واضحة في المنطقة لان الوثائق أخذت جانبا من الاتفاقيات مع ايران ولم تذكر روسيا وسوريا مما يشير إلى أن هذا التوقيت يخدم هدف معين دون غيره.

من اكثر النقاط اثارة للحيرة في وثائق "نيويورك تايمز" المزعومة هي اشارتها الى ما اسمته :"حرص ايران على إرسال طلابها إلى الحوزات الدينية بالعراق، كما تحرص إيران على بناء الفنادق في كربلاء والنجف"، وهو ما يعكس جهل امريكي مطبق، او عدوى صدامية ابتلت بها امريكا، بشأن طبيعة العلاقة التاريخية الوثيقة بين الحوزات العلمية في ايران والعراق، وخاصة حوزة النجف العلمية التي تعتبر مقصد طلاب علوم اهل البيت عليهم السلام من مختلف انحاء العالم، فلا ندري ان كانت امريكا تجهل منزلة كربلاء والنجف لدى الشعب الايراني ولدى اتباع اهل البيت في العالم اجمع، اما انها تحاول الظهور بمظهر الجاهل عندما تتحدث بريبة عن الفنادق والحوزات العلمية والطلاب في المدينتين المقدستين بالنسبة للايرانيين وغير الايرانيين ، ونعتقدة جازمين ان الراي الثاني هو الارجح.

اخيرا، وقبل ان ننهي الرد على مزاعم "نيويورك تايمز" لابد من الوقوف امام الكذبة الكبرى الاخرى بشأن "عمليات تطهير في جرف الصخر نفذتها ميليشيات تابعة لإيران"، فمن الواضح ان "الميليشيات" التي تقصدها الصحيفة الامريكية هي الحشد الشعبي العراقي الذي خرج من رحم فتوى الجهاد الكفائي الصادرة عن سماحة السيد السيستاني، وهو جزء لا يتجزأ من القوات المسلحة العراقية وهم من ابناء العراق الاصلاء، الذي اصبح شوكة في عين الامريكيين الذين استعانوا بالصهاينة لاضعاف الحشد الذي حول الحلم الامريكي في العراق الى كابوس، اما "عمليات التطهير" التي تحدثت عنها الصحيفة ، فهي عمليات تطهير تطهير منطقة "جرف الصخر" من العصابات التكفيرية الداعشية ، التي اوغلت بدماء العراقيين حتى حولت اسم المنطقة الى "مثلث الموت" وهي المنطقة التي لم تدخلها القوات الامنية منذ عام 2003 حتى دخول ابطال الحشد الشعبي اليها عام 2017 فاطلقوا عليها اسم "جرف النصر" ، واما قيل عن تطهير فهي كذبة كبرى تؤكدها الوقائع على الارض.

منيب السائح

سجل بريدك الإلكتروني لتلقى أهم الأخبار
المزيد من الأخبار
أخبار مواقع حكومية