شكوى من "مجهول".. شفق نيوز تكشف تفاصيل جديدة في قضية "منى وعماد"
منذ يوم أمس والمشهد الرياضي العراقي مرتبك بعد القرار المفاجئ للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بإيقاف مدرب منتخب الشباب العراقي عماد محمد، وحرمانه من التدريب لمدة 6 أشهر، بسبب ما اسماه "إساءة وإهانة" لمقدمة البرامج المعروفة منى سامي، وذلك قبيل بطولة غرب آسيا تحت 23 سنة التي تقام في مدينة الإحساء بالسعودية نهاية شهر آذار/ مارس الجاري.
وفي هذا الصدد، أوضح الخبير القانوني المختص بالرياضة الدولية نزار أحمد، لوكالة شفق نيوز، أن "موضوع مدرب المنتخب العراقي للشباب عماد محمد وتداعياته الأخيرة فيما يخص العقوبة التي طالته بقرار دولي إثر شكوى الإعلامية منى سامي، لا يدخل ضمن الاختصاص المباشر للجنة الأخلاقيات في الفيفا، لأن الانتهاك لم يكن يتعلق بنشاط خاضع مباشرة لسلطة الفيفا أو قام به مسؤول في الاتحاد الدولي، ولكنه يدخل ضمن اختصاص اللجان القضائية للاتحاد العراقي لكرة القدم، أي ضمن اختصاص لجنة الأخلاقيات، إن وجدت، أو لجنة الانضباط في الاتحاد العراقي".
"ليس اختصاص الفيفا"
وأشار أحمد إلى أن "لجنة الأخلاقيات في الفيفا غير مختصة بالانتهاكات التي تحدث على المستوى الوطني أو القاري إلا في حالتين: الأولى إذا طلب منها الاتحاد المحلي (أي العراقي) تولي القضية نيابة عنه، والثانية إذا الاتحاد الوطني أو القاري فشل في فتح قضية أخلاقية خلال 90 يوماً من معرفة الفيفا بالموضوع".
وبين أن "اختصاص لجنة أخلاقيات الفيفا تقتصر على الانتهاكات التي يقوم بها مسؤولي الفيفا أو تلك التي تتعلق بأموال الاتحاد الدولي، ولكن ومع هذا يحق لها في الحالتين التي أشرت إليها الفصل في انتهاكات تحدث على المستوى المحلي في حالة توافر أحد الشرطين أعلاه".
وتابع أنه "وفقاً للمادة 31 الفقرة 2 من لائحة أخلاقيات الفيفا فإن اللجنة المختصة في الاتحاد الدولي يحق لها التحقيق وفرض العقوبات المناسبة بشأن التصرفات التي تشكل انتهاكاً للائحة الأخلاقيات والتي تدخل ضمن اختصاص وولاية الاتحادات الوطنية أو القارية في إحدى الحالتين التاليتين":
1- عدم اتخاذ الاتحاد القاري أو الوطني الإجراءات المناسبة خلال 90 يوماً من تاريخ معرفة الفيفا بالانتهاك.
2- إذا طلب الاتحاد القاري أو الوطني من لجنة أخلاقيات الفيفا تولي الموضوع بدلاً عن لجنة الأخلاقيات المحلية أو القارية، وبالنسبة للحالة أولاً فحين يكون للفيفا معرفة بالانتهاك فإنه يطلب من الاتحاد القاري أو الوطني المعني الشروع بالإجراءات المناسبة (أي فتح قضية أخلاقية ضد الشخص المعني) ويمهله 90 يوماً لفعل ذلك وبخلافه يحيل الموضوع للجنة أخلاقيات الفيفا.
غرامة مالية
وبحسب مصادر رياضية تبين في وقت لاحق أن "عقوبة الفيفا للمدرب عماد محمد هي غرامة مالية تبلغ 34 ألف دولار بالإضافة إلى الإيقاف عن التدريب لستة أشهر".
وأوضحت المصادر في تصريحات صحفية، تابعتها وكالة شفق نيوز، أن "محكمة النشر في العراق ستصدر قرارها يوم الرابع من شهر نيسان/ أبريل المقبل، حيث سبق وأن حضر المدرب عماد محمد للمثول أمام القضاء في القضية نفسها خلال شهر حزيران/ يونيو 2023 وخرج بكفالة مالية".
ولفتت المصادر إلى أن "عماد محمد، نفى أن تكون عائدية الصفحة التي نشرت الإساءة ضد الإعلامية منى سامي له، وقدم إفادته للمحكمة"، مبينين أن "الإعلامية منى سامي، لم تتراجع عن الشكوى وقامت بتقديم كل معلومات صفحة المدرب عماد محمد على الإنستغرام وتفاصيلها كافة".
وأوضحت المصادر، أن "محامي الإعلامية منى سامي، أوصل كتاب المحكمة إلى مقر اتحاد الكرة للتبليغ فقط، كون المحامي ليس لديه عنوان سكن المدرب عماد محمد، وقد أرسلت الشكوى إلى اتحاد الكرة حتى يتم تبليغ عماد محمد بها وليس من أجل إرسالها إلى الفيفا".
أرسلها مجهول
وأشارت المصادر إلى أنه "اتضح أن أحد الأشخاص داخل اتحاد الكرة العراقي قام بإرسال الشكوى وتفاصيلها إلى الاتحادين الآسيوي والدولي"، مبينين أن "رئيس اتحاد الكرة عدنان درجال مصدوم من إرسال الشكوى للفيفا والآسيوي دون أن يعلم".
وختمت المصادر بالقول إنه "من المؤكد أن الشكوى قابلة للاستئناف، لكن المؤشرات تؤكد أن قرار الحُكم سيكون باتاً وستطبق العقوبة بحذافيرها".
وقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم، يوم أمس السبت، إيقاف مدرب المنتخب العراقي للشباب عماد محمد وحرمانه من التدريب لمدة ستة أشهر بسبب توجيه إهانات إلى مقدمة برامج في وقت سابق.
وقال مصدر في الاتحاد العراقي لكرة القدم، لوكالة شفق نيوز، إن "القرار قد صدر بحق محمد عماد بعد شكوى من الإعلامية منى سامي، وأن حرمان المدرب عماد جاء بداعي اتهامات باطلة".
وأضاف المصدر، أن "تصعيد الموقف وتأجيجه جاء من الداخل ليصل للاتحاد الدولي، والموضوع فيه مساعي من متنفذين".
وبهذا يكون عماد محمد خارج الحسابات التدريبية للمنتخب الشبابي العراقي بعد العقوبة الدولية.
موقف الاتحاد العراقي
في حين لجأ الاتحادُ العراقيّ لكرة القدم، إلى تقديم استئناف لقرار "فيفا" بإيقاف مدرب منتخب الشباب عماد محمد، وحرمانه لمدة ستةِ أشهر وفقاً للإجراءاتِ القانونيّة المُتبعة، معتبراً محمد هو واحدٌ من أبناءِ اللعبة المهمين من الذين مثّلوا المنتخباتَ الوطنيّة لسنواتٍ طويلةٍ.
وقال الاتحاد، في بيان ورد يوم أمس السبت، لوكالة شفق نيوز، إنه "في الوقتِ الذي تلقّى فيه الاتحادُ العراقيّ لكُرةِ القدم قرارَ الاتحاد الدوليّ لكرة القدم FIFA إيقاف مدرب منتخب الشباب عماد محمد، عن التدريبِ لمدة ستةِ أشهر، نتيجة ما أسماها توجيه إهاناتٍ إلى إحدى الإعلاميات، في وقتٍ سابقٍ، فإن الاتحادَ سيواصلُ دفاعه عن مدربِ منتخب الشباب الذين تنتظره المشاركةُ في بُطولةِ غرب آسيا للمُنتخباتِ الأولمبية، وهو واحدٌ من أبناءِ اللعبة المهمين من الذين مثّلوا المنتخباتَ الوطنيّة لسنواتٍ طويلةٍ، ولن يدخرَ جهوده في الدفاع عنه".
وتابع البيان: "قدّم الاتحادُ العراقيّ لكرة القدم استئنافاً لقرار FIFA إيقاف مدرب منتخب الشباب وحرمانه لمدة ستةِ أشهر وفقاً للإجراءاتِ القانونيّة المُتبعة"، مستغرباً من "قضيةِ "تدويل" الموضوع بالشكلِ الذي وصلَ من خلاله الأمرُ إلى الاتحادِ الدوليّ، ونتجت عنه تداعياتٌ انتهت بقرارِ حرمان المدرب عماد محمد، مع التأكيدِ على أن ما حصلَ كان قبلَ أكثر من عشرة أشهر مضت، وتحديداً في فترةِ كأس العالم للشباب التي جرت في الأرجنتين العام الماضي".
ويبين الاتحادُ أنه ينتظرُ قرارَ الاستئناف، ويتطلعُ بثقةٍ إلى إلغاءِ قرار الحرمان، وعودة مدربِ منتخب الشباب عماد محمد إلى التدريب".
ويستعد، منتخب شباب العراق بدلا من الاولمبي للمشاركة في بطولة غرب آسيا تحت 23 سنة التي تقام في مدينة الأحساء بالسعودية خلال الفترة من 20 حتى 26 من شهر آذار الجاري.
"ألو عماد.. ألو شرف"
يشار إلى أن سامي كانت قد كتبت في منشور عبر صفحتها على منصة "X" (تويتر سابقا)، جاء فيها "الو عماد.. عوف الطوبة وأركض ورة هدف سامي".
ليرد عماد محمد في ستوري على صفحته في إنستغرام "عندما لا تمتلك شرف الخصومة فبالتأكيد لا تمتلك شرف المواجهة.. الو شرف".
