اتصل بنا
حالة الطقس في العراق
حالة الطقس في العراق
الطقس في العراق
الأمطار في العراق
المطر في العراق
المطر في بغداد

"السرطان يتجول هنا".. سموم النفط تفتك بسكان "الذهب الأسود"

السرطان يتجول هنا.. سموم النفط تفتك بسكان الذهب الأسود
شفق نيوز

إصابات وأمرض سرطانية تفتك بالمدنيين هنا في كركوك،

الاتهامات تتجه صوب الشركات النفطية بصورة رئيسية، إذ وصلت نسبة التلوث هنا إلى ما

لا يعقل، في وقت تشير مصادر بيئية إلى أن الشركات النفطية تقف في الصف الأول من

مسببات الإصابة بمرض السرطان، فيما تلقي الجهات الصحية باللوم على الأطعمة

المستوردة والمواد الحافظة فيها التي تساهم بصورة كبيرة في رفع مستويات بالإصابة بهذا

المرض.

ويشهد المستشفى الواقع شمال كركوك، توافدا من المحافظات

المجاورة صلاح الدين وديالى كون المستشفى يقدم خدمات علاجية كبيرة ومجانية

للمصابين بمرض السرطان الذي بدأ يتفشى بشكل كبير وسريع خلال السنوات الماضية بحسب

مختصين ومراقبين في العراق عامة، وكركوك خاصة، وسط غلاء الاسعار الخاصة بالتداوي.

وكالة شفق نيوز، التقت أسامة عبد الرحيم (أحد المصابين

بالسرطان)، الذي أكد أنه مصاب منذ سنوات، وسعر العلاج للإبرة الواحدة يترواح بين

200 إلى 500 دولار أمريكي، وفي بعض الأحيان يصل سعر بعض العلاجات إلى 3 آلاف دولار،

وهذا السعر لوجبة علاج واحدة.

نقص الأدوية

سجل العام 2023، زيادة بالإصابات تجاوزت 1100 حالة، تزامن

مع هذا الارتفاع شح الأدوية، ليفاقم معاناة مرضى السرطان في مدينة كركوك المعروفة

باسم "الذهب الأسود".

بدوره، قال مدير مستشفى الأورام السرطانية نيازي أحمد،

لوكالة شفق نيوز، إن "محافظة كركوك ولوجود الصناعات النفطية والإنتاج، زاد

مصدر التلوث فيها مما ساهم في زيادة الإصابات بين المواطنيين ففي هذا العام فقط تم

تسجيل ألف إصابة بالسرطان، وسط قلة الادوية التي يتم صرفها في علاج المصابين من

قبل الحكومة الاتحادية".

وأضاف أحمد، أن "أدوية السرطان تعتبر من الأدوية باهظة

الأسعار، وتبدأ من 200 إلى ثلاثة آلاف دولار، وهذه الأسعار من الصعب على المواطن

الفقير توفيرها"، لافتاً إلى أن "الأدوية الخاصة بالسرطان معرضة للغش،

ودخولها للعراق عن طريق التهريب يساهم بوجود أدوية ذات نوعية رديئة، تُفاقم إصابات

المرضى".

وأكد أن "هذا العام لم يصل إلى المستشفى من الأدوية

عبر وزارة الصحة إلا الشيء القليل، وهذا الأمر فاقم الأوضاع للمرضى ودعاهم إلى التوجه

للسوق المحلية والتي تكون أسعارها ضعف الموجودة في المستشفيات الحكومية".

سموم النفط

من جانبه، رأى رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان

العراقي، أرشد الصالحي، أن "ارتفاع وكثرة مرضى السرطان سببه وجود شركات نفطية

تابعة للحكومة ومعمل أسمنت ومصاف أهلية تقع في أطراف كركوك، وهذا الأمر جعل الواقع

البيئي في المحافظة بخطر حقيقي، دون أي تدخل حكومي لمعاجلة أسباب هذه

الملوثات".

ولفت الصالحي، خلال حديثه للوكالة، إلى أن "المستشفى

الوحيد للأمراض السرطانية في كركوك بني بتبرعات أهالي المحافظة، واليوم المستشفى

يقدم خدماته لآلاف المرضى وزيادة الإصابات بالسرطان والوفيات في العراق بات خطر

حقيقي يهدد الكثير من المصابين".

وتابع: يقابل الارتفاع بإصابات السرطان، عجز وزارة الصحة

في توفير ودعم العلاجات بأسعار مناسبة للمصابين، لا سيما وأن الأدوية أسعارها في

السوق المحلية مرتفع ويتجاوز قدرة المواطن الفقير الذي لا يملك قوت يومه".

غرامات مليارية

إلى ذلك، أكد مدير عام دائرة حماية وتحسين البيئة في

المنطقة الشمالية، علي عز الدين خورشيد، أن "كثرة الإصابات بالسرطان سببه

الشركات النفطية وكذلك مصافي النفط الأهلية التي تعمل على بث سمومها في بيئة كركوك،

وتتسبب بتلوث يصل بنسبة 100 بالمئة بسبب ما تطرحه هذه الشركات من غاز مصاحب، وكذلك

المصافي الأهلية التي تساهم بث السموم وتلوث بيئة المحافظة".

وكشف خورشيد، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، عن فرض غرامة

مالية على شركة نفط الشمال، تقدر بمبلغ مليار دينار عراقي، بسبب ملوثاتها للبيئة وخاصة الغازات الملوثة، وهناك عوامل

مثبته من قبل دائرة البيئة"، مبيناً أن "هذه الملوثات تساهم في الإصابات

السرطانية في كركوك، ويضاف لها وجود أطعمة مستوردة غير خاضعة للرقابة

الحكومية".

مصاف أهلية

وعن أعداد المصافي النفطية التابعة للقطاع الخاص، أشار خورشيد،

إلى أن "هناك في أطراف كركوك خمسة مصاف نفطية وهي مجازة رسمياً وتمارس عملها،

ولكن هناك بعض منها لا يلتزم بالشروط البيئية في تشغيل هذه المصافي، ويلاحظ على

فترات متفرقة حدوث روائح للغازات في الهواء في تملأ المحافظة".

وأكد تشكيل فريق متخصص وتوفير أجهزة ذات إمكانات عالية في

الكشف عن الغازات، وعملت دائرة حماية وتحسين البيئة، أياماً عديدة لتحديد مكان

التسرب لكن لم يتم الوصول إليه حتى الآن"، مردفاً بالقول: "هناك الكثير

من المواد الغذائية التي تدخل للبلاد وخاصة المعلبات التي فيها مواد حافظة وغير

خاضعة للرقابة والسيطرة النوعية تساهم هذه بالإصابة بمرض السرطان".

وتشير إحصاءات قامت بها منظمات صحية إنسانية ناشطة في دعم

معالجة الأمراض السرطانية في كركوك، إلى أن الإصابات ارتفعت في المحافظة خلال

السنوات الخمس الماضية، لتسجل أكثر من 9 آلاف حالة للمرض.

الناشط في مجال البيئة، غسان عادل، أكد لوكالة شفق نيوز،

أن "مسوحات ميدانية قام بها فريق متخصص في كركوك لمتابعة المصابين بالسرطان،

وثق تسجيل أكثر من 9 آلاف مصاب بالمرض خلال 5 سنوات مضت، والزيادة الأكثر كانت

العام الماضي والعام الحالي حيث الأعداد المسجلة للعام الماضي، لدى الجهات

الحكومية بلغت 1100 مصاب فقط، وهناك زيادة في الأرقام تزيد عن هذه الإصابات".

سجل بريدك الإلكتروني لتلقى أهم الأخبار
المزيد من الأخبار
أخبار مواقع حكومية