اتصل بنا
حالة الطقس في العراق
حالة الطقس في العراق
الطقس في العراق
الأمطار في العراق
المطر في العراق
المطر في بغداد

لا مفر من المجاني العتيق.. بغداديون يلجأون لعربة حصان و"مراجيح" احتفاءً بالعيد

لا مفر من المجاني العتيق.. بغداديون يلجأون لعربة حصان ومراجيح احتفاءً بالعيد
شفق نيوز

يؤشر بغداديون قلة في الأماكن الترفيهيّة العامة "المجانية" التي يمكن اللجوء اليها في الأعياد والمناسبات ومنها عيد الفطر، مقارنة بزيادة واضحة في أعداد مثيلاتها الاستثمارية، والأماكن التجارية (المولات)، مما يدفع هذا "الشح" إلى لجوء آلاف الاسر لإقليم كوردستان لقضاء عطلة العيد والاستمتاع بالطبيعة والأجواء هناك.

وتعد أبرز الأماكن الترفيهية في العاصمة بغداد متنزه الزوراء، وحدائق أبي نواس، ومدينة بغداد، وجزيرة الأعراس، ومنتجعات العبسلي، الذي شُيّد مؤخراً وكورنيش الأعظمية".

تلهف للأعياد وشح بالأماكن

ومع إطلالة عيد الفطر، وثقت كاميرا وكالة شفق نيوز اكتظاظ شوارع العاصمة بالسيارات الخاصة ووسائل النقل العام للتنقل بين مناطق بغداد لزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء، كطقس اجتماعي تقليدي اعتادت عليه العوائل العراقية خلال الأعياد والمناسبات.

وفي مثل هكذا مناسبات نادراً ما تحظى العائلة بمكان تجلس فيه على موائد أحد المطاعم في بغداد، ما لم تقم بالحجز المسبق، حيث تمتلئ المطاعم وحتى المتنزهات العامة بآلاف العوائل، ابتهاجاً بالعيد، أو أي مناسبة أخرى.

وتقول سرى عباس وهي موظفة حكومية وام لثلاثة أولاد، في حديث لوكالة شفق نيوز "للأسف هناك قلة في الأماكن الترفيهية خصوصا في أوقات الأعياد والمناسبات العامة، ولا يوجد بديل سوى المطاعم و(المولات)"، مشيرة إلى أن "انشاء مثل هذه المجمعات التجارية، وان كان من متطلبات الحياة العصرية، الا انه لا يعد بديلاً عن الأماكن العامة والمتنزهات الحكومية المطلوبة في العاصمة خصوصا واننا نشهد كثافةً سكانيَّة عاليَّة، من دون بنى تحتية تواكب حجم هذه الزيادة".

وتضيف أنها "تلجأ لهذه المراكز التجارية، بحكم كونها من الاسر متوسطة الدخل للاستمتاع بعطلة العيد، لأنها توفر سُبل الراحة لي ولأطفالي، لا سيما مع وجود قاعات ألعاب الالكترونية وصالات سينما ومطاعم، لكن بالمقابل قد تكون هذه الأماكن ليست مناسبة للعوائل الفقيرة او محدودة الدخل".

من جهتها ترفض علا حسام، 18 عاماً الذهاب الى الأماكن العامة او المتنزهات المعروفة في بغداد، وتفضل اللجوء الى الأماكن التجارية والمولات بدلا عنها.

وتبرر الشابة رغبتها في حديث لوكالة شفق نيوز بأن "في المولات تقل ظاهرة التحرش مقارنة بالإمكان العامة المفتوحة والتي تشهد كثافة عالية، فضلا عن وجود نسبة من الأمان والخصوصية التي تكاد تختفي في أماكن عامة اخرى من المرافق السياحيَّة".

وتشكو العاصمة بغداد من نقص واضح في الأماكن الترفيهية مقارنة بالكثافة السكانية العالية لسكان العاصمة، فضلا عن الوافدين من محافظات أخرى الذين يزورون بغداد في هذا الوقت للتزاور وقضاء عطلة العيد مع اقربائهم أو للترفيه عن النفس، بسبب النقص أيضا في المرافق الترفيهية في هذه المحافظات، فيما تشهد العاصمة إنشاء مراكز تجارية (مولات) ومطاعم على نحو متزايد.

وبهذا الصدد يقول الحاج إبراهيم علي إن "العوائل العراقية تفتقر الى الأماكن الترفيهية التي يمكن ان تلجأ اليها في أوقات الأعياد وخصوصا في عيدي الفطر والاضحى، ولهذا أصبحت بعض العوائل تحجم عن الخروج في أوقات الأعياد لأن الأماكن الترفيهية قليلة أولاً، ولأنها لا تناسب جميع العوائل ونحتاج فعلا الى افتتاح أماكن جديدة خصوصا ان بغداد تقع على نهر دجلة ثانياً، وكنا نتمنى ان نجد أماكن ترفيهية مشابهة لمتنزهات أبو نؤاس، أو على الأقل الا تكون مقتربات النهر في هذا الشارع للمطاعم التي منعتنا من جزء كبير من جمالية هذا النهر الخالد".

ليست مناسبة لمحدودي الدخل

وفيما تنتشر متنزهات وأماكن ترفيهية استثمارية، تبدي عدد من الاسر البغدادية من ذوي الدخل المحدود، انزعاجها من غلاء أسعار دخولها وارتيادها في حين هناك شح كبير في المتنزهات الحكومية فضلا عن كثافة زوارها.

وبحسب سيف حسين، وهو اب لأربعة أولاد، إن "هناك غلاءً واضحا وأسعار مبالغ بها في المتنزهات الخاصة، خصوصا للأسر محدودة الدخل، ابتداء من أسعار تذاكر الدخول والخدمات كالألعاب وغيرها وأجور مواقف السيارات والطعام وغيرها".

ويضيف المواطن في حديث لوكالة شفق نيوز أن "اللعبة الواحدة لكل طفل قد يتراوح سعرها بين 5 -10 آلاف دينار، وبالتالي فانه مبلغ يصعب علي توفيره لان الطفل لا يكتفي بلعبة واحدة وميزانيتي لا تسمح بصرف هكذا مبالغ".

ويلفت الرجل الى أن "بعض المتنزهات قد تفرض أيضا شراء الطعام من داخل المتنزه وتمنع جلبه من الخارج، وهو أمر أيضا لا يناسب الشريحة من ذوي الدخل البسيط للاستمتاع بالعيد".

حلول أخرى

وفي بعض المناطق الشعبية الفقيرة من بغداد، وكذلك في المحافظات الأخرى، تلجأ بعض الأسر إلى الابتعاد عن صخب الاحتفالات بالعيد عبر اللجوء الى "مدينة العاب" بدائية مؤقتة، إذ يقوم بعض الأشخاص، وهي عادة كانت منتشرة منذ سنوات في هذه المناطق، الى التجمع في ساحة معينة ووضع بعض الألعاب البسيطة من صنع حدادي المنطقة، مثل لعبة "الزحليكَانة- الزحليقة" أو "المراجيح" وغيرها من الألعاب بمقابل مادي بسيط، فيما كانت تنتشر في هذه المناطق أيضاً ما يسمى بـ"العربانة والحصان"، وهي لجوء شخص يمتلك عربة وحصانا الى اصطحاب عدد من الأطفال المحتفلين بالعيد في رحلة بشوارع المنطقة وافرعها وهو يغني لهم أغانٍ مصحوبة بـ"الدفوف أو الطبلة" وهم يرددون وراءه مقابل مبلغ مادي بسيط أيضا، على ان يعود بهم الى النقطة التي اصطحبهم منها، وغالبا ماتكون داخل ساحة الألعاب ذاتها.

كوردستان وجهة لتغيير الأجواء

وفي ظل قلة المرافق الترفيهية والكثافة السكانية العالية في العاصمة بغداد، وقلة هذه الأماكن في المحافظات أيضاً، يلجأ آلاف المواطنين من العاصمة بغداد ومحافظات الوسط والجنوب العراقي، الى إقليم كوردستان خصوصاً في أوقات الأعياد والمناسبات، ومنها عيد الفطر.

ويستغل مواطنون "الدمج الحاصل" بين عطلة العيد، ونهاية الأسبوع من 9 - 13 نيسان الجاري لقضاء هذا الوقت في الإقليم الذي يتمتع بأجواء ربيعية وأماكن ترفيهية وسياحية بارزة وطبيعة خلابة، إذ يوجد في إقليم كوردستان 1075 موقعا للإقامة السياحية، منها 625 فندقًا, و370 موتيلًا, و80 قرية سياحية، بالإضافة إلى نحو 800 مطعم وكافتيريا ومئات الخيام السياحية.

وبحسب السلطات فان أكثر من 1.5 مليون سائح زاروا إقليم كوردستان خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري 2024.

"معسكر الرشيد" حل بغدادي قادم

وفي خطوات حكومية لإيجاد مساحات خضراء جديدة في العاصمة، وقع رئيس الهيئة الوطنية للإستثمار حيدر مكية، في28 اذار 2024، إجازة لمشروع غابات بغداد المستدامة (معسكر الرشيد سابقا)، مبينا أن "المشروع سيمثل واجهة سياحية وترفيهية للعاصمة بغداد في منطقة معسكر الرشيد سابقا".

وبحسب مكية فان "المشروع يتضمن فعاليات سياحية وترفيهية وفندق ومراكز تجارية ومناطق خضراء كبيرة"، موضحا، أن "المدينة هي رئة جديدة لمدينة بغداد وأحد سبل معالجة تلوث الهواء وتقليل تأثير الغازات على المواطن العراقي".

وبحسب موقع مشاريع بغداد (Baghdad projects) وهو موقع متخصص بدعم المشاريع الحكومية فانه سيتم تحويل معسكر الرشيد إلى أكبر غابة حضرية خضراء مستدامة على مستوى العراق بمساحة تتجاوز 12 مليون متر مربع"، داعيا الى إزالة التجاوزات للشروع في تنفيذ المشروع بأقرب وقت.

سجل بريدك الإلكتروني لتلقى أهم الأخبار
المزيد من الأخبار
أخبار مواقع حكومية