جولات الحريري الخارجية ترياق لاقتصاد لبنان أم هروب إلى الأمام؟
على وقع الحراك الاقتصادي الذي يتولاه رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري ويقوده إلى عواصم عربية وأوروبية، بهدف إطلاق دينامية دعم اقتصادي ومالي للبنان ليتمكن من مواجهة التحديات التي يعانيها، يبقى الحراك الشعبي على الرغم من محدوديته، والذي تشهده بيروت وباقي المناطق رفضا للسلطة ولسياساتها المالية والاقتصادية، يبقى متسيدا صورة الوضع المتأزم في البلاد والذي قد يسير بها نحو الانهيار.
وعن جولة الحريري وما قد يتمخض عنه مؤتمر الاستثمار اللبناني الإماراتي الذي يعقد في أبو ظبي، وما قد تسفر عنه زياراته للسعودية وألمانيا وروسيا وفرنسا، كتبت جريدة الأخبار اللبنانية مقالا انتقادي تحت عنوان "الحريري بدأ جولة «تسوّل":"... ليست الجولات التي بدأها رئيس الحكومة إلا "حفلة تسوّل" على أبواب الدول التي لن تقدم شيئاً للبنان من دون شروط سياسية ليسَ في مقدور أحد الالتزام بها. فالبلاد تعيش وضعا مأزوما ماليا واقتصاديا ونقديا، يُقابله إصرار من الطبقة الحاكمة على التمسّك بالنموذج الاقتصادي المُعتمد منذ عقود، وتصميم على عدم إحداث أي تغيير في سلوكها. وبينَ التعثر الذي تعيشه الدولة في انتظار أموال سيدر، وعدم قدرتها على ترجمة الإملاءات والشروط (التعهدات الإصلاحية) التي التزمت بها، تقِف عاجزة عن القيام بإجراءات جدية للخروج من الخطر الداهم. وبدلاً من السعي الى تبديل هذا النموذج الذي أثبت فشله، وأثبتت التجربة أنه لا يولّد سوى الأزمات، فضّلت السلطة الترويج لخيارات طالما هربت إليها، كما حصل إبان مؤتمرات باريس 1 و2 و3، وهي الترويج للتقشّف وبيع أملاك الدولة، والتسوّل على أبواب الدول... عملياً، ليسَت هذه الجولة سوى "حفلة تسّول"، على حدّ وصف وزير بارز، وهي لا تنتج حلولاً، لكنها ربما تأتي بمسكنات شبيهة بتلك التي تستخدمها الحكومة في معالجة الخضّات اليومية، كما حصل مع مستوردي المشتقات النفطية وتهديد محطات الوقود بالإضراب. فالسلطة لا تزال أصلاً تعيش في حالة من شبه الإنكار لوجود أزمة، فتسعى إلى تحميل وسائل الإعلام مسؤولية تضخيم الصورة، علماً أن كل تقارير البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ووكالات التصنيف ووسائل الإعلام الأجنبية المختصة في الاقتصاد تؤكّد أن "الأحمر ضوّا"، وبعضها سبَق أن حذر من حدوث إنهيار مدوٍّ".
العالم_لبنان
