اتصل بنا
حالة الطقس في العراق
حالة الطقس في العراق
الطقس في العراق
الأمطار في العراق
المطر في العراق
المطر في بغداد

'المنطقة الرمادية' السعودية مفتاح نجاح وساطة عمران خان

'المنطقة الرمادية' السعودية مفتاح نجاح وساطة عمران خان
العالم

مشكلة ايران مع جيرانها في الخليج الفارسي ليست في سياسة ايران "التوسعية" و "تصدير ثورتها" و"التدخل في شؤون هذه الدول" و.. والى آخر قائمة الاكاذيب والمزاعم الواهية والخاوية، التي ما انفك يرددها مسؤولو هذه الدول ليل نهار منذ انتصار الثورة الاسلامية وحتى اليوم، بل المشكلة كل المشكلة تكمن في الموقف المبدئي لايران من القضية الفلسطينية وسياسة الهيمنة الامريكية، كما تكمن في عدم امتلاك اغلب هذه الدول لقرارها، وان سياستها مرهونة بالكامل بالقرار الامريكي، ولا يمكنها الخروج من الارادة الامريكية، وهي ارادة لا ترى من مصلحة لهذه الدول تعلو المصلحة الامريكية ومصلحة "إسرائيل".

لم يكن هناك ما يستوجب تعكير صفو العلاقة بين ايران وجيرانها في الخليج الفارسي، لو لم تتخذ الجمهورية الاسلامية في ايران موقفها المعلن من "اسرائيل" ككيان غاصب يجب مواجهته، وكذلك موقفها من الهيمنة الامريكية واطماعها من ثروات المنطقة، فهذان الموقفان هما من ألّب هذه الدول وعلى راسها السعودية، التي تم تجنيدها من قبل امريكا، لمواجهة الجمهورية الاسلامية، منذ انتصار الثورة الاسلامية وحتى اليوم، فالحرب التي فرضها الطاغية المقبور صدام حسين على الجمهورية الاسلامية في ايران على مدى ثماني سنوات، والمشاركة في جميع سياسات الحظر الظالم على الشعب الايراني ومنذ اربعين عاما، واشعال الفتن الطائفية، وانتاج مختلف انواع التنظيمات التكفيرية الوهابية وآخرها "داعش"، ما كانت لترى النور لولا الدور السعودي، الذي جاء تنفيذا لاوامر امريكية ولمصلحة امريكية "اسرائيلية" بحتة، لا للسعودية ولا لدول الخليج الفارسي فيها ناقة ولا جمل، بل على العكس تماما فانها تأتي على النقيض من مصلحة هذه الدول وشعوبها والمنطقة برمتها.

ليس لايران اي عداء مع دول الخليج الفارسي، بل هذه الدول وعلى راسها السعودية، هي من ناصبت الجمهورية الاسلامية العداء لمجرد انها عادت امريكا و"اسرائيل"، وكل ما روجت له الآلة الاعلامية الخليجية، عن "اطماع ايرانية" و"مشروع ايراني" و"هيمنة ايرانية" و"حرب شيعية سنية" و"تصدير الثورة" و"هلال شيعي"، و"الميليشيات الشيعية" و"حروب ايران بالوكالة" و"اذرع ايران" و..، كلها من اجل ذر الرماد في عيون البسطاء والتغطية على دورها المخزي في تنفيذ الاجندة الامريكية القائمة على المصلحة "الاسرائيلية" فقط.

حتى الحروب التي تشن اليوم على انصار الله في اليمن وعلى حزب الله في لبنان وعلى الحشد الشعبي في العراق وعلى حماس والجهاد الاسلامي في فلسطين، من قبل السعودية، تأتي تنفيذا لاوامر امريكية ولمصلحة "اسرائيل" اولا واخرا، ولا مصلحة للسعودية او الامارات او اي دولة خليجية اخرى تدور في الفلك السعودي، من وراء هذه الحروب العسكرية والاعلامية والنفسية، فكل الجهات التي يستهدفها النظام السعودي، يربطها قاسم مشترك واحد، وهو مناهضتها لـ"اسرائيل" ورفضها للهيمنة الامريكية، وليس في جدول اعمال هذه التنظيمات والحركات والاحزاب، اي مكان للسعودية او اي دول خليجية اخرى.

بالامس زار رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان ايران، ومن المتوقع ان يغادرها الى السعودية، من اجل التوسط بين ايران والسعودية بهدف التخفيف من حدة التوتر بينهما والحيلولة دون تدحرج الامور الى المواجهة العسكرية، وهو مسعى رحبت به ايران، التي طالما اطلقت مبادرات من اجل الحفاظ على امن واستقرار المنطقة وابعاد شبح الحروب، ولطالما مدت يدها الى السعودية، التي كانت ترفض كل تلك المبادرات واليد الايرانية الممدودة، خاصة بعد وصول محمد بن سلمان الى ولاية العهد في السعودية، الذي اعلن جهارا نهارا انه سينقل الحرب الى داخل ايران، وجند كل امكانيات بلاده ونفوذها في واشنطن، كما فعل رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، لدفع ترامب للخروج من الاتفاق النووي، وتعهده بالمساهمة في جريمة تصفير صادرات النفط الايراني من قبل امريكا عبر التعويض عن حصة ايران في اسواق النفط، دافعا في العلاقة مع ايران الى دائرة القضايا العقائدية والدينية، لنفي اي احتمال لاقامة علاقات طبيعية مع ايران لان نظامها قائم على المذهب الجعفري الاثنى عشري، كما جاء في تصريحات علنية له نقلها التلفزيون الرسمي السعودي!!.

ايران استقبلت عمران خان ورحبت بوساطته، واعلنت انها على استعداد للحوار مع السعودية حتى دون وساطة، ولكن بشرط ان يكون الحوار كخيار استراتيجي للسعودية، والا يكون في اطار الاستراتيجية الامريكية، فإيران غير مستعدة للدخول في مفاوضات مع دول الجوار على اساس الاستراتيجية الامريكية، واذا لم يكن بمقدور السعوديين ان يتحرروا من الارادة الامريكية، على الاقل ان يضعوا الكوارث التي حلت بالمنطقة بسبب تبعيتهم المزمنة للسياسة الامريكية، كما نشاهدها اليوم في اليمن وسوريا ولبنان وفلسطين المحتلة والعراق وليبيا، نصب اعينهم، وان يستحصلوا ضوءا اخضر من امريكا لايجاد "منطقة رمادية" في مساحة العلاقة التي تربطهم بها، يتحرروا في اطارها ولو شكليا من تلك التبعية، تساهم في اقناع الاخرين، بوجود "ارادة سعودية مستقلة" لتجنيب المنطقة المزيد من ويلات الانقياد الكامل للسياسة الامريكية.

ماجد حاتمي / العالم

سجل بريدك الإلكتروني لتلقى أهم الأخبار
المزيد من الأخبار
أخبار مواقع حكومية