اتصل بنا
حالة الطقس في العراق
حالة الطقس في العراق
الطقس في العراق
الأمطار في العراق
المطر في العراق
المطر في بغداد

ماذا سيقول التاريخ التركي عن أردوغان؟

ماذا سيقول التاريخ التركي عن أردوغان؟
العالم

المتتبع لتطورات الشرق الاوسط خلال العقود الاربعة الماضية، يخرج بنتيجة مفادها ان الحروب التي مرت بالمنطقة، والتي كانت من صنع القوى الكبرى في اغلبها، شهدت ولادة حركات وتنظيمات، إما مقاومة للمحتل وإما إرهابية من صنيعة المحتل، في تأكيد عملي على ان الحروب لا ينحصر تأثيرها في اطار المساحة الزمنية التي تستغرقها، بل تتخطى عقودا طويلة تعقبها.

بعد اندلاع الحرب في افغانستان اثر غزو الاتحاد السوفيتي السابق لهذا البلد عام 1979 بذريعة حماية الحكومة الشيوعية في كابول، والتي استمرت عشر سنوات، خرجت "القاعدة" و"طالبان" من رحم هذه الحرب الى جانب حركات مقاومة حقيقية للغزو السوفيتي، رغم ان الحرب انتهت ورحل السوفيت، الا ان "القاعدة" و"طالبان" مازالتا موجودتين، وارتكبتا من الفظاعات ما ارتكبه الغزاة السوفيت ليس في افغانستان فقط بل في العالم اجمع.

بعد الاحتلال "الاسرائيلي" لجنوب لبنان عام 1982، والذي كان يستهدف القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية، التي اضطرت الى الانسحاب من لبنان والرحيل الى تونس، استشعر الغزاة الصهاينة بالنصر، الا ان من رحم العدوان "الاسرائيلي" خرج اكبر واعظم حركة مقاومة شهدها الصراع مع "اسرائيل" منذ زرع هذا الكيان في قلب العالم الاسلامي وحتى اليوم، وهذه المقاومة المباركة ليست سوى حزب الله.

بعد الغزو الامريكي للعراق عام 2003، ومقاومة الشعب العراقي لهذا الغزو، وبعد الحرب التي فرضها التحالف الامريكي الصهيوني العربي الرجعي على سوريا، خرجت من رحم ذلك الغزو وتلك الحرب، مجموعة اكثر قسوة ووحشية من "القاعدة" و"طالبان"، هي جماعة "داعش" الوهابية، التي كانت صناعة امريكية لضرب المقاومة الحقيقة الاسلامية والوطنية العراقية والسورية، من اجل الهاء العراقيين والسوريين في حروب طائفية تبعدهم عن التفكير بالغزاة والمحتلين، ورغم رحيل الامريكيين عن العراق الا من عدد من القواعد العسكرية، وانحسار رقعة الارهاب في سوريا الا "داعش" مازالت تنشط في العديد من مناطق العالم، وخاصة في العراق وسوريا.

بعد غزو "داعش" للعراق عام 2014 عبر الحدود السورية، بتواطؤ صارخ مع الامريكيين، لاسقاط الحكومة العراقية واعادة عصابات "العصابات الصدامية الداعشية" الى حكم العراق مرة اخرى، و وصل مسلحوها الى ابواب بغداد، وهددوا بغزو كربلاء المقدسة والنجف الاشرف، فانطلقت فتوى الجهاد الكفائي من النجف الاشرف وعلى لسان المرجع الديني الاعلى سماحة اية الله السيد على السيستاني، فخرج من رحم الفتوى وليد مبارك هو الحشد الشعبي.

اليوم وبعد الاعتداء التركي الصارخ على سوريا، ومحاولة تهجير اكثر من مليون انسان من ارضهم، وتوطين لاجئين سوريين من قوميات ومن طوائف اخرى مكانهم في عملية تطهير عرقي واضحة المعالم، ترى من الذي سيتولد عن هذا الاعتداء "القومي والطائفي المتطرف"، المستقبل سيخبرنا، قد يطول الانتظار او يقصر، ولكن هذا المولود سيرى النور لا محالة، وعندها لا نعتقد، ان يؤيد التاريخ التركي فعلة اردوغان.

منيب السائح / العالم

سجل بريدك الإلكتروني لتلقى أهم الأخبار
المزيد من الأخبار
أخبار مواقع حكومية