اتصل بنا
حالة الطقس في العراق
حالة الطقس في العراق
الطقس في العراق
الأمطار في العراق
المطر في العراق
المطر في بغداد

الأبناء عجزوا عن تنفيذها وكذلك الأحفاد سيعجزون

الأبناء عجزوا عن تنفيذها وكذلك الأحفاد سيعجزون
العالم

مسودة الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين حكومة الرئيس اليمني المستقيل والهارب عبد ربه منصور هادي وبين المجلس الانتقالي الجنوبي، بعد مفاوضات جرت بينهما في مدينة جدة، و"رعتها" السعودية والامارات،  بهدف "اعادة" الاوضاع في عدن والمحافظات الجنوبية الى ما قبل إنقلاب المجلس الانتقالي، اكدت ما كنا نؤكده دائما، من انه ليس هناك من خلاف بين الامارات والسعودية ازاء ما يجري في جنوب اليمن، وان الشيء الوحيد الثابت هناك هو لعبة تقاسم الادوار التي تتقنها السعودية والامارات، على حساب الشعب اليمني ووحدة اراضيه ومصيره.

من ملخص مسودة اتفاق جدة، التي تم تسريبها ، يمكن القول وبشكل قاطع ان الامارات والسعودية، شرعنتا تقسيم اليمن ، بعد ان شرعنتا الانقلاب والانقلابيين على "شرعية هادي" ، عبر دمج قوات المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات النخبة الشبوانية والحزام الأمني والمقاومة التهامية وألوية حراس الجمهورية وألوية العمالقة، وكلها قوات قامت الامارات بتجنيدها وتدريبها وتسليحها ودعمها، في إطار الجيش الوطني لحكومة هادي، رغم ان الاخير رفض التفاوض مع الانقلابيين حتى يتراجعوا عن انقلابهم!.

من الخطأ الحديث عن وجود خلاف سعودي امارتي ازاء ما يجري في اليمن وخاصة في الجنوب، وان السعودية تدعم هادي بينما الامارات تدعم المجلس الانتقالي الجنوبي، وان السعودية ضد الانقلاب الجنوبي بينما الامارات تدعمه، فالسعودية والامارات، تعملان كحدي مقص في تمزيق جغرافيا ليس اليمن فقط، بل في كل مكان تمكنتا من التسلل اليه، فقد جندتا كل امكانياتهما لتقسيم ليبيا وسوريا والعراق ومازالتا تفعلان.

من الخطأ ايضا اظهار السعودية على انها حريصة على وحدة اليمن وتحاول قدر الامكان ان تلم شمل "الشرعية" المشتت، وانها تحاول الضغط على الامارات لاعادة القوات التي تمردت على الشرعية والتابعة للامارات والعودة مرة اخرى الى الشرعية، بينما من البديهيات التي يعرفها حتى البسطاء ان الامارالت لاتجرؤ عل القيام بما قامت به في اليمن دون موافقة السعودية، بل ان السعودية احرص عل الامارات على تحقيق هدفهما المشترك وهو اضعاف اليمن وتقسيمه، لذلك فسحت المجال امام القوات التابعة للامارات على تنفيذ مخططها ، واليوم تاتي لتشرعن وجود هذه القوات وكذلك انقلابها ، بينما لا يملك هادي اي قوة عسكرية تمكنه من التصدي لها لو ارادت ان تعلن الانفصال رسميا.

اللافت ان الامارات والسعودية شنتا عدوانهما على اليمن بذريعة دعم "الشرعية" ضد "الانقلابيين الحوثيين" ، بينما اليوم تعملان على مكافأة المجلس الانتقالي الجنوبي الانقلابي ، بذريعة ان انصار الله يمثلون "المشروع الايراني" بينما الانقلابيين اللجنوبيين هم جزء من "الشرعية"، فيما كل ذي عين يعلم ان حركة انصار الله مع وحدة اليمن ارضا وشعبا، بينما الانقلابيين الجنوبيين فهدفهم الاول والاخير هو فصل الجنوب عن اليمن، فاي المشروعين اخطر على اليمن واليمنيين؟!.

ان وجود يمن قوي موحد، هو امر لا تستسيغه الامارات والسعودية ، وخاصة الاخيرة، فهدف العدوان كان واضحا منذ اليوم الاول، اما اضعاف اليمن او تقسيمه، وكل ما قيل عن اهداف اخرى ليس سوى ذر للرماد في العيون.

مصادر تاريخية وسياسية سعودية عديدة، تتحدث عن نصيحة شهيرة للملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، لابنائه تقول بالنص: أن "عز السعوديين في ذل اليمن، وذلهم في عز اليمن"، ويبدو ان هذه الوصية وضعها الابناء نصب اعينهم، الا انهم فشلوا في تنفيذها ، ومن المؤكد ان الاحفاد سيفشلون ايضا، فالشعب اليمني جُبل على العزة والكرامة والكبرياء والشموخ، ولا وجود لعبارة "الذل" في قاموسه، وهذه الحقيقة يبدو انها غابت عن الملك السعودي المؤسس وابنائه واحفاده.

منيب السائح / العالم

سجل بريدك الإلكتروني لتلقى أهم الأخبار
المزيد من الأخبار
أخبار مواقع حكومية