اتصل بنا
حالة الطقس في العراق
حالة الطقس في العراق
الطقس في العراق
الأمطار في العراق
المطر في العراق
المطر في بغداد

عطوان: الأسد وأرودغان يحتفلان بتوقيع اتفاق 'أضنة' الجديد

عطوان: الأسد وأرودغان يحتفلان بتوقيع اتفاق 'أضنة' الجديد
العالم

القمة المنتظرة التي ستعقد في موسكو بين الرئيسين فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال الأيام القليلة المقبلة قد تكون “البوابة” لعودة العلاقات التركية السورية، وإحياء معاهدة “أضنة” بين البلدين مع إدخال بعض التعديلات الطفيفة عليها، وتنظيم احتفال بتوقيعها في حضور الرئيسين السوري بشار الأسد، والتركي أردوغان برعاية الرئيس بوتين.

هذا السيناريو الذي أعدته القيادة الروسية بعناية فائقة ربما يضع نقطة النهاية للحرب في سورية، وخروج جميع القوات الأجنبية منها، وعودة السيادة الرسمية إلى جميع أراضيها ومعابرها الحدودية.

الرئيس بوتين مهد لهذا السيناريو بطريقة ذكية محسوبة بدقة، عندما نجح في ترتيب محادثات سرية بين الحكومة السورية وقادة الإدارة الذاتية الكردية شمال سورية، أعادت هؤلاء القادة “العاقين” إلى حضن الدولة السورية الأم، والوقوف في خندق واحد في وجه الهجوم التركي، الأمر الذي فاجأ القيادة التركية وقلص ميدان مناورتها، وبالتالي خياراتها السياسية والعسكرية.

أكثر ما يقلق القيادة الروسية هو حدوث صدامات عسكرية بين الجيشين التركي والسوري مما يضعها في موقف حرج جدا تختار فيه الوقوف في خندق أحدهما ضد الآخر، وبما يؤدي إلى نسف كل الإنجازات الروسية في سورية، وانهيار العملية السياسية التي اقتربت من نهايتها بعد إكمال وضع البنود المهمة لدستور “سورية الجديدة”، وعودة الأوضاع إلى المربع الأول.

دخول قوات الجيش العربي السوري إلى شرق الفرات واستعادته سيطرته على معظم احتياطات النفط والغاز شرق دير الزور (400 ألف برميل يوميا) بعد انسحاب القوات الأمريكية منها، وتعزيز سيطرته على مدينة منبج، والرقة، وتل تمر، وعين العرب (كوباني) نتيجة استلامها من قوات سورية الديمقراطية، وانتشار وحداته على طول معظم الحدود الشمالية مع تركيا، هو ثمرة المخطط الروسي الذي تسير عملية تطبيقه بهدوء، ووفق خطوات “متدحرجة” محسوبة بدقة متناهية، وبعيدا عن الإعلام.

فعندما يؤكد ألكسندر لافرينتيف، المبعوث الروسي لسورية أنه “ليس من حق تركيا أن تنشر قوات بشكل دائم في سورية، والسماح لها بالتوغل لمساحة تتراوح فقد بين 5 ـ 10 كيلومترات، داخل الأراضي السورية”، فإنه يكشف عن تفاصيل السيناريو الذي يقدم السلم للرئيس أردوغان للنزول بأمان من على شجرة الأزمة الحالية، أي العودة إلى معاهدة “أضنة” التي تشكل هذه البنود جوهرها.

التسريبات القادمة من موسكو حول الاتفاق على لقاء أمني عسكري تركي سوري متوقع في منتجع سوتشي برعاية روسية في الأيام القليلة القادمة (ربما الاثنين المقبل)، تؤكد ما تم ذكره آنفا عن هذه العودة، لأن هذا اللقاء الذي سيشارك فيه كبار القيادات الأمنية والعسكرية من الجانبين، ومن غير المستبعد مشاركة قادة أجهزة المخابرات في الجانبين أيضا، هو الذي سيضع الصيغة الجديدة لهذه المعاهدة، وقبل انعقاد قمة موسكو الثنائية بين بوتين وأردوغان.

هل بات اللقاء بين الرئيسين السوري والتركي وشيكا، وهل نشهد مصافحات حارة تطوي صفحة الحرب، والخلافات بين البلدين، بالتالي وسط ابتسامات عريضة على وجه الرئيس بوتين العابس دائما؟

الإجابة نعم كبيرة، لأن تجارب السنوات السبع الماضية أثبتت أن موسكو لم تقدم على خطوة في الأزمة السورية إلا وحققت أهدافها كاملة، ولا نعتقد أن سيناريو ما قبل الأخير للأزمة السورية سيكون استثناء.. ومعاهدة أضنة القديمة المتجددة ستكون طوق النجاة للجميع.. والأيام بيننا.

عبدالباري عطوان - رأي اليوم

سجل بريدك الإلكتروني لتلقى أهم الأخبار
المزيد من الأخبار
أخبار مواقع حكومية