اتصل بنا
حالة الطقس في العراق
حالة الطقس في العراق
الطقس في العراق
الأمطار في العراق
المطر في العراق
المطر في بغداد

بين اربح كل شيء أو اخسر كل شيء؛أين يجد ترامب نفسه؟

بين اربح كل شيء أو اخسر كل شيء؛أين يجد ترامب نفسه؟
العالم

منذ انطلاق حملته لانتخابات الرئاسة الاميركية عام 2016، بدا واضحا ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب قرر تبني نظرية تطبق في عالم الاعمال الذي يبرع فيه. نظرية تقوم على قاعدة اربح كل شيء او اخسر كل شيء. (Win all or Lose all)

تطبيق ترامب لهذه القاعدة يظهر واضحا في كثير من القضايا. اهمها

اولا

الاتفاق النووي مع ايران الذي اعتبره سيئا وتنصل منه بشكل غير قانوني وبطريقة اوصلت لحلفائه الاوروبيين رسالة قلة احترام للاتفاق الذي شاركوا في ابرامه. اضافة الى فرضه اجراءات حظر على ايران بحجة الاتفاق النووي. والدافع والمحرك لهذه السياسة كان الامل بربح كل شيء في الملف الايراني.

ثانيا

الحرب الاقتصادية على الصين، حيث حاول ترامب توجيه ضربة قوية للصين تجبرها على الجلوس على طاولة المفاوضات وتقديم تنازلات اقتصادية للولايات المتحدة، خاصة وان بكين تمتلك ورقة قوية تتمثل في الديون الضخمة لصالحها عند واشنطن. والدافع مجددا في هذه الحرب كان ربح كل شيء وجعل الولايات المتحدة المتحكم الاوحد بالاقتصاد العالمي.

ثالثا

ملف منطقة الشرق الاوسط. من العراق الى سوريا واليمن وبالطبع ايران. واذا ما اخذنا كمثال الملف السوري، نجد ان ترامب حاول الظهور كبطل قضى على التنظيمات الارهابية في سوريا، رغم ان تحالفه لم يساهم في هزيمة داعش وغيرها بل على العكس دعمها وانقذها في مناطق عدة. ومع انطلاق العملية العسكرية التركية في شمال سوريا مؤخرا، اعلن ترامب سحب قواته من هناك بحجة ان المعركة ليست معركته. وهنا مرة اخرى هدف لربح كل شيء من خلال اقناع الشارع الاميركي انه لا يريد الحروب.

لكن في المقابل ماذا جنى ترامب من هذه القاعدة واين يجد نفسه؟

في الملف الايراني لم يربح ترامب ما كان يريده من التنصل من الاتفاق النووي، والاهم انه لم يحقق اهداف اجراءات الحظر التي فرضها على طهران، فلا الايرانيين خضعوا لضغوطه بالذهاب الى طاولة المفاوضات بشروط واشنطن، ولا الضغط الاقتصادي جعل ايران مرتهنة للسياسات الاميركية، بل على العكس اصبح ترامب هو من يرسل الوساطات لاقناع الايرانيين بالجلوس معه. وكل العالم يعرف عن مساعي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الامم المتحدة لاجراء اتصال بين ترامب والرئيس الايراني حسن روحاني وان الاخير هو من رفض الحديث مع ترامب.

في الملف الاقتصادي، يبدو ان نيران الحرب الاقتصادية التي اعلنها ترامب على الصين بدات ترتد عليه، فالتوقعات تتزايد نسبتها بحدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة خلال العام المقبل، اضافة الى ان الارقام التي يعلنها ترامب على حسابه في تويتر حول البطالة والنمو الاقتصادي لبلاده لا تبدو دقيقة، والدليل خلافاته الواضحة مع البنك المركزي الاميركي وانتقاداته للبنك لعدم تماهيه مع كلام ترامب الاعلامي لا اكثر.

اما في الملف الاقليمي، يكفي القول ان سبب سحب ترامب قواته من سوريا لم يكن لانه ربح كل شيء من هذا الملف، بل لانه لم يجد غير هذه الورقة للفت النظر وتخفيف الضغط الذي يتعرض له داخليا على خلفية التحقيقات في الكونغرس المتلعقة بعزله. والتي تكشف بدورها فشلا اخر على المستوى الداخلي بعد الحرب التي شنها منذ اللحظة الاولى ضد الديمقراطيين في محاولة لانهائهم سياسيا في الضربة القاضية وربح كل شيء ايضا.

عليه قد يكون الرئيس الاميركي اقتنع بانه بات في موقع يخسر فيه كل شيء، وبالتالي وقبل انتهاء عملية العزل بغض النظر عن نتيجتها، قد يجد ترامب نفسه وقد خسر كل شيء ولم يبق امامه الا بعضا من ماء الوجه ليحفظه والمتمثل بالمغادرة من تلقاء نفسه ..والكلام للاعلام الاميركي.

سجل بريدك الإلكتروني لتلقى أهم الأخبار
المزيد من الأخبار
أخبار مواقع حكومية