هل سيتحدد مصير الهجوم الترکي علی شمال سوريا خلال الأيام الخمسة القادمة؟  

هل سيتحدد مصير الهجوم الترکي علی شمال سوريا خلال الأيام الخمسة القادمة؟  
الخميس ١٧ أكتوبر ٢٠١٩ - ٠٢:٥٠ بتوقيت غرينتش

الخبر وإعرابه

العالم- الخبر وإعرابه

الخبر:

سيتوجه اردوغان إلی روسيا خلال الأيام الخمسة القادمة أي في الثاني والعشرين من اکتوبر الجاري بغرض إجراء مباحثات مع نظيره الروسي بشأن الهجوم علی شمال سوريا.

التحلیل:

- هذه الأيام الرئيس اردوغان منشغل بشکل لا يصدقه بالإجابة عن الأسئلة التي توجهها له دول العالم کافة إزاء هجومه العسکري علی شمال سوريا. هذا الهجوم رغم أنه قد بدأ بإعطاء الضوء الأخضر لأردوغان من قبل أمريکا لکن حکومة ترامب أيضا قد تبدلت اليوم إلی إحدی منتقدي ترکيا ما أدی إلی فرض حظر أمريکا علی ترکيا.

- وتُلقي الدول الأوروبية باللوم علی عمليات أردوغان وهي يساورها القلق بشأن إطلاق سراح الدواعش المحتجزين عند الأکراد وأيضا نزوح ملايين مشرد إلی أوروبا. کما أن الآخرين سيعاتبون اردوغان لضلوعه في حمام دم هناك أما الرئيس الترکي فهو يحلم بتحقيق ما وعده للرأي العام الترکي قبل أعوام من جهة، کما أنه مازال يعتبر وجود عناصر ب. ك. ك تهديدا لأمن حدوده، وإن ليست بمستبعدة قضية توسيع الأراضي الترکية بالاعتداء علی شمال سوريا الخصب والغني بالثروات الجوفية من النفط والغاز کما حدث من قبل في لواء اسکندرون السورية.

-وأمام هذه الردود العالمية يتمادی أردوغان في مواصلة مساره العسکري ولايملك سوی تأکيد حقه بشأن الهجوم العسکري من خلال توظيف أي منصة عامة داخل ترکيا وخارجها لتبرير إجرائه. من هذا المنطلق يبدو أن يعود مبعوثو أمريکا إلی هذا ترکيا ومن ضمنهم بينس وبومبيو ومستشار الأمن الوطني الأمريکي وهم خائبون یائسون من إدراك الحاجة.

- والدليل علی تعنت اردوغان في نهجه المختار هو أنه ألقی برسالة ترامب في سلة النفايات ولم يلق بالا لها، وإن وُصِف الرئيس الترکي في هذه الرسالة بکلمات قبيحة مستهجنة.

- والتدخل الروسي المتمثل في تقريب الأکراد من حکومة سوريا إلی جانب حضور جانب من القوات السورية في المناطق الشمالية بالبلاد منذ أيام قد بعث الأمل بشأن تدخل روسي في الأزمة التي عصفت بشمال سوريا. وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن روسيا تتوقع من ترکيا أن تکون عملياتها العسکرية متلائمة مع حاجاتها ومطالبها الأمنية. وهذا معناه أنه وفق المخطط الروسي لإنهاء الأزمة في شمال سوريا فقد أُخذت في الحسبان هواجسُ ترکيا الأمنية وقضية الحفاظ علی سيادة أراضي سوريا علی حد سواء.

- وليست لروسيا أي دور في إشعال الأزمة في شمال سوريا لکن من شأنها أن تُنهي هذه الأزمة. وإذا تحقق هذا فستفهم أمريکا أنها ليست هي اللاعب المؤثرالوحيد في المنطقة وبخاصة في سوريا کما أنه ستتفهم أوروبا أنه فيما يخص القضايا الأمنية في منطقة الشرق الأوسط يجب إعطاء دور أكثر تأثیرا لروسيا وأخيرا ستتلقن الدول العربية الراعية للإرهاب في سوريا أنها يجب أن تعيد النظر في تبعيتها المطلق لأمريکا.

- ويبدو أن الحل الذي تعتزمه روسيا لإنهاء الأزمة في شمال سوريا يتمثل في العودة إلی اتفاقية اضنة (1999) التي جری عقدها بين سوريا وترکيا، ووفق هذه الاتفاقية فبإمکان ترکيا أن تحظی بإمکانية مطاردة الإرهابيين علی مدی 5 وحتی 10 کيلومترات داخل الأراضي السورية وفي الوقت نفسه ستتحکم سوريا في جميع أراضيها.

- ويبدو أنه في ظل النهوض بهذه الاتفاقية ستحقق وعود أردوغان بشأن توفير أمن حدود بلاده، کما أن سوريا ستحتفظ بسيادة أراضيها وأخيرا الأکراد الذين يعانون هذه الأيام من طعن أمريکي مؤلم في ظهورهم سيعودون إلی حضن الوطن. يجب أن ننتظر ونری کيف سيتعاطی أردوغان بالمقترح الروسي في سوتشي الروسية خلال الأيام الخمسة القادمة وأنه في حال ترحيبه به فمتی سينفذه علی أرض الواقع؟