خط الفقر وخط الغنى
كتب / عبد الهادي مهودر….
نسمع كثيراً عن نسبة وعدد العراقيين الذين يعيشون تحت خط الفقر ، لكننا لانعرف عدد العراقيين الذين عبروا خط الغنى ودخلوا نادي الاثرياء، ولا أعداد ونسبة العراقيين الذين تتركز في ايديهم الثروات الهائلة والمليارات ،
وهل تعد تسمية الاثرياء تشهيراً بهم وتعريضاً لحياتهم الى الخطر ؟! قد يكون ذلك صحيحا ، فمن حقهم العمل والتمتع بحياة آمنة وبكل اشكال الحماية كمواطنين ، لكننا نسأل في المقابل ، ولماذا لاتعد تسمية الفقراء وإظهار وجوههم تشهيراً وحطاً لكرامتهم الانسانية ؟
أليس لهؤلاء حق مماثل ؟ وهل المانع من ذكر (اثريائنا) هو لكونهم لايعملون تحت الشمس،ولاتوجد قاعدة معلومات دقيقة عنهم ، أم نخشى عليهم من الابتزاز الحضوري والالكتروني ؟ وهل يمكن معرفة اسماء أغنى عشرة اشخاص في العراق او أغنى مئة شخصية ؟ لماذا يطلّع العالم سنوياً على قائمة بأسماء العشرة الأغنى في العالم ومنهم على سبيل المثال مؤسس ( شركة امازون) كأغنى رجل في العالم للسنوات الاربع الاخيرة ، ولايعدّون ذلك تشهيراً ولايعترضون ؟ هل لأن هؤلاء يجمعون ثرواتهم بطرق معلنة ويدفعون ما عليهم من واجبات وضرائب ؟
وليس ( حسد عيشة ) بل لو كان لدينا اثرياء مثل صاحب شركة مايكروسوفت ( بيل غيتس ) او مؤسس شركة فيسبوك (مارك زوكربيرغ) او مثل ( إيلون ماسك) الذي يخطط لبناء مستعمرة قابلة للحياة على سطح المريخ، فمن حقهم علينا أن نتباهى بهم ونعلن اسماءهم بكل فخر ،
واذا كان قرابة عشرة ملايين عراقي يعيشون بأقل من دولارين في اليوم الواحد ، فكم عراقي لاتكفيه آلاف الدولارات يومياً وتعوّد على نمط ومعيشة الملوك ؟ وهل هناك خط غنى معتمد يميز بين الثراء المعقول والثراء الفاحش كما يميز بين الفقر المعقول والفقر المدقع ؟ ومع ذلك لايمكن ان ندعو وزارة التخطيط الموقرة الى اعلان قائمة باثرياء العراق العشرة او المئة ولانقول لهم : ( اخرجوا لنا اثرياءنا ) كما اخرجتم لنا فقراءنا ، لكن المهم أن لايزداد الفقراء فقراً ، مع العلم أن الفقير مستعد دوماً للمسائلة القانونية واذا رزقه الله ببيت صغير سارع لتسجيله في ( الطابو) وعلق عليه (ام سبع عيون ) واذا اشترى (تكتكاً) كتب عليه عبارة (هذا من فضل ربي) قبل أن يُسأل من أين لك هذا..باهذا؟.