اتصل بنا
حالة الطقس في العراق
حالة الطقس في العراق
الطقس في العراق
الأمطار في العراق
المطر في العراق
المطر في بغداد

من سرق حذاء حمد ؟

من سرق حذاء حمد ؟
وكالة المعلومة

كتب / عبد الهادي مهودر ….

فجأة ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بإسم (حمد) وصحونا على اجتياحه للعالم الافتراضي العراقي ، وكان الاسبوع الماضي هو اسبوع المدعو حمد بلا منازع ، وتم تداول هذا الاسم بشكل واسع دون معرفة المناسبة والسبب ، حتى ان عشرات الاصدقاء راحوا يتسائلون بإلحاح عن هوية حمد وقصته بلا مجيب غير المزيد من الطلاسم وأبيات الشعر الشعبي عن حمد وحمود والريل وحمد، وخلال ايام متتالية تم ملاحقة أوكار المدعو حمد تحت تأثير العقل الجمعي الذي يمكن ان يحرّض آلاف المواطنين على مطاردة أي انسان والتباهي بسحل جثته دون معرفة السبب ايضا .

وجاء ترديد اسم حمد وتحميله كل المصائب والعجائب استمراراً لحالة الهروب الجماعي من تسمية الاشياء بمسمياتها الحقيقية فتمت مطاردته من صفحة الى صفحة ومن الفيسبوك الى تويتر الى انستغرام ومجاميع واتساب وفايبر بالمحتوى الغاضب والجاد والساخر وبكل ما اوتينا من قوة ورباط الخيل ، وليس جديداً ، فالمعروف عن( اهل حمد) انهم يتحدثون بالعموميات ويتجنبون التسميات المباشرة التي تكلفهم كثيرا ، ولذلك تعطلت الحلول واختلطت الأمور واغلق النفق من نهايته وبقيت البلاد تدور في حلقة مفرغة وراء هذا الحمد او ذاك ، وكان سهلاً ان يصب العراقيون جام غضبهم على اسم وهمي مفترض ليس له وجود مادي فيما انبرى آخرون للدفاع عنه من زاوية كونه ( حمدنا ) فكان لكل عراقي حمدَه الخاص المرسومة صورته في ذكرياته وعقله الباطن وخياله الواسع ، ومن عجائب هذه المعركة الكلامية ان يحظر صديقاً صديقه لتجاوزه على حمدهم ، والسبب الآخر وراء التنمر الافتراضي لأن حمد ليس له ظهر ولا اسرة تطالب بفصل عشائري ولاجهة سياسية تصدر بيان استنكار وتحمّل المهاجمين مسؤولية الحفاظ على حياته و تهددهم بالمقاضاة والانتقام ، و إذ لا حصانة برلمانية او دبلوماسية او مجتمعية لحمد ولا قانون يعاقبه او يحميه .

واليوم وقد انحسرت الحملة الوطنية المستدامة المسماة اختصاراً ( حمد) فقد عدنا الى عالمنا الافتراضي لكن حمد الذي نعرفه ولا نعرفه، بقي بكل مساوئه ومحاسنه (وكلاواته)، والمعركة ضد حمد لا تنتهي مثل المعركة ضد (الطنطل) وهي اطول المعارك في المخيلة الشعبية العراقية والقصة المرعبة التي تخلو من غالب ومغلوب ، تماما مثل المعركة ضد الفساد والمفسدين التي يشارك فيها الخيرون والفاسدون معاً والحمد لله ، كلنا ضد الفساد والحمدلله ، كلنا مؤمنون وضد السارقين والحمد لله ، فمن الذي يسرق احذية المصلين في الجامع !؟.

سجل بريدك الإلكتروني لتلقى أهم الأخبار
المزيد من الأخبار
أخبار مواقع حكومية