"الخطأ يعني الموت".. عراقي يخاطر بحياته يومياً مقابل 1700 دولار

سلط تقرير أمريكي، الضوء

على تجربة "مميتة"، يخوضها مواطن عراقي يدعى "فلاح حسن" من

خلال عمله على نزع الألغام والعبوات التي تغطيها الرمال، في مهمة ورغم اعتزازه بها

تابعنا عبر تيليجرام لتلقي جميع أخبار العراق

لإنقاذ حياة كثيرين، إلا أن "الخطأ الأول" فيها يعني الموت.

موقع "إنسايدر" الأمريكي،

أشار في تقرير له ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن "العبوات الناسفة (محلية

الصنع)، يمكن أن تنفجر بمجرد لمسة أو حركة".

إنقاذ حياة الناس

لكن فلاح حسن الذي يجني شهرياً 1700

دولار، لأداء مهمته هذه، يقول بحسب التقرير الأمريكي، إنه يزيل يومياً "نحو

15 عبوة ولغماً، ليسهم في إنقاذ حياة كثيرين".

يذكر أن تنظيم داعش، وعندما حاول

السيطرة على العراق في العام 2014، زرع آلاف العبوات الناسفة، وما تزال موجودة في

أماكن كثيرة من العراق، إلا أنها تتركز في مدينة الموصل والمناطق المحيطة بها.

وأضاف حسن "وظيفتنا لها قول

مأثور وهو: لا مجال لوقوع الأخطاء مرتين، لأن الخطأ الأول يعني الموت"،

لافتاً إلى أن "هذه العبوات كان هدفها منع تقدم الجيش العراقي باتجاه الموصل،

بالإضافة الى منع المدنيين من مغادرة المدينة".

الموصل.. مدينة العبوات

ووفق التقرير الأمريكي، جرى العثور

على معظم العبوات الناسفة التي تركها داعش في الموصل ومحيطها، وهي ثاني أكبر مدينة

في العراق، والمدينة الأكبر التي سيطر عليها داعش وقتها.

وبعد تحديد مكان وجود العبوة الناسفة

باستخدام معدات معدنية ثقيلة الوزن، يقوم حسن وأفراد فرق البحث عن الألغام ونزعها،

بالمخاطرة بتفجيرها وهي مدفونة تحت الأرض، والتي يمكن أن تنفجر تلقائيا عند أي

لمسة، بحسب "إنسايدر".

وهذه العبوات، يمكن أن تنفجر بطرق

عدة، وفقاً لحسن، أولاً "بجهاز توقيت، أو من خلال فعل مباشر من خلال شريط

سلكي أو لاسلكي عبر هاتف خليوي، وثانياً من خلال الضحايا أنفسهم عندما يتسببون

بتحريك العبوة أو الضغط عليها"، مؤكداً أن "عملية الحفر مخيفة وشاقة

للغاية، وتتطلب الثبات والثقة بالنفس".

وبين التقرير الأمريكي، أنه

"حتى في حال كانت العبوة لا تحتوي على مفتاح واضح، فإنها قد تكون محملة بمادة

كيمياوية تجعلها عرضة للانفجار، وقد يكون الوضع أكثر سوءاً في حال كان المفتاح

مخفياً".

ونوه التقرير، إلى أن "العبوات

الناسفة تسببت بمقتل وإصابة آلاف الأشخاص في العراق من خلال العقد الذي ظهر فيه

تنظيم داعش وانتشر في البلد".

تفكيك 15 عبوة يومياً

وبرغم المخاطر القائمة في وظيفته،

إلا أن حسن رأى أن هناك الكثير من المكاسب فيما يقوم به، والذي يشمل أحيانا تفكيك

15 عبوة ناسفة يومياً تحت حرارة الصحراء الملتهبة.

وختم التقرير الأمريكي، عن فلاح حسن

قوله: "بمقدوري رؤية انجازاتي فوراً، ولكن في حال كنت مدرساً، فإني مضطر

للانتظار لمدة عام كامل لأرى نتائج تدريسي للطلاب.. الطاقة التي أحصل عليها،

مرتبطة بأنني إنساني".