"قد تنفجر في أي لحظة".. العراق يعمل على تفكيك "قنبلة" مخيم الهول "تدريجياً"
ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن العراق يكثف من جهوده بهدف العمل باتجاه إغلاق مخيم الهول الذي يؤوي عشرات الآلاف من زوجات وابناء مسلحي تنظيم داعش، ويضم ايضا مناصرين للتنظيم الإرهابي، وذلك بهدف الحد من مخاطر التهديدات المسلحة عبر الحدود مع سوريا، لكن بغداد تقر بأن هذا العمل يتطلب تحركا خارج العراق وسوريا أيضا.
وفي تقرير الوكالة الأمريكية الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ أشار التقرير الى انهاء "الخلافة" المزعومة في العام 2019، وانشاء المخيم، قال ان المسؤولين العراقيين يؤكدون الآن ان المخيم القريب من الحدود السورية-العراقية، يشكل تهديدا كبيرا لأمن بلدهم، وهو بمثابة معقل للايديولوجية المتطرفة للمسلحين، وهو ايضا اصبح بمثابة موقع يترعرع فيه الاف الاطفال ليتحولوا إلى الفكر المتطرف في المستقبل.
ونقل التقرير عن المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين العراقية علي جهانجير قوله محذرا من أنها "قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة"، مضيفا انه منذ كانون الثاني/يناير الماضي، تمت اعادة اكثر من 5 آلاف عراقي من مخيم الهول، ومن المتوقع اعادة المزيد خلال الأسابيع المقبلة.
واشار التقرير الى ان غالبية من تمت اعادتهم هم من النساء والأطفال الذين يتم ارسالهم الى منازلهم، مضيفا أن من النادر أن يطلب رجال ممن ارتكبوا جرائم في صفوف داعش، العودة خوفا من تقديمهم للمحاكمة، في حين ان هؤلاء الذين يظهرون الاستعداد للعودة، فانهم يطلبون من سلطات المخيم ان ترسل أسمائهم إلى بغداد، حيث تقوم الحكومة بتدقيق أمني قبل أن تمنح الموافقة النهائية.
ولفت التقرير إلى أنه بمجرد وصول المستعادين الى العراق، يجري نقلهم عادة الى معسكر الجدعة بالقرب من مدينة الموصل، حيث يتم اخضاعهم لبرامج إعادة تأهيل بمساعدة وكالات الأمم المتحدة قبل أن يتم السماح لهم بأن يعودوا الى مدنهم او قراهم.
وأوضح التقرير أن برامج إعادة التأهيل تتضمن جلسات علاجية مع علماء النفس ودروس التعليم التي تستهدف مساعدتهم على التخلص من العقلية التي تم تبنيها في ظل داعش.
وذكّر التقرير بأن العراق يعمل على حث الدول الاخرى على إعادة مواطنيها من مخيم الهول، وهو كان خلال مؤتمر عقد في بغداد في يونيو/حزيران الماضي، وصف المعسكر "مصدر للارهاب" حيث دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية احمد الصحاف الدول التي لديها يوجد لها رعايا في مخيم الهول "اعادتهم الى وطنهم في أقرب وقت ممكن من اجل اغلاق المخيم في نهاية المطاف"، محذرا من أن البديل سيكون عودة تنظيم داعش.
وبحسب التقرير، فان مخيم الهول الخاضع لحراسة قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الكورد بدعم من الولايات المتحدة، كانت تضم 73 ألف شخص غالبيتهم من السوريين والعراقيين، الا انه خلال السنوات القليلة الماضية، تراجع عدد المقيمين في المخيم الى نحو 48 ألف شخص، وجرى إطلاق سراح نحو 3 آلاف شخص منذ شهر مايو/أيار الماضي.
ونقل التقرير عن مسؤول في وزارة الدفاع العراقية، طلب عدم الكشف عن هويته، أن من لا يزالون في المخيم بينهم مواطنون من حوالي 60 دولة اخرى انضموا إلى داعش، ولهذا السبب فان إغلاق المخيم سيتطلب بذل جهود خارج العراق وسوريا.
وبحسب شيخموس أحمد، المسؤول الكوردي المشرف على مخيمات النازحين شمال شرقي سوريا، فان المخيم يضم الان 23353 عراقيا و17456 سوريّاً و7438 من جنسيات اخرى.
ورأى التقرير أنه برغم ان الاجانب في المخيم هم الاقلية، إلا أن الكثيرين ينظرون اليهم باعتبار انهم الاكثر اشكالية في مخيم الهول، حيث انهم مستمرون بولائهم لأيديولوجية داعش.
ونقل التقرير عن أحمد قوله إنه منذ بداية العام الحالي حتى الآن، فقد غادرت مجموعتان من السوريين المخيم الى مسقط رأسهم في سوريا، مشيرا إلى أنه في وقت سابق من شهر سبتمبر/أيلول الحالي، عادت 92 عائلة مؤلفة من 355 شخصا إلى مدينة الرقة السورية، وفي مايو/أيار الماضي، عاد 219 شخصا الى مدينة منبج السورية.
وبحسب التقرير الأمريكي، فان اطلاق سراح السوريين يتحدد عندما تقرر السلطات الكوردية المشرفة على المخيم، انهم لم يعودوا يشكلون تهديدا للمجتمع، في حين أن إطلاق سراح المحتجزين من الجنسيات الاخرى، فانه أمر معقد اكثر، اذ انه يتحتم الحصول على موافقة بلدانهم الأصلية على استعادتهم مسبقا.
واوضح التقرير ان الاشخاص من الجنسيات غير السورية والعراقية، فإنهم يقيمون في جزء من المخيم معروف باسم الملحق، والذي يعتبر مقرا لأكثر أنصار داعش تطرفا حيث كان العديد منهم قد سافروا آلاف الكيلومترات للالتحاق بالتنظيم الارهابي بعد اجتياح داعش للمنطقة في العام 2014.
وبالإضافة إلى ذلك، ذكر التقرير أنه في أواخر أغسطس/آب الماضي، تمت اعادة 31 امرأة و64 طفلاً من المخيم إلى جمهورية قيرغيزستان على متن رحلة جوية خاصة، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية القيرغيزية التي شكرت الحكومة الأمريكية على "المساعدة والدعم اللوجستي" لعملية اعادة هؤلاء الى وطنهم الاصلي.
الا ان التقرير اشار الى ان الدول الأخرى وخصوصا في الغرب، تمتنع بدرجة كبيرة عن استعادة مواطنيها الذين كانوا أعضاء في داعش. ولفت ايضا الى ان خلايا داعش النائمة لا تزال تنفذ هجمات قاتلة، كما أن التقارير عن وقوع جرائم مروعة داخل مخيم الهول نفسه، أثارت صدمة المنظمات الحقوقية التي تصف ظروف المخيم بانها غير انسانية، خصوصا فيما يتعلق بالأطفال.
وتابع التقرير ان الجيش الامريكي يعتبر ان تخفيض عدد القاطنين في المخيم، يمثل خطوة ضرورية في المكافحة المستمرة ضد داعش والحاق الهزيمة بها على المدى الطويل، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تحتفظ بنحو 900 جندي في شمال شرق سوريا إلى جانب عدد غير محدد من المتعاقدين مع الجيش الامريكي، مضيفا ان المسؤولين العسكريين الأمريكيين يعتبرون أن مخيم الهول يشكل "مصدر قلق أمني مع مرور الوقت"، وإن خفض أعداد المقيمين فيه، يساهم في تحسين الوضع الأمني في المنطقة.
ترجمة: وكالة شفق نيوز