اقتطاع مساحة بحجم ديالى

“أم المعارك” التركية أخطر مما نتصور.. أردوغان يريد اعتلاء جبل صدام وأكثر

964

على عكس أجواء الاسترخاء النسبي في الأوساط العراقية، وصلت تغطيات الإعلام التركي إلى قرع الطبول والخطابات الحربية وإرسال التحايا إلى “مهمتشيك” أو “محمد تشك”، وهي التسمية الشعبية للجندي التركي، “القادم للقضاء على كل الأعداء في العراق”، فما تحضّر له أنقرة -إعلامياً على الأقل- لا يشير إلى ضربات جوية أو توغل محدود من المستوى المعتاد في العراق وسوريا، بل عملية بلا سقف زمني “تبدأ قريباً”.

تركيا تخرق القواعد حول العراق وتعاتب إيران: أخبرناكم ب...

تركيا تخرق القواعد حول العراق وتعاتب إيران: أخبرناكم بكل شيء.. تصريح وزير الدفاع

ما يزيد خطورة العملية، هو أن مركزها أو ربما ساحتها الوحيدة ستكون الأراضي العراقية هذه المرة، على عكس عمليات تركية سابقة كانت تركز على التوغل في الأراضي السورية، ويقول الباحث التركي عبد القادر سيلفي “بينما ستبدأ العمليات في العراق.. سيكون هناك تركيز أكثر على الحلول الدبلوماسية في سوريا”، وتراهن قوات سوريا الديمقراطية، على دور أميركي في إقناع تركيا بحصر عملياتها في العراق واستثناء المناطق السورية، لكن ذلك ليس مضموناً حتى الآن، خاصة مع الإعلان المفاجئ لتأجيل زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى واشنطن، والتي كانت مقررة الخميس المقبل.

ويأتي التصعيد التركي معاكساً لرغبة بغداد التي عبر عنها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في حديثه المتفائل أثناء زيارة أردوغان إلى العراق، حين ركّز على الآفاق الرحبة التي تنتظر البلدين مع التقدم في مشروع “طريق التنمية”.

السوداني يوجه الوزارات التي وقعت مذكرات تفاهم مع تركيا...

السوداني يوجه الوزارات التي وقعت مذكرات تفاهم مع تركيا بإعداد خطة وجداول زمنية

وأعلنت بغداد إمكانية إبرام تفاهم مع أنقرة على غرار الاتفاق مع إيران، الذي أبعد عناصر المعارضة الكردية عن الحدود الإيرانية، لكن الاقتراح لا يبدو كافياً بالنسبة للشروط التركية.

وتشير الخرائط التي يتداولها الأتراك إلى أن العملية ستمتد على كامل الحدود العراقية التركية، بطول أكثر من 370 كم، وعمق 40 كم داخل العراق، ولم تفصح تركيا حتى الآن عن حجم القوات المشاركة أو صنوفها، لكن مصادر متقاطعة تتحدث عن مئات الأهداف، وعلى رأسها كهوف جبل “كارة” الذي بنى رئيس النظام السابق صدام حسين قصراً فوقه في الثمانينات، ويبعد الجبل أكثر من 20 كم عن الحدود، وهو مطل على منتجعات سياحية وكان بانتظار إقامة مشاريع ترفيهية، ويظهر الجبل في التغطيات التركية بوصفه أهم أهداف الحملة.

واستبق وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الحملة الإعلامية، بمقابلة صحفية أواخر آذار الماضي، خصص معظمها لمهاجمة السليمانية والاتحاد الوطني الكردستاني، وعبّر عن استياء بلاده من حركة تنقل عناصر “حزب العمال الكردستاني” بين مناطق سيطرة سوريا الديمقراطية في الشمال السوري والسليمانية.

ويمكن تقسيم ميدان العمليات التركي المفترض إلى محورين، الأول هو الشريط الحدودي من المثلث الإيراني العراقي التركي، إلى المثلث مع سوريا، أما الثاني فهو مدينة سنجار التي تبعد أكثر من 100 كم عن أقرب نقطة تركية، ما يجعل التوغل نحوها أمراً مستبعداً، ولذا يقول فيدان إنه يتواصل مع قوات الحشد الشعبي “بمباحثات مكثفة” بشأن سنجار، وسبق أن كشف مسؤول عراقي لشبكة 964 عن اقتراح يجري تداوله بين الطرفين، يُترك بموجبه للحشد الشعبي أمر التخلص من القوات الموالية لحزب العمال في سنجار.

طهران تسأل بغداد كثيراً عن زيارة أردوغان.. جيش تركيا يس...

طهران تسأل بغداد كثيراً عن زيارة أردوغان.. جيش تركيا يستعد لما وراء دجلة والفاو

وتحاول الحكومة العراقية ضبط الانفعال التركي، وقد أعلنت وزارة الداخلية العراقية أواخر شباط الماضي أن قوة من حرس الحدود الاتحادي وصلت بالفعل إلى مدينة “شيلادزي” شرقي جبل كارة، للمرة الأولى منذ 3 عقود، وبعد زيارة أردوغان إلى العراق، كررت بغداد بشكل غير رسمي، إعلان وصول قوة اتحادية إلى قرية أخرى وأيضاً لأول مرة منذ 30 سنة.

وتعاطت الأوساط التركية بإيجابية مع إعلان العراق نشر قوات حرس الحدود في مناطق كانت على الدوام مساحات نشاط لحزب العمال الكردستاني، لكن ذلك لم ينعكس على لهجة التصعيد العسكري المتزايدة.

وفي سياق محاولات التهدئة، قال الناطق باسم الحكومة العراقية باسم العوادي إن “بغداد تتجه إلى مقاربة مع تركيا كالاتفاق الأمني المبرم مع إيران بعد أن تم اعتبار البككة حزباً محظوراً”.

العراق سيتعامل مع PKK كلاجئين.. قائمة بمذكرات التفاهم ال...

العراق سيتعامل مع PKK كلاجئين.. قائمة بمذكرات التفاهم التي وقعها العراق مع تركيا

لكن بروفيسور القانون والعلاقات الدولية سمير صالحة، يقول إنه “إذا كان هناك عرض عراقي بإبعاد عناصر البككة عن الحدود فإن تركيا لن تقبل.. لن تقبل بصيغة على غرار الاتفاق بين العراق وإيران لأن الوضع مختلف”.

وخلال الأيام الماضية، كثف الإعلام التركي تغطياته بطابع حربي، حيث يعرض الباحثون والعسكريون الأتراك خرائط المناطق العراقية على شاشات عملاقة، ويلاحقون أدق التفاصيل ويرسمون المسارات والأهداف، بينما استخدم “متحمسون” أتراك عبارة “أم العمليات أو المعارك” في وصف العملية المرتقبة.

الدفاع النيابية: يجب أن يصدر العراق موقفاً من العملية ا...

الدفاع النيابية: يجب أن يصدر العراق موقفاً من العملية التركية المرتقبة

العراق ثانياً في استيراد الفواكه والخضار من تركيا خلال...

العراق ثانياً في استيراد الفواكه والخضار من تركيا خلال الربع الأول من 2024

لم نوقع مع أردوغان اتفاق

لم نوقع مع أردوغان اتفاق "نفط مقابل ماء" بل صندوق فيه أموال النفط.. مستشار السوداني