من اقليم كوردستان إلى إيران.. تقرير يكشف وجه "أزمة خفية"

شفق نيوز/ ذكر موقع "المونيتور" الإخباري الأمريكي أن العديد من الإيرانيين الموجودين في العراق حاليا، ينقلون معهم الكثير من المواد الغذائية والإمدادات خشية من حدوث نقص يطال عائلاتهم بعد عودتهم إلى إيران.
وأوضح الموقع الأمريكي في تقرير له، نشر باللغة الإنجليزية، وترجمته وكالة شفق نيوز، ان احد السائقين الإيرانيين قام بتخزين الأرز والسكر والشاي في شاحنته، وهي مواد غذائية أساسية بات الحصول عليها صعب في إيران.
وأشار التقرير إلى أن السائق الإيراني الذي أطلق على نفسه اسماً مستعاراً هو "فتح"، كان من بين عشرات سائقي الشاحنات الذين ينتظرون العودة عند معبر باشماخ في اقليم كوردستان إلى إيران، حاملين معهم ليس فقط بضائعهم التجارية، وانما أيضاً السلع الأساسية لعائلاتهم بعد أيام من الهجمات الاسرائيلية.
وبحسب التقرير فان العشرات من السائقين رفضوا إجراء مقابلات معهم، ووافق عدد صغير منهم على الحديث عن أوضاعهم في إيران شريطة عدم الكشف عن هوياتهم.
ونقل التقرير عن "فتح" (40 عاماً) قوله إن "هناك نقص في الأرز والخبز والسكر والشاي"، مضيفا أن العثور على الوقود يمثل مشكلة كبيرة، حيث تنتظر طوابير طويلة من السيارات لساعات أمام محطات الوقود على أمل ألا ينفد الوقود.
ولفت التقرير إلى أن أمام فتح رحلة طويلة ليقطعها حيث عليه أن يقوم بإيصال حمولته من الأسفلت إلى ميناء بندر عباس الإيراني، الذي يبعد حوالي 1700 كيلومتر، قبل أن يعود ويقطع المسافة نفسها تقريبا عائدا إلى مدينة مريوان الغربية، حيث تعيش عائلته التي نجت حتى الآن من القصف الإسرائيلي.
وقال فتح كما نقل عنه التقرير، إن "طريقي يمر بالقرب من منشأة نطنز النووية"، والتي قصفتها إسرائيل عدة مرات منذ بدء حملاتها في الأسبوع الماضي.
وبعدما لفت التقرير إلى مقتل ما لا يقل عن 224 شخصا، بينهم نساء وأطفال، في الضربات الإسرائيلية، بحسب أرقام رسمية، نقل التقرير عن السائق الإيراني آرام، (28 عاما) أنه يواصل الاتصال بزوجته خوفا على سلامة عائلته بعد أن اضطروا للخروج من منزلهم إثر قصف موقع عسكري قريب في مدينة سنندج، موضحا أن "العائلة بأمان إلا أنهم اضطروا للانتقال للعيش مع أقاربهم في إحدى القرى".
وبحسب آرام، وهو أب لطفلين، فإن زوجته أبلغته أن العديد من العائلات التي كانت تسكن بالقرب من المواقع العسكرية في المنطقة، قد نزحت أيضاً. ونقل التقرير عن آرام اشارته الى ان النقص في المواد الغذائية في إيران، يعود بالدرجة الاولى إلى المواطنين الذين أصيبوا بالذعر وسارعوا إلى الأسواق لتخزين الإمدادات الأساسية.
أما في إيران نفسها، فقد لفت التقرير إلى المواطن شوان (35 عاما)، وهو تاجر سيارات، وهو يتذكر كيف قصفت الطائرات الإسرائيلية عدة مواقع عسكرية بالقرب من مدينته بوكان في الغرب.
ونقل التقرير عن شوان قوله إن "الناس مصدومين ومضطربين، لا يعرفون ماذا يجب أن يفعلوا، ونواجه مشكلة كبيرة في نقص الخبز، حيث أن الناس تصطف لساعات أمام المخابز للحصول على أرغفة الخبز، وأنه في بعض الأحيان فإن 4 أفراد من عائلة واحدة، يتنقلون بين المخابز بحثا عن الخبز.
وبحسب شوان فإنه "من الصعوبة أيضا العثور على الأرز أو الزيت"، بينما لم يتقاضى العديد من موظفي الخدمة المدنية رواتبهم حتى الآن.
كما نقل التقرير عن افين (38 سنة)، وهي تعمل كخياطة، قولها إن الحرب "نشرت الخوف بين السكان"، على الرغم من أن القنابل لم تطل مدينتها سقز في شمال غرب إيران، مضيفة أن "بعض العائلات التي لديها أطفال، غادرت إلى قرى خارج المدينة".
وبحسب افين فإن "معظم المؤن تأتي من طهران"، التي شهدت نزوحا جماعيا وتعاني أيضا من نقص في المواد الغذائية، مضيفة أنه بسبب ذلك فقد "توقف السوق في مدينتنا تماما".
ترجمة: وكالة شفق نيوز