
الرد الإيراني يتخطى التوقعات.. وتل أبيب عاجزة عن المواجهة
المعلومة / بغداد ..
شهدت الساعات الأربع والعشرون الماضية تصعيداً لافتاً في المواجهة العسكرية بين إيران والكيان الصهيوني، مع اتساع نطاق الضربات الإيرانية لتشمل مواقع حيوية داخل الأراضي المحتلة، وسط مؤشرات على مزيد من التصعيد في الأيام القادمة، ما أثار حالة من القلق العميق داخل الأوساط الأمنية والسياسية في تل أبيب.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الرد الإيراني الذي بدأ منذ مساء أمس، جاء كرد مباشر على الاعتداءات الصهيونية، والتي كان أبرزها استهداف مواقع إيرانية ومقار للحرس الثوري في، وتصفية عدد من القيادات، ويبدو أن طهران قررت هذه المرة التخلي عن سياسة ضبط النفس التكتيكي لصالح ردود محسوبة لكن واسعة النطاق.
مصدر إيراني مطّلع صرّح لوكالة / المعلومة /، أن "القيادة العسكرية الإيرانية حسمت أمرها في تصعيد الرد، وأن الضربات المقبلة ستطال عمق الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى القواعد الأميركية المنتشرة في المنطقة".
وأوضح المصدر أن الرد الإيراني لن يكون رمزياً، بل يهدف لتغيير قواعد الاشتباك، وفرض معادلة جديدة في المنطقة تقوم على الردع الكامل.
وأشار المصدر إلى أن طهران تستعد لإطلاق ما يصل إلى 2000 صاروخ في حال تطورت المواجهة، وهو ما يمثل تصعيداً غير مسبوق مقارنة بجولات سابقة من التصعيد بين الطرفين.
من جانبها، لم تُخفِ تل أبيب حالة الارتباك التي تعيشها منذ بدء الضربات الإيرانية، حيث أظهرت ردود فعل قادة الاحتلال تخبطاً واضحاً في تقييمهم لحجم الرد الإيراني، الذي وصفته بعض وسائل الإعلام العبرية بغير المتوقع والمفاجئ.
تقديرات الاحتلال كانت تعوّل على أن إيران ستكتفي برد محدود أو عبر وكلائها في المنطقة، كما جرت العادة، لكن قرار طهران بشن ضربات مباشرة، وبصورة علنية على مواقع داخل الأراضي المحتلة، قلب حسابات صانعي القرار الصهيوني.
وأكد محللون عسكريون في وسائل إعلام صهيوني أن "الكيان يواجه الآن معضلة استراتيجية"، مشيرين إلى أن الرد الإيراني الواسع أثبت فشل الرهان على "ردع طهران عبر التصعيد المحدود"، وأن الكيان لم يكن مستعداً لمواجهة بهذا الحجم.
على الرغم من أن المواجهة ما زالت ضمن نطاق الرد المحدود الواسع إلا أن كل المؤشرات تشير إلى أن الأيام المقبلة قد تحمل تصعيداً أكبر، لا سيما إذا قررت الولايات المتحدة الدخول بشكل مباشر في المعركة، أو إذا وسّعت إيران من استهداف القواعد الأميركية في المنطقة.
في السياق ذاته، دعا نواب ومحللون في بغداد إلى ضرورة إخراج القوات الأميركية من الأراضي العراقية، تحسباً لتورط البلاد في ساحة صراع إقليمي مفتوح.
الرد الإيراني، بشكله ومضمونه وضع الكيان الصهيوني أمام معادلة ردع جديدة لم يكن يتوقعها، وربما لن يستطيع التكيف معها دون ثمن استراتيجي كبير.
وبينما تسود أجواء من الترقب في المنطقة، يبقى السؤال مفتوحاً: هل ستكون هذه الجولة بداية لحرب إقليمية شاملة، أم أن القوى الدولية ستتدخل للحد من التصعيد؟انتهى 25/س