"الحرب" تربك أسواق السليمانية.. الذهب يقفز والدولار يشتعل

شفق نيوز/ تشهد أسواق مدينة السليمانية حالة من الركود والقلق الاقتصادي في أعقاب اندلاع القصف الجوي المتبادل بين إيران وإسرائيل، ما انعكس بشكل مباشر على ارتفاع أسعار الذهب والدولار، وسط مخاوف متزايدة بين المواطنين في ظل استمرار أزمة الرواتب وتدهور العلاقة بين بغداد وأربيل.
وقال سالار عمر، ممثل سوق الذهب في السليمانية، لوكالة شفق نيوز، إن أسعار الذهب شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأيام الأخيرة بسبب تداعيات الحرب بين إيران وإسرائيل، مشيرًا إلى أن سعر المثقال الواحد من الذهب عيار 21 وصل إلى 700 ألف دينار، وهو أعلى مستوى يسجله السوق منذ أشهر.
وأوضح عمر أن "الطلب على الذهب ازداد مع تصاعد التوترات الإقليمية، حيث يتجه المواطنون إلى شراء المعدن الأصفر كملاذ آمن للحفاظ على قيمة مدخراتهم وسط مخاوف من اتساع رقعة الحرب وتأثيرها على الدينار العراقي".
وتوقع عمر، ارتفاع الذهب أكثر اذا ما استمرت الحرب و التوترات مشيرا الى استقرار سعر الذهب يتطلب وقت طويل خصوصا وان سعر الدولار والنفط ارتفاعا بالتزامن مع الحرب.
من جانبه، أكد كوران جبار، المتحدث باسم سوق البورصة في السليمانية، لوكالة شفق نيوز، أن سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي سجل ارتفاعًا ملحوظًا، موضحًا أن "عدم الاستقرار الإقليمي وتوقف بعض التحويلات المالية الخارجية أثرا بشكل مباشر على سوق الصرف، وسط تراجع حجم التداول العام في البورصة المحلية".
وأضاف جبار أن "الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة دائمًا ما تؤثر بسرعة على الأسواق في كوردستان، لكونها تعتمد بشكل كبير على الاستقرار الإقليمي في تعاملاتها التجارية والمالية".
أما على مستوى الشارع، فيصف المواطن مروان أحمد الوضع بأنه "مقلق بدرجة غير مسبوقة"، وقال في حديثه لوكالة شفق نيوز، "نعيش اليوم بين نارين؛ من جهةٍ هناك الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل والتي نجهل إلى أين يمكن أن تصل، ومن جهةٍ أخرى نحن محاصرون بأزمات داخلية مزمنة، أبرزها أزمة الرواتب التي لم تُحل منذ شهور، وانخفاض القدرة الشرائية التي جعلت كل شيء يبدو أغلى حتى لو بقي سعره نفسه".
وأضاف، أن "أسعار المواد الغذائية ترتفع يومًا بعد يوم، والناس في حالة ترقّب وخوف، لم نعد نفكر في تحسين مستوى المعيشة، بل فقط كيف نغطي احتياجاتنا الأساسية"، مبين أن "الحرب جعلت التجار يرفعون الأسعار بدافع الخوف أو الاستغلال، والدينار يتراجع أمام الدولار، والناس بلا أمل حقيقي".
وتابع مروان، أن "الحكومة في الإقليم لا تبدو قادرة على التخفيف من هذه الأزمات، والمركز من جهته يتعامل معنا وكأننا خارج الحدود، كل هذا يجعلنا نشعر أننا نعيش في عزلة اقتصادية ونفسية تامة".
ويرى مراقبون أن القصف المتبادل الذي اندلع مؤخراً بين إيران وإسرائيل والذي أثار موجة من التوتر في عموم المنطقة، قد انعكس آثاره بشكل مباشر على الاقتصاد العراقي، ولا سيما في إقليم كوردستان الذي يرتبط بشكل وثيق بالأسواق الإيرانية من جهة، وبالتقلبات السياسية مع بغداد من جهة أخرى.
ويعاني الإقليم أصلًا من أزمة مالية خانقة نتيجة تأخر صرف الرواتب وغياب اتفاقات مالية مستقرة مع الحكومة الاتحادية في بغداد، ما يجعل أي أزمة إقليمية ذات أثر مضاعف على الحياة الاقتصادية في محافظاته.
وبينما يتابع المواطنون بقلق تصاعد التوترات الإقليمية وانعكاساتها على السوق المحلية، تبقى المطالبات ملحة بضرورة إيجاد حلول اقتصادية عاجلة، وتفعيل التنسيق بين أربيل وبغداد لتحصين الإقليم من تأثيرات الأزمات الدولية والحدّ من تقلبات الأسواق التي تزيد من معاناة السكان في كوردستان.