رووداو ديجيتال
أثار قرار واشنطن سحب رعاياها وموظفين من سفارتها في بغداد قلقاً واسعاً، ووجّه الأنظار نحو فصائل "المقاومة الإسلامية" العراقية المقرّبة من إيران، التي طالما اعتبرت الوجود الأميركي هدفاً مشروعاً، وكذلك العكس من قِبل واشنطن.
ورغم التزام الفصائل بهدنة غير معلنة مع القوات الأميركية منذ التصعيد الذي أعقب حرب غزة في تشرين الأول 2023، أعاد هذا القرار المخاوف من احتمال تجدّد المواجهة، خصوصاً في ظل تهديد طهران، أمس الأربعاء، باستهداف القواعد الأميركية في حال انهيار المفاوضات النووية.
مع ذلك، قلّلت الفصائل من أهمية الخطوة واعتبرتها جزءاً من ضغوط سياسية وإعلامية تدور خارج حدود العراق، ولا تعكس تهديداً مباشراً. وعزت حركة النجباء أسباب القرار لعدة اعتبارات، أبرزها تصدير الأزمة الداخلية الأميركية.
وقال حسين علي نور، المتحدث باسم الحركة -التي تُصنَّف حالياً الأقوى بين الفصائل، والأكثر ارتباطاً بإيران– لشبكة رووداو الإعلامية إن "الحديث عن التهديدات الأميركية والإسرائيلية يأتي في سياقات عدة، أولها حالة الانهيار الداخلي الأميركي، وسيناريوهات الانتفاضة الداخلية ضد السياسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والتفكك والانهيار على المستويين الداخلي والخارجي".
وأشار نور في حديثه، اليوم الخميس، إلى محاولة الولايات المتحدة تصدير مشاكلها الداخلية وإشغال الرأي العام بحرب محتملة، لافتاً إلى "إدراك إسرائيل تصدّع جبهة نتنياهو، التي تُنذر بالزوال، لفشله في تحقيق إنجاز حقيقي على حماس، وفي مشروعه التوسعي، بعد أن مرغت المقاومة أنفه في الوحل".
وبينما أحجم المتحدث باسم النجباء عن التعليق على موقف الحركة العسكري في حال نشوب مواجهة بين واشنطن وطهران، عدّ التصعيد الأميركي "محاولة للضغط على الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد تحقيقها اختراقاً استخباراتياً مهماً، من خلال الحصول على وثائق شديدة السرية حول البرامج النووية والتسليحية الإسرائيلية".
"الاستشهاديون مستعدون"
في هذا السياق، تسعى الولايات المتحدة إلى ممارسة الضغط على إيران، بهدف تحقيق اختراق ناجح لصالحها في الملف النووي، وربط المتحدث باسم النجباء ذلك بقرار إخلاء الرعايا من داخل السفارة في بغداد.
من جهتها، اعتبرت كتائب سيد الشهداء – رغم إعلان زعيمها الاستعداد بمئات الاستشهاديين للمواجهة – أن قرار سحب الرعايا "لا يعكس وجود تصعيد أمني حقيقي"، بل وصفته بأنه "تغطية على الأحداث الجارية داخل الولايات المتحدة، ومحاولة للتأثير على مسار المفاوضات الجارية مع إيران".
وقال المتحدث باسم الكتائب، كاظم الفرطوسي، لشبكة رووداو الاعلامية، اليوم الخميس، إن "الوضع السياسي الإسرائيلي الهش، والتسريبات المتعلقة بمشاكل داخل الحكومة هناك، كلها عوامل دفعت لاتخاذ خطوات مثل هذه، دون أن تكون هناك جدية".
خلافاً لهذه التصريحات، تؤكد تقارير عدة أن الضربة العسكرية، سواء من قِبل أميركا أو إسرائيل، واقعة لا محالة في ظل تعثّر المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران.
بيد أن توقيتها فقط هو ما يمكن أن يتغير، وذلك مرتبط بلقاء مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأحد القادم، في العاصمة العُمانية مسقط، وأن ما يوقفها هو "خضوع" إيران، لا غير.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً