متابعة ــ الصباح الجديد:
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن إيران تشارك في مفاوضات تهدف إلى ترتيب اتفاق بين إسرائيل وحركة “حماس” لوقف إطلاق النار في قطاع غزة مقابل الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم الحركة داخل القطاع.
وأضاف ترمب للصحافيين في البيت الأبيض “غزة الآن في خضم مفاوضات ضخمة بيننا وبين (حماس) وإسرائيل، وإيران مشاركة بالفعل، وسنرى ما سيحدث مع غزة. نحن نريد استعادة الرهائن”.
ولم يخُض ترمب في تفاصيل، ولم يرد البيت الأبيض بعد على طلب للحصول على تفاصيل حول مشاركة إيران. ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك على الفور على طلب للتعليق.
واقترحت الولايات المتحدة وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً بين إسرائيل و”حماس”. وبموجب الاقتراح سيتم إطلاق سراح 28 رهينة إسرائيلياً، منهم جثامين بعض القتلى، في الأسبوع الأول، مقابل إطلاق سراح 1236 أسيراً فلسطينياً ورفات 180 فلسطينياً.
إسرائيل تنقل نشطاء السفينة “مادلين” إلى المطار لترحيلهم
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية امس الثلاثاء أن الناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية الذين كانوا على متن السفينة الشراعية “مادلين” عندما اعترضها الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتها الوصول إلى قطاع غزة، نقلوا إلى مطار تل أبيب تمهيداً لإعادتهم إلى بلدانهم.
وقالت الوزارة في بيان إن “من يرفض توقيع أوراق الترحيل ومغادرة إسرائيل سيحال إلى جهة قضائية، وفقاً للقانون الإسرائيلي”.
وكانت قوات بحرية إسرائيلية صعدت الإثنين الماضية على سفينة مساعدات إنسانية حاولت كسر حصار بحري على قطاع غزة واحتجزتها، وعلى متنها الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ.
وقالت ثونبرغ (22 سنة) في مقطع مصور نشره التحالف وصور قبل احتجاز إسرائيل للسفينة “إذا شاهدتم هذا المقطع المصور، فهذا يعني أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أو قوات تساند إسرائيل اعترضت سبيلنا وخطفتنا في المياه الدولية”. وأضافت “أحث كل أصدقائي وأفراد عائلتي وزملائي على الضغط على الحكومة السويدية للعمل على إطلاق سراحي أنا وكل الباقين في أسرع وقت ممكن”.
ونفى الرئيس الأميركي الإثنين الماضية تصريح ثونبرغ عن خطفها، قائلاً “أعتقد أن إسرائيل لديها من المشكلات ما يغنيها عن خطف غريتا ثونبرغ”. وأضاف ترمب للصحافيين “هي شابة غاضبة… أعتقد أنها في حاجة إلى دورة تدريبية للسيطرة على الغضب”. وكان أدلى بتصريح مماثل عنها في عام 2019 عندما كانت تبلغ من العمر 16 سنة.
وأكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن السفينة تخضع حالياً لسيطرة إسرائيل. ووصفت إسرائيل ثونبرغ بأنها “معادية للسامية” وسفينة المساعدات بأنها مغامرة استعراضية.
متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين في سويسرا
في سويسرا، قطع مئات المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطينية مسارات قطارات في محطتي جنيف ولوزان، مما تسبب في تعطيل الحركة لبعض الوقت. وبحسب صحيفة “لا تريبون دو جنيف” فإن نحو 300 شخص قطعوا الإثنين الماضية مسارين للقطارات في محطة جنيف، رافعين الأعلام الفلسطينية. وأضافت أن المتظاهرين تنادوا تلقائياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي عقب اعتراض البحرية الإسرائيلية السفينة الشراعية “مادلين” التي كانت محملة بمساعدات إنسانية ومتجهة إلى قطاع غزة.
وفي محطة جنيف منع المتظاهرون كل القطارات من المرور على رصيفين لمدة ساعة تقريباً، مما أدى إلى إلغاء رحلات وتأخير أخرى. وتكرر الأمر نفسه في محطة لوزان.
وأعلنت هيئة السكك الحديد الفيدرالية السويسرية أن حركة المرور “تعطلت بشدة” بسبب وجود “متظاهرين قطعوا مسارات محطة لوزان”، وأوضحت الهيئة أن قوات الأمن تدخلت لفض المتظاهرين.
وبحسب صحيفة “لوماتان” فإن المتظاهرين الذين كانوا بالمئات توجهوا بمواكبة من الشرطة نحو وسط المدينة. واستؤنفت حركة المرور “تدريجاً” بعد ساعة من ذلك.
“جوعى ومسلحون استولوا على معظم الطحين”
قالت الأمم المتحدة الإثنين الماضي إنها لم تتمكن من إدخال سوى الحد الأدنى من الطحين إلى غزة منذ أن رفعت إسرائيل الحصار الذي تفرضه على القطاع منذ ثلاثة أسابيع، مشيرة إلى أن عصابات مسلحة وفلسطينيين يتضورون جوعاً استولوا على معظمه.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق للصحافيين إن المنظمة نقلت 4600 طن متري من طحين القمح إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، وهو نقطة الدخول الوحيدة التي تسمح إسرائيل لها باستخدامها.
وقال حق إن منظمات الإغاثة في غزة تقدر أن هناك حاجة إلى ما بين 8000 و10000 طن متري من الطحين لإعطاء كل أسرة في غزة كيساً من الطحين و”تخفيف الضغط على الأسواق وتخفيف حالة اليأس”.
وأوضح قائلاً “استولى بائسون يتضورون جوعاً على معظمها قبل وصول الإمدادات إلى وجهتها. وفي بعض الحالات، تعرضت الإمدادات للنهب من قبل عصابات مسلحة”.
ووفقاً لإرشادات برنامج الأغذية العالمي، فإن 4600 طن متري من الطحين تكفي لثمانية أيام تقريباً من الخبز لسكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة، على أساس حصة يومية قياسية تبلغ 300 غرام لكل شخص.
ودعا حق إسرائيل إلى إدخال مزيد من المساعدات عبر معابر وطرق متعددة. وقد سلمت الأمم المتحدة كميات من الطحين إلى جانب مواد طبية وغذائية محدودة منذ أن رفعت إسرائيل الحصار الذي استمر 11 أسبوعاً في منتصف أيار.
ويحذر خبراء من أن غزة معرضة لخطر المجاعة، حيث تضاعفت نسبة الأطفال الصغار الذين يعانون سوء التغذية الحاد ثلاث مرات تقريباً.
وتريد إسرائيل والولايات المتحدة أن تعمل الأمم المتحدة من خلال مؤسسة “غزة الإنسانية” المثيرة للجدل، لكن الأمم المتحدة رفضت ذلك، مشككة في حياديتها ومتهمة نموذج التوزيع بعسكرة المساعدات وإجبار النازحين على النزوح.