"إخلاء تكتيكي" للقواعد الأمريكية في سوريا

شفق
نيوز/ أفاد مصدر من قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، يوم الخميس، بأن القيادة
الأمريكية اجرت "إخلاء تكتيكياً" لقواتها في قاعدتي "استراحة
الوزير" و"تل بيدر" بريف الحسكة شمال شرقي سوريا، على خلفية
الأحداث الجارية بين إيران وإسرائيل.
وقال
المصدر لوكالة شفق نيوز، إن "الهجمات الصاروخية بين إيران وإسرائيل في سماء
سوريا وضعت القواعد الأمريكية ودورياتها أمام تحديات أمنية كبيرة لا سيما أن بعض
القواعد عبارة نقاط تجمع صغيرة تفتقر للأجهزة والمعدات العسكرية الدفاعية المتطورة".
وغادر
مبعوث الخارجية الأمريكية سكوت بولز وفريقه قاعدة "استراحة الوزير"
لخارج سوريا قبل نحو أسبوعين بدء الهجوم الاسرائيلي على إيران وفق ما أكده مصدر
مطلع لوكالة شفق نيوز.
وذكرت
مصادر سورية مطلعة في وقت سابق، اتخاذ القوات الأمريكية إجراءات احترازية في
قواعدها العسكرية بسوريا منها تفعيل أنظمة رادار ودفاع جوي بالتزامن مع شن إسرائيل
هجوماً واسعاً على مواقع إيرانية.
ونقل
مراسلنا، عن المصدر إن "القوات الأمريكية أجرت تحركات بين قواعدها ونقلت
معدات عسكرية متطورة منها أنظمة رادار ودفاع جوي من العراق إلى سوريا خلال
الأسبوعين الماضيين".
ورصدت
وكالة شفق نيوز، الأسبوع الماضي، أكثر من 100 شاحنة محملة بمعدات عسكرية ومواد
لوجستية عبرت من العراق عبر منفذ الوليد الحدودي، متجهة إلى قواعد التحالف في
محافظة الحسكة السورية.
وكشف
مصدر مطّلع مقرّب من القوات الأمريكية العاملة في سوريا، لشفق نيوز في نيسان/
أبريل الماضي، عن شروع الجيش الأمريكي بتنفيذ خطة إعادة انتشار عسكري، مؤكداً أن
الخطة تركّز بشكل أساسي على تعزيز وجوده في المناطق الكوردية بمحافظة الحسكة شمال
شرقي البلاد وتقليص عدد القواعد الأمريكية في شمال شرق سوريا.
وأفادت
وكالة "رويترز" أمس الأول الثلاثاء بأن القوات الأمريكية انسحبت من
قاعدتين إضافيتين في شمال شرق سوريا، مما يسرع من وتيرة تقليص عدد القوات التي
وصفها قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي المدعومة من الولايات المتحدة بأنها
تسمح بعودة تنظيم داعش.
ووجد مراسلو "رويترز" الذين زاروا
القاعدتين الأسبوع الماضي أنهما مهجورتان في الغالب، وتحرسهما وحدات صغيرة من قوات
سوريا الديمقراطية، وهي مجموعة عسكرية يقودها الكورد ودعمتها واشنطن في الحرب ضد
تنظيم "داعش" لعشر سنوات.
وقال
سياسي كوردي يقيم في إحدى القاعدتين إنه لم يعد هناك أي قوات أمريكية.
وقال
حراس تابعون لقوات سوريا الديمقراطية في القاعدة الثانية إن القوات غادرت في
الآونة الأخيرة، لكنهم أحجموا عن تحديد وقت المغادرة. وأحجمت وزارة الدفاع
الأمريكية "البنتاغون" عن التعليق.
وهذا
أول تأكيد ميداني من صحفيين على انسحاب الولايات المتحدة من قاعدتي استراحة الوزير
وتل بيدر في منطقة الحسكة. وبذلك، يرتفع عدد القواعد الأمريكية التي غادرتها
القوات في سوريا منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه إلى أربع على الأقل.
وقال مظلوم عبدي، لوكالة "رويترز" إن وجود
بضع مئات من الجنود في قاعدة واحدة "لن يكون كافياً" لاحتواء تهديد
تنظيم "داعش".
وأضاف
"زاد تهديد داعش زيادة ملحوظة في الآونة الأخيرة. لكن هذه هي خطة الجيش
الأمريكي. نحن على علم بذلك منذ فترة طويلة. ونعمل معهم لضمان عدم وجود ثغرات
وللتأكد من قدرتنا على مواصلة الضغط على تنظيم داعش".