الصباح الجديد – متابعة
“والد إيلون ماسك توقع أن ينتهي قريباً الخلاف العلني بين الرئيس الأميركي والرئيس التنفيذي لشركتي “تسلا” و”سبايس إكس””
تقول الكاتبة الأميركية كيم هاريسون “المال هو محرك العالم”، ومن يملك المال يملك السلطة والنفوذ، بل لعلّ المال هو السلطة نفسها، أما الروائي البرازيلي باولو كويلو، فيقول في روايته الخيميائي “في المال سحرٌ، من يملك المال لا يكون وحيدا أبدًا”.
لكن، ماذا يحدث عندما يصطدم المال بالسياسة؟ وماذا تكون النتيجة حين يتحوّل الخلاف إلى صراع مفتوح بين أقوى رجل في العالم، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأغنى رجل في العالم، إيلون ماسك؟ من المنتصر؟ ومن الخاسر؟
والأهم ما الثمن الذي قد تدفعه الولايات المتحدة -الدولة الأقوى في العالم- مع احتدام المعركة بين هذين العملاقين؟
في تطوّر لافت على الساحة السياسية والاقتصادية الأميركية، انفجر خلاف علني بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يُنظر إليه بوصفه أقوى الرجال نفوذا في العالم، ورائد الأعمال والملياردير إيلون ماسك الذي يُعدّ أغنى رجل في التاريخ الحديث.
يمتلك دونالد ترامب وإيلون ماسك، اثنتين من أقوى المنصات تأثيراً في العالم، وقد حوَّلاهما إلى وسيلة للحرب الكلامية بعد أن تفاقم الخلاف بينهما.
إذ هدد ترامب بوقف تعاملات ماسك التجارية الضخمة مع الحكومة الفيدرالية، التي تشكل شريان الحياة لبرنامج سبيس إكس.
وقال ترامب في تغريدة على موقعه للتواصل الاجتماعي “تروث سوشال”، إن “أسهل طريقة لتوفير المال في ميزانيتنا، مليارات ومليارات الدولارات، هي إنهاء الدعم الحكومي وعقود إيلون ماسك”.
وإذا ما وجّه ترامب تركيز أجهزة الحكومة ضدّ ماسك، فسيشعر ملياردير التكنولوجيا بالتضييق، إذ انخفض سعر سهم تيسلا بنسبة 14 في المئة.
لكن الحرب ليس من طرف واحد، فبعد هجوم ترامب دعا ماسك إلى عزل الرئيس الأمريكي، متحدياً إياه بقطع التمويل عن شركاته، وأشار إلى أنه بدأ بتسريع عملية تفكيك مركبته الفضائية “دراغون”، التي تعتمد عليها الولايات المتحدة لنقل رواد الفضاء الأمريكيين والإمدادات إلى محطة الفضاء الدولية، لدى ماسك موارد شبه محدودة للرد، بما في ذلك تمويل منافسين للجمهوريين في انتخابات العام المقبل والانتخابات التمهيدية.
وقال ماسك إنه سيُلقي “قنبلة كبيرة”، مُشيراً – دون تقديم أدلة – إلى ظهور اسم ترامب في ملفات غير منشورة تتعلق بجيفري إبستين، المُدان بالاعتداء الجنسي.
وعلى الأغلب أن ترامب يدرك ذلك، إذ بدا وكأنه يخفّف من حدة التوتر قليلاً، متجنباً التعليق على تصريحات ماسك خلال حضوره فعالية لتكريم الشرطة في البيت الأبيض.
ولكن، في لفتة مقتضبة لكن ذات دلالة، علّق الملياردير إيلون ماسك بوضع رمز القلب على منشور في “إكس” نقل تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب، تمنى فيها “كل الخير” للرئيس التنفيذي لشركتي “تسلا” و”سبايس إكس”.
وجاءت تصريحات ترامب في سياق حديثه عن ماسك، حيث تمنى له “كل الخير”، مؤكداً أنه كانت تجمعهما “علاقة مميزة سابقاً”، وذلك رداً على سؤال من أحد الصحافيين عن تقرير لـ”نيويورك تايمز” اتهم مالك منصة “إكس” بتعاطي المخدرات.
هذه الكلمات الودودة من ترامب، وردة الفعل الإيجابية من ماسك، ليست مفاجئة للمراقبين الذين يتابعون العلاقة المتقلبة بين الشخصيتين البارزتين، وكان والد إيلون ماسك قد قال إن الخلاف بين نجله، الرجل الأكثر ثراءً في العالم، وبين الرئيس الأميركي وقع بسبب “معاناة كل منهما من الضغوط الشديدة على مدار شهور”، معتبراً أن الخلاف العلني يجب أن ينتهي.
وكان ماسك وترامب قد بدءا الأسبوع الماضي بتبادل الانتقادات الحادة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حين انتقد الأول مشروع قانون قدمه الرئيس الأميركي لخفض الضرائب والإنفاق ووصفه بأنه “قبيح ومقزز”.
وعند سؤال إيرول ماسك، والد إيلون، عما إذا كان يعتقد أن ابنه أخطأ بدخوله في خلاف علني مع الرئيس الأميركي، أجاب أن “الناس أحياناً لا يستطيعون التفكير بوضوح كما ينبغي في اللحظات المحتدمة”، وفق ما نقلته عنه وكالة “رويترز”.
وبسؤاله عن تصوره لكيفية انتهاء الخلاف، قال إيرول ماسك: “سينتهي الأمر على خير قريباً جداً”.
ماسك يرد برمز “القلب” على أمنيات ترامب الطيبة له
التعليقات مغلقة