وسط غضب شعبي واسع، تجمع محتجون بدعوة طارئة من حركة الشباب الفلسطينية والمنظمة الاسلامية لحقوق الانسان، رفضاً للتصعيد الأخير ضد إيران.
ويأتي التحرك كرد مباشر على ما يصفه المنظمون بـ"عدوان صهيوني ممنهج"، وسط صمت دولي مستمر.
وقال الناشط البريطاني جيم كوران: "الهجوم الذي نفّذته إسرائيل، الدولة الإرهابية على إيران بالأمس أثار موجة رفض بين داعمي فلسطين حول العالم. فإيران من الدول القليلة التي دعمت الفلسطينيين بثبات في نضالهم القاسي. شعب يُقتل يوميًا، منازل تُدمَّر، وأراضٍ تُصادَر وسط صمت دولي مخجل".
ولا ينفصل الاحتجاج عن مشهد إقليمي أوسع، حيث يُرى أن ضربة جديدة تصب في مصلحة الاحتلال.
اللافت هو الحضور المتنوع لناشطين من خلفيات مختلفة، ما يعكس تحوّل القضية إلى مطلب عابر للهويات.
وقال مواطن بريطاني: "نحن هنا اليوم، كيهود، لنُعبر عن صدمتنا من العدوان الذي وقع الليلة الماضية على إيران، الدولة الصديقة. ما حدث مروع، ويجب أن يتوقف فورًا. نحن نتظاهر ضد إسرائيل الصهيونية التي تتصرّف فوق القانون، بينما حكومات العالم تمتنع عن عزلها أو معاقبتها، حضورنا اليوم موقفٌ واضح ضد هذا العدوان المستمر".
وتحمل المظاهرة دلالة رمزية في ظل ما يعتبره كثيرون تقاعساً غربياً متعمداً عن محاسبة الكيان المستشرس. ما نشهده هنا تحوّل حقيقي، الناس لم تعد تكتفي بالإدانة… بل بدأت تُدين من لا يُدين. والرسالة واضحة: إن لم تُوقفوا هذا التوحش… فأنتم شركاء فيه.
وقالت مشاركة في المظاهرة: "لن يرتاحوا حتى يُدمّروا إيران واليمن وحزب الله، ويمحوا الشعب الفلسطيني بالكامل. لهذا نُطالب بدور حقيقي للطبقة العاملة لإسقاط هذه الحكومات المتواطئة بالكامل".
هنا، من أمام السفارة الإسرائيلية، يتحوّل الغضب الشعبي إلى رفض شامل لسياسات دولية فشلت أو تواطأت في كبح جماح كيان منفلت.
المتظاهرون لا يصرخون لأجل إيران وحدها، بل باسم شعوب سئمت ازدواجية المعايير… حيث يُدان أصحاب القضية ويُترك القاتل بلا حساب على حد تعبيرهم.