إقامة مهرجان الفن والثقافة الكوردية في برلين

14-06-2025
الكلمات الدالة اللغة الكوردية برلين
A+ A-
رووداو ديجيتال

في كل عام بفصل الربيع، يُقام مهرجان الثقافة والفن الكوردي في برلين، وفي هذا العام أولت جمعية "ميتاني" اهتماماً خاصاً بكوردستان سوريا (روجآفا).
 
شارك الكثير من الناس في المهرجان، حيث تقول جمعية "ميتاني" إن هذا العام شهد مشاركة ملحوظة من ذوي الأصول الألمانية أكثر من السنوات السابقة.
 
مارتينا فلوتر، ألمانية شاركت في المهرجان، تقول: "أنا ممرضة أطفال وأتعلم اللغة الكوردية بصدق ومن كل قلبي"، ثم قالت بالكوردية: "أنا بخير، شكراً جزيلاً، كيف حالك؟".
 
قصة جينا أميني، الفتاة من كوردستان ايران، يعرفها العالم كله وهزت وجدانه، وقبل أسبوعين، نُشر كتاب باللغة الألمانية حول هذا الموضوع وتم عرضه في المهرجان.
 
تقول صوفيا بورتشاردي، وهي رسامة ألمانية، عن الكتاب: "هذا الكتاب موجه بشكل أكبر للأطفال، وهو عن قصة جينا أميني. كتبت القصة زيلان سارة كوسلر ورسمت الصور كلارا غيلود".
 
وأضافت أن "الكتاب موجه للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و11 عاماً، والهدف منه هو أن يسمع المرء في ألمانيا قصة عن امرأة كوردية، قصة عن الحرية والشجاعة. بهذه الطريقة، يتعلم الأطفال أنه يمكنهم التحدث عن القصص الحقيقية والمواضيع الصعبة، مردفة: "تبرز الكثير من الأسئلة عند قراءة هذا الكتاب، ولكن يمكن للناس البحث عن الإجابات معاً، وأن يتعلموا متى وكيف يقول المرء لا".
 
وأشارت صوفيا بورتشاردي أيضاً إلى أنهم "على تواصل مع مؤسسة (يك مال)، وقد قالوا إنهم يريدون طباعة هذا الكتاب باللغة الكوردية، حتى يتمكن الأطفال الكورد من قراءته، وربما بالفارسية أيضاً".
 
وأوضحت أنه "لا يجب أن تكون اللغة ضعيفة وكأنها مجرد أثر. لا، بل يجب أن تكون نشطة وأن نُثريها. على الرغم من كل الظلم والقمع الذي تعرضنا له نحن الكورد في أجزاء كوردستان الأربعة، فقد تمكنا من الحفاظ على لغتنا الكوردية جيداً. كما أن إبقاء اللغة حية مرتبط بتعليم أطفالنا، حتى يتمكنوا هم أيضاً من التحدث بها ومواصلتها".
 
ترتبط اللغة والثقافة الكوردية دائماً بالسياسة، وقد أُقيم حوار في المهرجان حول هذا الموضوع بين اثنين من اللغويين والخبراء حول تأثير الثورة السورية على الأدب واللغة الكوردية.
 
تحدثت "رووداو" مع فتاة أجنبية في المهرجان جاءت مع صديقتها الكوردية. ين ترانم، وهي طبيبة، تقول: "أجد التاريخ مثيراً للاهتمام للغاية، وقد شاركت في أحد الحوارات. كانت صديقتي قد حدثتني كثيراً عن الكورد من قبل، لكنني هنا أصبحت أكثر دراية".
 
وتشيف: "كانت الموضوعات أكثر تنوعاً ويمكنني مناقشتها مع صديقتي. هذا مثير للاهتمام بالنسبة لي، كما أنني أحب الملابس الكوردية. لقد حصلت هنا على معلومات جديدة حول الآلات الموسيقية، أشياء لم أكن أعرفها من قبل، وهذا يجذب انتباهي لأنه كان شيئاً جديداً بالنسبة لي".
 
وأضافت: "أنا أحب الملابس الكوردية جداً وهي جميلة جداً، لكنني قلت لنفسي، لا أعرف أين سأرتديها، لذلك لم أشترها، لكن من الممتع رؤيتها، إنها جذابة حقاً".
 
سابين وولف، مواطنة ألمانية، تقول: "أنتظر طعامنا وشرابنا بسعادة. أنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، والجميع هنا متعاونون، يساعدونني في حمل كرسيّي. لقد حضرت المهرجانات الكوردية من قبل، إنها ممتعة. أحب الموسيقى الكوردية ولدي أصدقاء كورد وأعرف بعضهم، لأنني أتردد كثيراً على مقهى اللغات".
 
سارة إسماعيل، طالبة كوردية، تقول عن جاذبية المهرجان: "لقد جئت من مدينة توبنغن، انطلقت في الساعة الخامسة صباحاً للوصول إلى برلين والمشاركة في هذا المهرجان الكوردي الرائع".
 
وتضيف أن "هذا المهرجان مهم جداً للغة والثقافة الكوردية هنا في الشتات. هناك الكثير من الأشياء الجيدة والممتعة مثل تعريف الأجانب الحاضرين باللغة والثقافة الكوردية. أكثر ما كان جذاباً هو بيع الملابس الكوردية هنا، وكذلك بيع الميداليات التي تحمل خريطة كوردستان، حيث كان الناس يشترونها ويعلقونها على صدورهم. بشكل عام، كان الأمر ممتعاً جداً بالنسبة لي".
 
بيناف مصطفى، إحدى منظمات المهرجان، تقول عن هذا الحدث الثقافي الكوردي في الشتات: "إذا قارنا مهرجان العام الماضي بهذا العام، نرى أن هذا العام مختلف تماماً، فقد حضر أناس مختلفون".
 
وتبيّن: "جاء الكثير من الألمان هذا العام، وكذلك عدد من الأشخاص من آسيا، وكان هناك حضور من العديد من الجنسيات المختلفة. هذا بالنسبة لنا يعد نجاحاً، أن يتعرف علينا الآخرون".
 
وتابعت: "لدينا فريق مكون من 10 أشخاص، كل واحد منا يتحدث أكثر من ثلاث أو أربع لغات، وهذا يسهل علينا التواصل. على سبيل المثال، نشرنا برنامجنا بخمس لغات، وحاولنا أن نكون نشطين في المجتمعات غير الكوردية، مثل المجتمعات العربية والإفريقية واللاتينية لإيصال صوتنا، ودعونا شخصيات بارزة".
 
وأضافت: "تمكنا من جذب اهتمام وسائل الإعلام الألمانية للمهرجان، على سبيل المثال، نشرت صحيفة تاز (taz) مقالاً عن المهرجان، وهذه هي المرة الأولى التي تغطي فيها صحيفة ألمانية الحدث. نحن نقوم بهذا العمل منذ أربع سنوات، ولدينا خبرة جيدة في الوصول إلى الكثير من الناس من جنسيات أخرى. نأمل أن يصبح هذا المهرجان أكبر وأوسع وأكثر تنوعاً، سواء من حيث المحتوى أو الضيوف أو ورش العمل".
 
بيناف مصطفى، لفتت الى أنه "في السنوات الماضية لم نركز كثيراً على الأطفال، لكن هذا العام لدينا ورشة عمل لمسرح الأطفال، بالكوردية والألمانية، وورش عمل للنصوص. نريد أن نكون أكثر تقدماً في بعض المجالات، وأن نوسع مجالات أخرى".
 
وضربت مثالاً: "يمكننا في العام المقبل إقامة عدة دورات في الأدب الكوردي والتاريخ الكوردي والصحافة الكوردية. أملنا الأكبر هو أن نحصل على مساعدة ودعم جيدين. نحن نعمل معاً منذ ثمانية أشهر لهذا المهرجان، وللأسف لم نتمكن حتى الآن من الحصول على دعم كبير من الدولة أو من المؤسسات الأخرى".
 
كما قالت إن "المهرجانات حتى الآن سارت بشكل جيد في السنوات الأربع الماضية، وأنا واثقة من أنها ستكون أفضل بكثير في السنوات القادمة".
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب