المسرحي قاسم محمد ومبدأ “استلهام التراث الحي”

إعداد – الصباح الجديد:
يُعتبر الفنان قاسم محمد أحد أعمدة المسرح العراقي الحديث، وأحد أبرز المؤلفين والمخرجين والممثلين الذين يشار إليهم بالبنان. قدّم قاسم محمد العديد من الأعمال المسرحية المهمة، سواء في المسرح الجاد أو مسرح الطفل. وُلد عام 1936 في إحدى محلات بغداد، وكان والده يملك فرناً لصنع الصمون. في البداية، رفض والده دخوله معهد الفنون الجميلة، لعدم اقتناعه بجدوى الفن في الحياة العملية، لكن قاسم لم ييأس وسرعان ما تقدم للمعهد عام 1955، حيث درس على أيدي كبار الرواد مثل حقي الشبلي، وإبراهيم جلال، وجاسم العبودي. أثناء دراسته الأكاديمية، شارك قاسم محمد في تمثيل بعض الأعمال من إخراج جاسم العبودي، الذي تبناه شخصياً ووثق بقدراته.
في عام 1960، انضم قاسم محمد إلى فرقة المسرح الفني الحديث في لحظة محورية في حياته وحياة الفرقة، حيث قدم عددًا من الأعمال ذات الطابع التجريبي غير المألوف، والتي أحدثت خللاً في بنى المسرح العراقي وهزته من الأعماق، بعد ان كان المسرح يقدم الاعمال الشعبية والكوميدية اضافة الى الاعمال العالمية والتي تقدم بشكل يتناسب مع المسرح العراقي مثل اعمال شكسبير وابسن.
بعد ذلك، سافر قاسم محمد إلى موسكو لاستكمال دراسته في الفنون المسرحية، وتخرج من معهد الدولة هناك عام 1967. عاد بعدها إلى العراق ليسهم في دفع المسرح العراقي قدمًا، مؤسسًا مدرسته المعروفة التي ترتكز على استلهام التراث الحي للذاكرة الجماعية، التركيز على التجريب المسرحي، استيحاء الطقوس، وأهم من ذلك كله، تفجير طاقات الممثل وإعداده عبر التمرين المتواصل، اما الجوائز والتكريمات نال قاسم محمد العديد من الجوائز والشهادات التقديرية من عدة دول، منها:
جائزة أفضل مخرج من مهرجان قرطاج عام 1987 عن مسرحية «الباب» للكاتب يوسف الصائغ. جائزة أفضل سينوغرافيا من مهرجان قرطاج عام 1993.
جائزة تكريم من الملتقى العلمي الأول للمسرح العربي في القاهرة عام 1994
كما سميت الدورة الأخيرة لمهرجان مسرح الطفل في بغداد عام 2008 باسمه، تكريمًا لدوره الريادي في إغناء مسرح الطفل من خلال أعماله المتميزة، أبرزها مسرحية «طير السعد”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة