وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن بقائي شارك صباح اليوم الاثنين 16 حزيران في مؤتمره الصحفي الأسبوعي الأول، حيث أجاب عن أسئلة الصحفيين.
واستهلّ بقائي حديثه بالقول: "هذا أول مؤتمر صحفي لي بينما تتعرض إيران للعدوان من قبل الكيان الصهيوني المحتل. اليوم هو اليوم الرابع من الدفاع الوطني في وجه هذا العدوان السافر. يوم الجمعة، بينما كان أبناء شعبي نيامًا ويستعدّون لعيدٍ كبير، أقدم الكيان الصهيوني على مهاجمة أراضينا مستخدمًا مختلف أنواع الأسلحة المقدّمة من الولايات المتحدة".
وأضاف: "في هذا الاعتداء الظالم، ارتقى عدد من الشخصيات البارزة منّا وعدد كبير من المواطنين إلى مرتبة الشهادة. أتقدم بخالص العزاء إلى الشعب الإيراني على هذه الجريمة. سيبقى ذكر كل شهيد خالداً في وجدان إيران".
الدول الداعمة للعدوان شريكة فيه
وتابع بقائي: "بعد هذا العدوان، بدأنا معركتنا البطولية بالاعتماد على كافة قدراتنا والاستعانة بالله، وسنواصلها بكل قوة. ردّنا مشروع، عقلاني، وإنساني. كل الدول التي ساندت هذا الكيان أو سعت إلى تبرير أفعاله تُعدّ شركاء في الجريمة، وستبقى أسماؤهم محفورة في ذاكرة إيران".
العدوان لم يحدث في فراغ
وشدد على أن "هذا العدوان لم يحدث في فراغ، بل يأتي امتدادًا لسلوك همجي طالما زعزع أمن منطقتنا. يجب ألا ننسى الجرائم التي تُرتكب حاليًا في غزة والضفة الغربية. الأراضي الفلسطينية لا تزال تحت الاحتلال، ولا محاسبة لهذا الكيان، مما جعل السلام والأمن العالميين في خطر غير مسبوق".
وتابع: "بينما ندافع عن كيان إيران، نذكّر كل دولة بمسؤولياتها. إذا كانت تؤمن فعلًا بميثاق الأمم المتحدة وسيادة القانون، فعليها أن تتحرك الآن. على مجلس الأمن أن يؤدي مهامه. أما التصريحات التي تبرّر العدوان وتطلب من إيران ضبط النفس، فليست إلا نفاقًا ولا مسؤولية".
استهداف للمدنيين والمنشآت النووية
وقال بقائي: "إن هجمات الكيان الصهيوني استهدفت مناطق سكنية ومنشآت نووية، وهي خرق صارخ لكل المعايير الدولية. كما أن اغتيال قيادات عسكرية إيرانية في غياب أي حرب، وقتل المواطنين الإيرانيين في بيوتهم، يُعدّان إرهابًا دوليًا سافرًا".
إحسان إشراقي كان أبا. في العدوان الوحشي الصهيوني، سقط صاروخ العدو في قلب حياتهم، فاستُشهِد إحسان وابنته. لم يكن لديهم قنبلة نووية، ولم يُشكّلوا تهديدا لأحد، كان ذنبهم الوحيد هو أنهم كانوا يعيشون.
وعلى شاهد قبر ابنته كتبوا: "طفلة ذهبت ضحية دون أن تعرف لماذا."
محمد مهدي أميني، طفلٌ كان يعشق التايكوندو. كان ينتمي إلى منصات التتويج، لا إلى عناوين الأخبار المرعبة. الطفل الذي كان من المفترض أن يقف يوما على منصة بطل، يرقد اليوم بصمتٍ تحت التراب.
مجيد تجن زاري، شاب عاملٌ ونابغةٌ في الذكاء الاصطناعي. كان يحلم بإعادة كتابة المستقبل لإيران، أن يجعل من التكنولوجيا أمرا شعبيا، أن يُقرب العلم إلى الناس. كان يؤمن أن إيران يجب ألا تكتفي باستهلاك العلم، بل أن تُبدعه وتصنعه. لكنه أصبح ضحية. ضحية ادّعاءٍ يقول: "نحن لا نستهدف المدنيين الإيرانيين."
زهرا شمس بخش، السفر كان لها بداية حكاية لا نهاية حزن. كانت هي من تكتب وصفات الرحلة والتجوال. كانت الأيام والساعات برفقتها، والمشي بجانبها، سرّ صداقة عميقة. بصاروخ نتنياهو، لم يفقد العالم مجرد فتاة نابضة بالحياة ومحبة لها، بل فقد مُروّجة للطيبة من بين البشر.
لا يجوز تبرير العدوان
وفي رده علىسؤال حول ما تطلبه إيران من المجتمع الدولي والدول، قال المتحدث: "هذه الحرب ليست ضد إيران فحسب، بل ضد الحضارة الإنسانية. إنها حرب تشنها كيان قائم على الإبادة الجماعية والفصل العنصري ضد دولة ذات جذور تعود لآلاف السنين في هذه المنطقة. إنها حرب ضد سيادة القانون وضد ميثاق الأمم المتحدة. لذلك، فإن على كل الحكومات التي تؤمن بالعيش السلمي أن تتحمل مسؤوليتها، وتتحرك لوقف هذه الجريمة ومحاسبة الكيان المعتدي."
وأضاف: "نتوقع من جميع الدول، وخاصة الدول الصديقة وتلك التي لها نفوذ في مجلس الأمن، أن تستخدم إمكاناتها. الخطوة الأولى هي الاعتراف بالحقيقة: ما حدث عدوان، ولا ينبغي تبريره. هذا الفعل ليس سوى عمل عدواني، وانتهاك صارخ لأهم مبادئ ميثاق الأمم المتحدة. إنه اختبار لجميع الدول: كيف سيتعاملون مع تغوّل نظامٍ لديه سجل حافل بالتمرد والانتهاكات؟"
صناع القرار في أمريكا جزء من هذا العدوان
وتابع بقائي قائلاً: "كنا منخرطين في عملية تفاوض دبلوماسي، لكننا واجهنا عدوانًا خلال ذلك. لا يمكننا أن نتصور أن هذا العدوان من قبل الكيان الصهيوني قد تم دون دعم من الولايات المتحدة. بهذا التصرف، أفقدوا عملية التفاوض معناها. من واجب أمريكا الآن أن تتخذ موقفًا واضحًا. صناع القرار الأمريكيون هم جزء من هذا العدوان."
لا معنى للتفاوض في ظل هذه الظروف
أما عن الدعوات للتفاوض في هذه الظروف، فقال بقائي: "لا شك أن التفاوض في هذه الأجواء بلا معنى. على الولايات المتحدة، كعضو في مجلس الأمن، أن تعترف بالعدوان. لا يمكننا قبول أن تكون دولة تقيم علاقات مع الكيان المعتدي، وفي نفس الوقت تُنكر الواقع أو تضع العراقيل أمام الحقيقة."
انعقاد قريب لاجتماع منظمة التعاون الإسلامي
وبخصوص التنسيق مع الدول الإقليمية للرد المشترك، قال المتحدث: "الرد على الكيان لا يحتاج لتنسيق مع إيران. نحن على تنسيق دائم مع الدول الإسلامية، لتوحيد الرؤية تجاه هذه الانتهاكات الخطيرة. خلال الأيام الماضية، أجرى وزير الخارجية اتصالات مع 10 من نظرائه في المنطقة، وجميعهم أدانوا هذه الجريمة بصوت واحد."
وأكد: "دول المنطقة تدرك أن نار هذه الفتنة قد تتسع في أي لحظة، خصوصًا بعد العدوان الصهيوني على المنشآت النفطية في عسلويه، والذي أظهر بوضوح نية الكيان في جرّ الآخرين إلى هذا التصعيد. نحن واثقون أن دول المنطقة ستبذل كل جهدها لوقف هذه الجرائم. وسيُعقد قريبًا اجتماع خاص لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن هذه التطورات."
برنامج ايران النووي هو البرنامج الوحيد في العالم المشروع بقرار من مجلس الأمن
وتابع بقائي حديثه بالقول: "فيما يتعلق بموقف بعض الدول الأوروبية التي ترافق الكيان الصهيوني، وفي الوقت نفسه تعلن استعدادها للتفاوض معنا، نقول إن هذا تناقض يجب عليهم تفسيره. اثنتان من هذه الدول أعضاء في مجلس الأمن وضمن الاتفاق النووي. فإذا كانوا يحترمون الاتفاق، فعليهم أن يُدينوا جريمة الكيان."
"البرنامج النووي الإيراني هو الوحيد في العالم الذي يتمتع بشرعية وفقًا لقرار صادر عن مجلس الأمن. وقد تعرضت منشآتنا النووية للاعتداء، ما يُعد انتهاكًا لمعاهدة عدم الانتشار النووي. ما ننتظره من هذه الدول هو أن تركز كل جهدها على إدانة العدوان ووقف الهجمات على منشآتنا النووية."
العمليات الاستباقية ذريعة سخيفة للاعتداء على الدول
وقال بقائي، في معرض رده على تصريحات عمان وروسيا بشأن الوساطة، وكذلك ادعاء كيان الاحتلال حول "عملية استباقية": إن هذا هو أكثر التبريرات سخرية التي استخدمها الكيان الصهيوني في العقود الماضية لتبرير جرائمه. ما يسمى بـ"العملية الاستباقية" ليست سوى ذريعة واهية للاعتداء على الدول، ولا تحظى بأي شرعية. ما قام به الكيان هو عدوان سافر، وقد أضاف اليوم جريمة العدوان إلى سجله الإجرامي. لا شك في ذلك، ولم يقبل بهذا الزعم أحد، باستثناء دولتين نطالب بتعديل موقفهما، وهما ألمانيا وفرنسا. جميع الدول أدانت هذا الفعل، ولا توجد أي عبارة تصف هذا السلوك سوى "العدوان".
سنواصل الدفاع عن كرامتنا وشعبنا ما دام العدوان قائما
وأكد المتحدث باسم الخارجية أن التركيز الرئيسي للجهاز الدبلوماسي والقوات المسلحة هو الدفاع عن كيان الجمهورية الإسلامية. وأضاف: كل من يدعو إلى وساطة عليه أولاً أن يُلزم الكيان المعتدي بوقف جرائمه. الخطوة الأولى يجب أن تكون وقف العدوان. ونحن سنواصل الدفاع عن كرامتنا وشعبنا ما دام العدوان مستمرًا.
الوكالة الدولية وأعضاء مجلس المحافظين يتحمّلون مسؤوليات واضحة
وعن المسار القانوني لمتابعة العدوان، أوضح بقائي أن إيران طلبت فور وقوع العدوان عقد جلسة لمجلس الأمن وفق ميثاق الأمم المتحدة، متوقعةً أن يدين المجلس العدوان بوضوح ويتخذ قرارًا لوقف الجرائم. لكن وللأسف، بسبب المواقف السياسية لبعض الأعضاء، خصوصًا الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، لم يتحقق ذلك. هذا الموقف يذكّرنا بالتقاعس عن إدانة عدوان صدام على إيران، وهو موقف له سوابق تاريخية.
وأضاف أن إيران طلبت أيضًا عقد جلسة طارئة لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي ستُعقد اليوم. وأكد أن للوكالة وأعضائها مسؤولية واضحة في مواجهة هذا العمل غير القانوني، مطالبًا باتخاذ موقف حازم ضد العدوان على المنشآت النووية الإيرانية. كما أشار إلى أن إيران تتابع تحركاتها في أطر دولية أخرى مثل "بريكس" ومنظمة شنغهاي.
رسالة إلى أعضاء مجلس الأمن.. قفوا في الجانب الصحيح من التاريخ
وحول مواقف الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ولا سيما أمريكا وفرنسا، قال بقائي: "آن الأوان لأن تقفوا ولو لمرة واحدة في الجانب الصحيح من التاريخ. فالمستقبل لن يرحم، والتواطؤ في عدوان صدام ترك آثارًا كارثية في المنطقة لعقود، وها هو المشهد يتكرر اليوم، ولكن هذه المرة على يد كيان يمارس الإبادة الجماعية". وأضاف أن الشعب الإيراني يطالب هذه الدول بتصحيح أخطائها السابقة وأن تتخذ مواقف منسجمة مع التزاماتها تجاه ميثاق الأمم المتحدة.
أمريكا لم تُرِد أو لم تستطع الوقوف في وجه كيان شرير
وفي معرض رده على سؤال بشأن ما إذا كانت المفاوضات مجرد عملية خداع لإيران، قال: "وزارة الخارجية لم تكن تنظر للأمر على هذا النحو. ولو لم نُفاوض، لكان البعض سأل: لماذا لم تغلقوا باب الذرائع أمام أمثال نتنياهو؟! إيران أثبتت جديتها في الحوار والمفاوضة". وتابع: "اللوم لا يقع على إيران، بل على الكيان الصهيوني، وإذا كان هناك من انخدع، فهو الطرف الأمريكي، لأنه إن كان الكيان قد نفّذ العدوان دون تنسيق، فهذا يعني أن أمريكا لم تُرِد أو لم تستطع الوقوف في وجه كيان شرير".
ثلاث دول أوروبية مهدت للعدوان الإسرائيلي بتمرير سلوك غير قانوني
وحول العلاقة بين العدوان وقرار الوكالة الدولية، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: "لا شك أن أي تطور، بما فيه قرار الوكالة، يُلقي بظلاله على الحسابات الاستراتيجية لأي بلد. والعدوان الصهيوني الأخير الذي أعقب إصدار القرار، لا يمكن إلا إدانته."
وأوضح أن الجمهورية الإسلامية كانت قد حذّرت صراحة من أن ثلاث دول أوروبية توفّر الغطاء للكيان الإسرائيلي لخرق القوانين الدولية، مؤكدًا أن تلك الدول ومعها الجهات التي دعمت إعداد التقرير ضد إيران مسؤولة عمّا جرى. وأضاف أن البرلمان الإيراني بصدد إعداد مشاريع قرارات جديدة، وسيتخذ خطوات متناسبة مع هذه التطورات.
الدبلوماسية إلى جانب القوات المسلحة
وفي إشارة إلى الجهود الإقليمية، شدد المتحدث على أن وزارة الخارجية تتحرك بالتوازي مع القوات المسلحة في الدفاع عن سيادة البلاد، مؤكدًا أن "العدوان لا يمكن إلا أن يُقابل بردّ قوي، فالدفاع عن أرض إيران هو دفاع عن أرض مقدّسة، وإيران هي الحرم."
وأشار إلى أن الاتصالات الدبلوماسية لوزير الخارجية مستمرة، وأن العمل السياسي والدبلوماسي يجب أن يُسخّر بالكامل لدعم الميدان العسكري.
لا عدوان بدون دعم أميركي
وفي سياق متصل، أكد المتحدث أن الكيان الصهيوني ما كان له أن يشن هذا العدوان لولا الدعم الأميركي، منتقدًا ازدواجية مواقف الولايات المتحدة في الملف الإيراني، قائلاً: "لا نعتقد أن كل السياسيين الأميركيين مؤيدون للحرب، فهناك أصوات ناقدة، ولكن المسؤولية تقع على صُنّاع القرار في واشنطن الذين يواصلون دعمهم للعدوان."
وتابع: "كل جريمة تُرتكب، تُسجَّل أميركا فيها كشريك مباشر، وستُحمّل مسؤولية تبعاتها."
لا نية لخروج إيران من معاهدة منع الانتشار
ورداً على سؤال حول احتمال انسحاب إيران من معاهدة منع الانتشار النووي (NPT)، أكد أن هذا الملف يخضع لقرارات مؤسسات مختصة داخل البلاد، لكن إيران ترفض تماماً امتلاك أو تطوير أسلحة دمار شامل، مشيراً إلى وجود فتوى دينية صريحة تُحرّم ذلك.
كما جدد التأكيد على أن الكيان الصهيوني هو الوحيد في المنطقة الذي يمتلك أسلحة نووية، وأن إيران تنادي منذ سنوات بمنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
البرنامج النووي الإيراني لا يزال قائماً
وفي تعليقه على تهديدات الاحتلال بضرب المنشآت النووية الإيرانية، أكد المتحدث باسم الخارجية أن "الكيان الصهيوني له سجل سابق في الاعتداء على منشآت نووية لدول أخرى، كما حدث عام 1981، وقد واجه ذلك الهجوم حينها إدانة واضحة من مجلس الأمن وصدرت بحقه قرارات شديدة اللهجة."
وأضاف أن البرنامج النووي الإيراني يخضع بالكامل لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويخضع لأشد أنواع التفتيش والمراقبة الدولية، مشددًا على أنه لا يوجد أي مبرر للشك في سلمية هذا البرنامج.
وأكد أن البرنامج النووي الإيراني مُعترف به بموجب القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن، وأن الحقوق النووية المكفولة للدول لا يمكن سحبها أو انتقاصها من قِبل أي جهة كانت. "البرنامج النووي الإيراني ما زال قائمًا وفعّالًا، وأي استهداف له يُعدّ بدعة خطيرة تُهدد الاستقرار وتكسر قواعد العلاقات الدولية."