تتفاقم معاناة سكان قطاع غزة في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر، حيث تُجبر آلاف العائلات على التوجه إلى مراكز توزيع المساعدات التي أُقيمت برعاية أمريكية-إسرائيلية، في محاولة يائسة للحصول على ما يسد رمقهم من الطعام، وسط تفاقم المجاعة ومنع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية.
تصف إحدى المواطنات الوضع بمرارة قائلة: "ينشر الاحتلال على صفحة المنسق إعلانات تطلب من الناس التوجه إلى مواقع معينة للحصول على المساعدات. يذهب أبناؤنا إلى هناك فيتم جمعهم، ثم تُستهدف المنطقة بالطائرات الحربية. ننتظر عودة من ذهب بكيس طحين، فيعود إلينا شهيدًا على الأكتاف. هذا المشروع فاشل تمامًا. أنا شخصيًا لم أرَ شيئًا من تلك المساعدات. أعيش في خيمتي، لا أملك من يساعدني، وأرى أبناء الجيران يسقطون شهداء من أجل رغيف خبز."
ويضيف مواطن آخر: "المراكز التي أقيمت في رفح وعدة مناطق أخرى أثبتت فشلها. صباح اليوم، قيل لأقاربي إن هناك مساعدات، فتوجهوا إلى الموقع ليُستهدفوا بالرصاص. أُصيب أحدهم في رأسه، وآخر في ساقه."
المنظمات الدولية العاملة في غزة وجهت اتهامات مباشرة للاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن مراكز توزيع المساعدات الإنسانية تحولت إلى كمائن لقتل المدنيين. وقد سقط منذ بدء العمل بهذه الآلية أكثر من 126 شهيدًا.
وفي هذا السياق، دعا رئيس شبكة المنظمات الأهلية، أمجد الشوا، إلى محاسبة القائمين على هذه المراكز، وقال: "ما يسمى مؤسسة غزة الإنسانية، والشركات الأمنية المتعاونة معها، تعمل بتنسيق كامل مع الاحتلال الإسرائيلي، وتنفذ أجندته تحت غطاء إنساني زائف. هذه المراكز ليست إلا مواقع عسكرية تستهدف المواطنين. نطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف هذه الممارسات ومحاسبة المسؤولين عنها، ممن تسببوا في استشهاد عشرات الأبرياء."
وباتت هذه الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات تشكل تهديدًا مباشرًا لحياة سكان غزة، بعدما استغلها الاحتلال كأداة للقمع والقتل والتجويع. وهكذا، لا يترك الاحتلال الإسرائيلي لأهالي غزة أي خيار للحياة. فمن ينجُ من القصف أو القنص، يواجه خطر الموت جوعًا.