
اقليم كردستان.. فشل ذريع وانهيار وشيك وسط الفساد والانقسامات
المعلومة / خاص ..
إقليم كردستان العراق، الذي كان يُنظر إليه يومًا ما على أنه نموذج للاستقرار والازدهار مقارنة بباقي أنحاء العراق، يواجه اليوم أزمة عميقة تهدد مستقبله السياسي والاقتصادي وحتى الأمني.
فمع تفاقم الخلافات الداخلية، وانعدام التنسيق بين الأحزاب، وسرقة الثروات، والتدخلات الخارجية، وانهيار العلاقات مع بغداد والعواصم الإقليمية، أصبح السؤال المطروح: هل يقترب الإقليم من نقطة اللاعودة؟
1. علاقات خارجية متدهورة
شهد الإقليم في السنوات الأخيرة تراجعًا حادًا في علاقاته مع المجتمع الدولي والإقليمي. فقد توترت علاقاته مع بغداد بسبب ملف تصدير النفط بشكل غير قانوني، مما أدى إلى قرارات قضائية بوقف تصديره عبر تركيا، وهو ما تسبب في أزمة مالية خانقة. كما أن علاقاته مع أنقرة تشهد توترًا بسبب استضافة عناصر حزب العمال الكردستاني (PKK)، ما جعل الإقليم هدفًا للعمليات العسكرية التركية المتكررة. أما إيران، فتنظر بعين الشك لتعاملات الإقليم مع إسرائيل، وهو ما يزيد التوتر.
2. انقسامات سياسية وصراع على السلطة
بدلًا من تشكيل حكومة قوية، دخل الإقليم في حالة جمود سياسي بسبب الصراعات المستمرة بين الأحزاب الكبرى، وخاصة الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) والاتحاد الوطني الكردستاني (PUK). هذه الخلافات أعاقت اتخاذ قرارات حاسمة وأدت إلى تأجيل الانتخابات، مما زاد من تعقيد الوضع السياسي.
3. فساد مالي وسرقات ممنهجة
يُتهم قادة الإقليم بارتكاب عمليات فساد ضخمة، خصوصًا في قطاع النفط، حيث تذهب عائدات التصدير إلى حسابات مجهولة بدلًا من خزينة الإقليم. كما أن الرواتب المتأخرة للموظفين وعدم الشفافية في توزيع الثروات زادت من حالة الغضب الشعبي.
4. الوجود الإسرائيلي في الإقليم
يُعتبر إقليم كردستان نقطة نفوذ إسرائيلية مهمة في المنطقة، حيث تشير تقارير متعددة إلى تعاون استخباراتي وأمني وعسكري بين الطرفين.
هذا الأمر أثار قلق الدول المجاورة، خصوصًا إيران، التي نفّذت عدة ضربات صاروخية استهدفت مواقع تابعة للموساد الإسرائيلي داخل الإقليم.
5. الأزمة الأخطر: انشقاق البيشمركة
في تطور خطير، شهدت قوات البيشمركة حالة انقسام غير مسبوقة، حيث تحوّلت إلى وحدات تتبع الأحزاب بدلًا من كونها جيشًا موحدًا. هذه الانقسامات قد تؤدي إلى مواجهات داخلية مسلحة، خاصة إذا ساءت العلاقات بين الأحزاب الرئيسية.
6. مستقبل الإقليم: إلى أين؟
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن إقليم كردستان يواجه سيناريوهات قاتمة، منها:
انهيار سياسي واقتصادي شامل بسبب تفكك المؤسسات الحكومية واستمرار الفساد. تدخل عسكري من بغداد في حال استمرت التجاوزات المالية والسياسية و
تصاعد الاحتجاجات الشعبية التي قد تؤدي إلى سقوط الطبقة الحاكمة ، فضلا عن
تحول الإقليم إلى ساحة صراع إقليمي .
لم يعد السؤال ما إذا كان إقليم كردستان في أزمة، بل إلى أي مدى سيصل هذا الانهيار؟ في ظل غياب قيادة موحدة، واستمرار الفساد، وتفاقم التدخلات الخارجية، قد يكون المستقبل القريب حاسمًا ومليئًا بالمفاجآت غير السارة.انتهى / 25