وحذّر هؤلاء ومنهم الرؤساء الثلاثة في لبنان إلى جانب الخارجية اللبنانية وقوى سياسية من تداعيات التصعيد، داعين المجتمع الدولي إلى لجم "إسرائيل"، ووقف سياساتها العدوانية التي تقوّض جهود السلام وتدفع المنطقة نحو مزيد من التوتر والانفجار.
وأكد رئيس الجمهورية، العماد جوزاف عون، أن الاعتداءات الإسرائيلية فجر اليوم على إيران، لم تستهدف الشعب الإيراني فحسب، بل “استهدفت كل الجهود الدولية التي تُبذل للمحافظة على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والدول المجاورة”.
وقال عون إنّ “مثل هذه الاعتداءات ترمي إلى تقويض كل المبادرات والوساطات القائمة حالياً، لمنع تدهور الأوضاع والتي كانت قطعت شوطاً متقدماً بهدف الوصول إلى حلول واقعية وعادلة تبعد خطر الحرب عن دول المنطقة وشعوبها”.
ودعا عون المجتمع الدولي إلى التحرك الفاعل والسريع لعدم تمكين كيان الاحتلال من تحقيق أهدافه التي “لم تعد خافية على أحد”، والتي تنذر في حال استمرت بأخطر العواقب.
وقدم الرئيس اللبناني تعازيه إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بالقياديين والعلماء والمدنيين الذين قضوا نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية.
الرئيس برّي: على المجتمع الدولي لجم "إسرائيل"
من جانبه، أكد رئيس مجلس النواب، نبيه بري، في بيان أن “العدوان الإسرائيلي على إيران بالقدر الذي يعد إنتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولسيادة الدول المستقلة واستقرار جوارها الإقليمي، هو فعل مدان بكل المقاييس”.
وتابع بري أنّ “كيان الاحتلال الإسرائيلي من خلال حروبه العدوانية المتواصلة في قطاع غزة ولبنان واليوم في إيران، وعبر سلوك مستوياته السياسية والعسكرية والأمنية يمثل تهديداً عابراً لحدود الدول المستقلة وللأمن والاستقرار الدوليين”.
ودعا في البيان المجتمع الدولي إلى “موقف جاد وصريح يلجم إسرائيل وعدوانيتها التي لا تغتال فقط الإنسان والطفولة والأمن والاستقرار والقوانين والقرارات الدولية، إنما تغتال كل مسعى أو جهد يبذل من أجل إرساء قواعد السلام العادل والشامل في العالم وفي منطقه الشرق الأوسط”.
سلام: التداعيات تهدد السلم العالمي
بدوره، أدان رئيس الحكومة، نواف سلام، في منشور على منصة “إكس” العدوان الإسرائيلي على إيران، واصفاً إياه بـ”الخطير”.
وأضاف سلام أنّ العدوان يشكل “انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولسيادة ايران”، قائلاً إنّ تداعياته تهدد استقرار المنطقة بأشملها لا بل السلم العالمي.
الخارجية اللبنانية
بدورها، استنكرت الخارجية اللبنانية الاعتداء الإسرائيلي على إيران، قائلةً إنّه “يشكل خرقاً فاضحاً للسيادة الوطنية والقانون الدولي ويخالف ميثاق الأمم المتحدة”.
وحذّرت الخارجية من عواقب هذا التصعيد الخطير على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، مؤكدةً أنها تتابع الاتصالات لتجنيب لبنان أية تداعيات سلبية لهذا العدوان.
وفي السياق، أدان “حزب البعث العربي الاشتراكي” في لبنان “العدوان الصهيوني الغادر والمدعوم بشكل مباشر من الإدارة الأميركية، والذي استهدف مواقع عسكرية ومدنية داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأدى إلى استشهاد عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء، وسقوط مئات الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء، غالبيتهم من النساء والأطفال”.
ورأى في بيان، “إن هذا الاعتداء الموصوف يُشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، واعتداءً سافرًا على سيادة دولة عضو في المنظمة الدولية، بما يعكس الاستخفاف الفاضح بالشرعية الدولية وتواطؤ القوى النافذة في مجلس الأمن مع منظومة العدوان والإرهاب المنظم”.
واعتبر أن “التبريرات التي ساقها العدو الصهيوني للهجوم ليست إلا غطاءً إعلاميًا هزيلاً لعدوانٍ استباقي يهدف إلى ترهيب إيران ومنعها من مواصلة تطوير قدراتها، ولا سيما في البرنامج النووي السلمي الذي طالما أكدت الجمهورية الإسلامية التزامها بشفافيته وخضوعه للرقابة الدولية، مقابل تجاهلٍ متعمد للترسانة النووية الإسرائيلية غير الخاضعة لأي مساءلة”.
وأضاف: “لقد شكّلت الجمهورية الإسلامية في إيران، عبر مواقفها الثابتة، سندًا حقيقيًا للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع ضد الاحتلال، وقدّمت على مدى العقود دعمًا سياسيًا ومعنويًا وميدانيًا واضحًا لحركات المقاومة في فلسطين ولبنان، وإن هذا الدور الإيراني هو أحد الأسباب المركزية التي تستدعي عداء العدو الصهيوني ومحاولاته الحثيثة لإضعاف الجمهورية الإسلامية والنيل من ثباتها”.
وختم البيان: “إننا إذ نؤكد وقوفنا الحازم إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قيادةً وشعبًا، فإننا نعتبر أن هذا العدوان لن ينجح في كسر إرادتها أو النيل من استقلالها وسيادتها، بل سيزيد من صلابتها وقدرتها على الدفاع عن خياراتها الوطنية المشروعة. ونتقدم بأحرّ مشاعر العزاء والتبريك إلى عوائل الشهداء، وإلى القيادة الإيرانية، ونعبّر عن كامل تضامننا مع الشعب الإيراني الشقيق في وجه هذه الغطرسة الصهيونية – الأميركية المستمرة، التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”.
مستقلون من اجل لبنان
وأدان أمين سر لقاء مستقلون من أجل لبنان الدكتور رافي مادايان في بيان “الإعتداء السافر والإرهابي الإسرائيلي على ايران والشعب الإيراني والذي لا يرتبط بالضغوط على طهران حول المفاوضات النووية والبرنامج النووي وإنما هي محاولة من قبل نتنياهو لقلب النظام السياسي الإيراني بموافقة ومساعدة إدارة ترامب”.
ورأى “أن من شأن ذلك تشجيع القيادة الإيرانية على تغيير عقيدتها النووية ولا سيما انه يبدو أن واشنطن تستخدم المحادثات النووية كسياسة تكتيكية لتمرير خطتها الإستراتيجية المتمثلة بتدمير البرنامج النووي وإسقاط النظام الجهوري الإسلامي”.
وإعتبر مادايان “أن حرب “مركبات النار” التي ينفذها نتنياهو على مستوى المنطقة لتوسيع هيمنة اسرائيل وإحتلالها العسكري وتغيير المعادلات الجيواستراتيجية لن تؤمن إقامة النظام الإسرائيلي الشرق الأوسطي او قيام إسرائيل العظمى”.
وذكر “أن إستهزاء تل ابيب بالقوانين الدولية وبسيادة كيانات المنطقة وأسلوبها الصلف في ممارسة إرهاب الدولة والسطو والإحتلال والتطهير العرقي كأداة في التعاطي مع دول المنطقة وشعوبها المستقلة وبخاصة تلك الشعوب الأبية المتمسكة بحريتها وبقضية فلسطين والقدس، سيؤدي ذلك كله الى اضطرابات متتالية وموجات عنف على إمتداد الإقليم لن تهدأ في وقت قريب، كما لن تؤدي هذه السياسات الإستعمارية الى تحقق السلام الشامل والإستقرار والإزدهار الإقتصادي على غرار ما يدعو اليه ترامب”.
الجبهة الوطنية للإنقاذ
وأدانت “الجبهة الوطنية للإنقاذ في لبنان”، في بيان “العدوان الغاشم الذي شنته دولة الارهاب الاسرائيلية فجر هذا اليوم”، وقال :”إن هذا العدوان يثبت مرة أخرى للعالم كله، أن الكيان الصهيوني لن يتوقف عن إدمانه على الحروب والاعتداء والقتل والتدمير”.
ولفت البيان الى “هذا العدوان يشكل انتهاكا صارخا للسيادة الإيرانية وللمجتمع الدولي، ولميثاق الأمم المتحدة وقراراتها الاممية، ويهدد باستمرار الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ويجر العالم إلى المواجهات الساخنة والفوضى والحروب”.
أضاف :”إن العدو الاسرائيلي، لم يكن ليشن عدوانه على إيران، لولا نفاق وتواطؤ الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة، التي لم تتوقف يوما عن تقديم كافة وسائل الدعم السياسي والديبلوماسي والعسكري واللوجستي والمالي، والاستخباري والإعلامي للدولة الاسرائيلية المارقة.
أن الجبهة الوطنية للانقاذ، وهي تعلن تضامنها الكبير ووقوفها بكل قوة إلى جانب الجمهورية الاسلامية الإيرانية، تهيب بالقوى الشعبية، والاحزاب، والحركات والتنظيمات الوطنية في العالم العربي، للوقوف إلى جانب إيران، والتنديد بالعدوان الإسرائيلي، وبسياسات مجرم الحرب نتنياهو”.
وأكدت الجبهة انها “على يقين أن العدوان الإسرائيلي الشرس على إيران، لن يحبط عزيمتها، ولن يضعف قدراتها ولن يغير من مواقفها حيال شعبها وشعوب المنطقة، ولن يجعلها تتخلى عن مبادئها ومواقفها في مواجهة قوى البغي، والهيمنة والعدوان، والاستمرار في النضال، ودعم قضايا الحق والعدل”.