داعش يستغل فوضى سوريا وبغداد تناشد الأميركيين بالتريث في الانسحاب من العراق

داعش يستغل فوضى سوريا وبغداد تناشد الأميركيين بالتريث في الانسحاب من العراق
2025-06-12 09:41

شفق نيوز/ ذكرت وكالة "رويترز" الإخبارية أن تنظيم داعش يستغل الفوضى السورية، وبدأ بإعادة تنشيط مقاتليه في العراق وسوريا، وتحديد أهداف، ومحاولة شن هجمات كبيرة، وتوزيع أسلحة، وتكثيف التجنيد والحملات الدعائية، في حين أن مسؤولاً أميركياً أكد أن بغداد طلبت بشكل غير رسمي إبطاء انسحاب نحو 2500 جندي أميركي من العراق، منذ أن اتضح لها أن نظام بشار الأسد على وشك السقوط. 

وأوضح التقرير، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، أن قادة من الشرق الأوسط والحلفاء الغربيين يحذرون من أن داعش قد يستغل سقوط نظام الأسد للعودة إلى الساحة في سوريا والعراق، حيث سبق أن فرض حكماً ترهيبياً على ملايين الأشخاص. 

واستند تقرير "رويترز" على أكثر من 20 مصدراً، من بينهم مسؤولون امنيون وسياسيون من سوريا والعراق والولايات المتحدة وأوروبا، إضافة إلى دبلوماسيين في المنطقة، خلصوا إلى أن داعش بدأ في إعادة تنشيط مقاتليه في البلدين، وتحديد أهداف، وتوزيع السلاح، وتكثيف التجنيد والحملات الدعائية.

وتابع التقرير أن هذه التحركات تبدو محدودة التأثير حتى الآن حيث أن مسؤولين أمنيين في العراق وسوريا، ممن يراقبون داعش منذ سنوات، أكدوا أنه جرى احباط ما لا يقل عن 12 مخططاً كبيراً هذا العام.

وتناول التقرير إحدى هذه الحوادث والتي جرت في كانون الأول/ديسمبر الماضي، حيث أنه بينما كانت قوات المعارضة تتقدم نحو دمشق، أرسل قادة داعش قرب الرقة، موفدين اثنين إلى العراق، يحملان تعليمات شفهية لأتباع التنظيم لشن هجمات، إلا أن قوات الأمن العراقية اعتقلتهما عند نقطة تفتيش في شمال العراق في الثاني من شهر كانون الأول/ديسمبر. 

وبحسب هذه المعلومات المستقاة من المعتقلين الاثنين، كما قال التقرير، فإنه بعد مرور 11 يوما، قامت قوات الأمن العراقية بملاحقة أحد الانتحاريين إلى مطعم مكتظ في بلدة داقوق الشمالية، من خلال مراقبة هاتفه المحمول، وجرى إطلاق النار عليه قبل أن يفجر حزامه الناسف.

ونقل التقرير عن العقيد في الفرقة الثامنة في الجيش العراقي عبد الأمير البياتي، قوله إن "عناصر التنظيم بدأت في العودة إلى نشاطها بعد سنوات من السكون، مستفيدة من الفوضى في سوريا".

إلا أن التقرير لفت إلى أن عدد الهجمات التي أعلن داعش مسؤوليته عنها منذ سقوط نظام الأسد، قد تراجع، حيث تبنى 38 هجوماً في سوريا خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2025، مما يشير إلى إمكانية بلوغ عدد الهجمات حوالي 90 مع حلول نهاية العام الحالي، وهو ما يشكل نحو ثلث عدد الهجمات المعلنة في العام الماضي.

وتابع التقرير أنه فيما يتعلق بالعراق، فقد أعلن داعش عن 4 هجمات في الشهور الخمسة الأولى من العام 2025، مقارنة بـ61 هجوماً في العام الماضي.

وبحسب التقرير فإن مسؤولاً في وزارة الدفاع الأميركية ومتحدثا باسم رئيس الوزراء العراقي، يقولان أن فلول داعش في سوريا والعراق أصبحت ضعيفة، ولم يعد بامكانها السيطرة على الأراضي منذ أن طردها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وشركاؤها المحليون، من آخر معاقله في العام 2019.

المتحدث العراقي صباح النعمان، كما يقول التقرير، يعتبر أن الفضل في ذلك يعود إلى العمليات الاستباقية التي تتم لاحتواء خطر التنظيم، مضيفاً أن التحالف وشركائه شنوا غارات وضربات جوية على مخابئ المسلحين بعد سقوط الأسد، مما أسفر عن قتل أو اعتقال "عناصر إرهابية" ومنعهم من إعادة تنظيم صفوفهم، مشيراً أيضاً إلى أن العمليات الاستخباراتية العراقية، أصبحت أكثر دقة بفضل الطائرات المسيرة والتقنيات الحديثة.

وبرغم أن التقرير لفت إلى أن المسؤولين الذين تحدثت إليهم "رويترز" لا يرون إمكانية عودة خطر داعش مثلما كان في الماضي، إلا أنه أشار إلى تحذيراتهم من استبعاد هذا الخطر تماما، مشيرين إلى أنه عدو مرن ويتقن استغلال الفراغات.

وبعدما قال التقرير إن تحركات داعش هذه تأتي في ظل وقت حساس بالنسبة للرئيس السوري أحمد الشرع، ذكّر بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخراً برفع العقوبات عن سوريا الذي كان بمثابة "انتصار" للشرع، الذي كان في السابق قياديا في تنظيم القاعدة، مشيراً إلى أن بعض المتشددين الاسلاميين انتقدوا محاولات الشرع للتقارب مع الحكومات الغربية واحتمال خضوعه لمطالب واشنطن بطرد المقاتلين الأجانب وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وأوضحت "رويترز" أن داعش يعمد إلى استغلال هذه الانقسامات، وقد ندد بلقاء الشرع مع ترامب في صحيفته الالكترونية "النبأ"، داعيا المقاتلين الأجانب في سوريا للانضمام إلى صفوفه.

بالإضافة إلى ذلك، ذكّر التقرير باستعداد الولايات المتحدة لتقليص تواجدها العسكري في سوريا، وهو انسحاب وصفه التقرير بأنه يثير المخاوف بين الحلفاء من إمكانية استفادة داعش من الوضع، خصوصاً فيما يتعلق باحتمال تحرير نحو 9 آلاف من مقاتليه وعائلاتهم، من سجون ومخيمات تديرها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن. 

وبحسب التقرير، فإن ترامب، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يريدان أن تتحمل حكومة الشرع مسؤولية هذه المراكز والسجون، إلا أن أردوغان يرى في الفصائل الكوردية تهديداً لبلاده، بينما يشكك بعض المحللين الإقليميين في قدرة دمشق على تولي هذه المسؤوليات. 

ونقل التقرير عن مدير برنامج سوريا في "معهد الشرق الأوسط" الأميركي تشارلز ليستر قوله إن "الحكومة المؤقتة تعاني من ضغط أمني كبير، وليس لديها القوى البشرية الكافية لفرض السيطرة الكاملة على البلد". 

كما نقل التقرير عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قوله إنه من الضروري أن تعيد الدول مواطنيها المحتجزين في سوريا، وأن تتحمل مسؤولية أكبر في حماية وإدارة المخيمات والسجون.

ونقلت "رويترز" عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية قوله إن واشنطن لا تزال ملتزمة بمنع عودة داعش، وأن شركاءها السوريين المعتمدين لا يزالون على الأرض، مضيفاً أن الولايات المتحدة "ستراقب عن كثب" حكومة الشرع، التي "تقول وتفعل الأمور الصحيحة حتى الآن". 

وبحسب مسؤول دفاعي أميركي ومسؤولين سوريين، فإن واشنطن تبادلت معلومات استخباراتية مع دمشق في حالات محدودة. 

وفي حين لفت التقرير إلى أنه من المتوقع أن تنهي قوات التحالف عملياتها في العراق بحلول أيلول/سبتمبر المقبل، نقل عن المسؤول الأميركي الثاني قوله إن بغداد طلبت بشكل غير رسمي إبطاء انسحاب نحو 2500 جندي أميركي من العراق، بعدما اتضح لها أن نظام الأسد سيسقط.

وأضاف أن "مصدرا مطلعا" على هذه القضية، أكد هذا الطلب، لكن البيت الأبيض وحكومتي بغداد ودمشق لم تعلّقا على أسئلة من "رويترز" فيما يتعلق بخطط ترامب حول مصير القوات الأميركية في العراق وسوريا.

وبينما ذكر التقرير بأن الأمم المتحدة تقدر عدد مقاتلي داعش، بما بين 1500 و3000 مقاتل في سوريا والعراق، وأن فروعه الأكثر نشاطاً هي في أفريقيا، وأن مسؤولاً أميركياً دفاعياً كبيراً سبق له أن اشار إلى أن الجيش الأميركي يعتقد أن زعيم التنظيم السري هو عبد القادر مؤمن، الذي يقود فرع الصومال، إلا أنه نقل عن مديرة "مجموعة سايت" ريتا كاتس، من أن تراجع هجمات داعش في سوريا دليل على ضعفه، مرجحة فكرة "انه دخل مرحلة إعادة التخطيط". 

ونقل التقرير عن 3 مصادر أمنية و3 مسؤولين سياسيين سوريين، قولهم أنه منذ سقوط الأسد فإن داعش بدأ بتفعيل خلاياه النائمة، ومراقبة أهداف محتملة، وتوزيع الأسلحة وكواتم الصوت والمتفجرات، كما أنه نقل مقاتلين له من البادية السورية، إلى مدن مثل حلب وحمص ودمشق.

كما نقل التقرير عن مستشار القوات الأمنية العراقية علي الساعدي، قوله إن المراقبة الجوية والمصادر الاستخباراتية على الأرض رصدت نشاطاً متزايداً لداعش في جبال حمرين الشمالية، التي تعتبر ملاذاً قديماً له، وعلى الطرق الحيوية، بينما يعتقد المسؤولون العراقيون أن داعش استولى على كميات كبيرة من الأسلحة التي خلفتها قوات الأسد، ويخشون من تهريب بعضها إلى العراق.

ترجمة: شفق نيوز

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon