
بين أوامر المنع الأمريكي ووعد المقاومة.. كيف سيواجه العراق عاصفة "الشر المظلمة"
المعلومة/ تقرير..
في قلب العراق، حيث تلتقي رياح التاريخ بألم الواقع، تُفرض اليوم أوامر لا تشبه سوى قيد على سماء الوطن، تمنعها من رفع راية السيادة، وتلزمها بتمرير الطيران الإسرائيلي فوق أراضيه بلا اعتراض. هذا المشهد زاد من حالة غضب العراقيين وتعالت صيحاتهم لتصل إلى أروقة البرلمان وقبته، تدعو لقطع جذور النفوذ الأمريكي عبر إغلاق السفارة، بعد كشف دورها الخفي في دعم العدوان الصهيوني على إيران واختراقه لسيادة العراق دون أي رد يشفي الغليل، وبالتوازي مع تلك الصيحات الغاضبة نبضت كتائب حزب الله بقوة وعزم، تلوح بيدها المرفوعة لتحذير من يغامر بفتح أبواب الحرب، مستعدة لتحويل قواعد الاحتلال إلى رماد. هكذا، تتشابك خيوط الأزمة، وتزداد سماء العراق ثقلاً بالتهديدات الاستكبارية، بينما تتطلع الأرض إلى بصيص أمل من رجالها لكي يحرروها من شبح الصراعات الإمبريالية.
أوامر أمريكية مهينة
وبهذا الصدد الذي يكشف حجم الهيمنة الأمريكية على القرار العسكري العراقي، كشفت مصادر مطلعة عن تحذير رسمي وجهه قادة أمريكيون في قاعدة “عين الأسد” إلى قيادة القوة الجوية العراقية، يقضي بعدم استخدام طائرات “إف-16” العراقية لاعتراض الطيران الحربي الإسرائيلي الذي يخترق الأجواء العراقية في طريقه لتنفيذ هجمات على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ووفقًا للمصادر، فإن الجانب الأمريكي وجّه إنذارًا مباشرًا يحظر على سلاح الجو العراقي التدخل أو التصدي لأي طائرة إسرائيلية تعبر سماء البلاد، ما يعني فرض غطاء جوي أمريكي ـ إسرائيلي مشترك على الأجواء العراقية دون إذن أو سيادة تُذكر.
ويؤشر هذا التهديد إلى حجم النفوذ الذي ما تزال تمارسه واشنطن على المؤسسات العسكرية العراقية، ويؤكد أن ما يسمى بـ”السيادة الوطنية” لا تزال شكلية، في ظل تمركز القوات الأمريكية في قواعد استراتيجية مثل “عين الأسد” التي تحولت إلى مركز قيادة إقليمي للمراقبة والتوجيه.
وعدّ مراقبون هذه الخطوة تصعيدًا غير مسبوق في التورط الأمريكي المباشر بالعدوان على إيران، مطالبين الحكومة العراقية بموقف صريح وعلني تجاه هذه التجاوزات، والعمل فورًا على إعادة النظر بالاتفاقيات العسكرية مع واشنطن، وطرد القوات الأجنبية التي باتت تمثل تهديدًا فعليًا للأمن الوطني والإقليمي.
ويأتي هذا التحذير بالتزامن مع التوتر المتصاعد في المنطقة، بعد الرد الإيراني الأخير على الاعتداءات الإسرائيلية، وهو ما يثير مخاوف من توسع دائرة المواجهة لتشمل ساحات جديدة، يكون العراق فيها ميدانًا وممرًا في ذات الوقت، وسط صمت حكومي مريب.قواعد الشر ستشتعل
وبهذا السياق أطلق الأمين العام لكتائب حزب الله في العراق الحاج ابو حسين الحميداوي، تحذيراً للولايات المتحدة، مؤكدًا أن أي تدخل أمريكي مباشر في الحرب الجارية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني سيقابل برد حاسم يستهدف مصالح واشنطن وقواعدها العسكرية المنتشرة في المنطقة.
وقال الأمين العام في بيان رسمي، تلقت /المعلومة/ نسخة منه، أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تحتاج لأي دعم عسكري من أحد، فهي تملك من الرجال والإمكانات ما يكفي لتمريغ أنف نتنياهو بالتراب وردع طغيان الكيان الصهيوني المجرم”.
وأضاف أن “كتائب حزب الله تتابع عن كثب تحركات القوات الأمريكية في المنطقة، وإذا ما تورطت واشنطن في الحرب بشكل مباشر، فإننا لن نتردد في ضرب قواعدها ومصالحها الحيوية المنتشرة على امتداد الجغرافيا الإقليمية.”
وشدد البيان على أن “المرحلة تفرض على الحكومة العراقية، والإطار التنسيقي، وكل الوطنيين المتصدين للمسؤولية، اتخاذ موقف شجاع يضمن أمن العراق، ويمنع امتداد نار الحرب، عبر الإسراع في غلق سفارة الشر الأكبر – السفارة الأمريكية – وطرد قوات الاحتلال الأمريكي من الأراضي العراقية فورًا.”
وختم البيان بالآية الكريمة: (سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ)، في إشارة إلى وعد النصر الإلهي على قوى الظلم والاستكبار.
وكر التجسس الأمريكي من بغداد
وإلى ذلك كشف النائب أمير المعموري، عن تحركات برلمانية لعقد جلسة طارئة لمجلس النواب، لمناقشة ملف الوجود الأمريكي في البلاد، والدعوات المتزايدة لطرد السفارة الأمريكية من العراق.
وقال المعموري في تصريح لـ/المعلومة/، إن "السفارة الأمريكية تجاوزت دورها الدبلوماسي وتحولت إلى مركز عمليات عسكرية واستخبارية تنتهك سيادة العراق يومياً، مشيراً إلى أن واشنطن سمحت مؤخراً لإسرائيل باستخدام الأجواء العراقية لشن ضربات ضد أهداف في العمق الإيراني، دون علم أو موافقة الدولة العراقية".
وأضاف أن "البرلمان بصدد تحديد موعد عاجل لعقد جلسة طارئة لمناقشة طرد السفارة الأمريكية من العراق، والتي وصفها بـ"محور الشر وسبب الخراب والدمار السياسي والأمني في البلاد".وفي وقت سابق طالب النائب حيدر السلامي، رئاسة مجلس النواب بعقد جلسة استثنائية لمناقشة تداعيات العدوان الصهيوني على دول المنطقة، مؤكداً أن الأجواء العراقية تُستخدم في خرق واضح للسيادة بالتعاون مع واشنطن.
وسط عواصف السياسة وتلاطم الأمواج الأمنية، يقف العراق كصخرة تواجه مداً هائجاً من التدخلات، بين أمل الحفاظ على سيادته، وواقع يتلاعب به الخارج والداخل على حد سواء. في لحظة كهذه، يصبح السؤال ليس فقط عن قدرته على الصمود، بل عن إرادته في رسم مصيره بيده، بعيداً عن أوامر تُفرض من بعيد، وتهديدات تحيط به من كل جانب. فهل ينتفض العراق ليكتب فصلاً جديداً من الكبرياء والحرية، أم تظل سماؤه ملعباً للعبث والخراب؟ الزمن وحده كفيل بالإجابة. انتهى 25 ش