رووداو ديجيتال
أكد متحدث باسم السفارة الأميركية في بغداد، في تصريح خاص لشبكة رووداو الإعلامية، أن السفارة والقنصلية العامة الأميركية في بغداد وأربيل تواصلان عملهما بشكل اعتيادي رغم التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل.
وقال المتحدت، الجمعة (14 حزيران 2025)، إن "السفارة والقنصلية العامة مفتوحتان وتعملان بشكل اعتيادي"، مشدداً على "الالتزام الراسخ بتنفيذ أولويات السياسة الأميركية في العراق، وتعزيز سيادة العراق، والتنسيق مع القادة العراقيين والشعب العراقي".
ونفّذت طهران مساء الجمعة هجمات صاروخية على الدولة العبرية، ردا على الغارات الجوية الإسرائيلية غير المسبوقة التي استهدفت أكثر من 200 موقع عسكري ونووي على الأراضي الإيرانية، فيما توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمهورية الإسلامية بمزيد من الضربات.
وبينما أكد وزير الخارجية عباس عراقجي أنّ بلاده ترفض الدعوات إلى ضبط النفس، دوّت مساء الجمعة صفارات الإنذار في مختلف أنحاء إسرائيل، بينما تصاعدت أعمدة دخان كثيف في أجواء مدينة تل أبيب بوسط البلاد، بعيد دعوة السكان للتوجّه إلى الملاجئ.
في السياق، طالبت فصائل عراقية مسلحة الجمعة بمغادرة القوات الأميركية المنتشرة في البلد ضمن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، فيما حذّرت كتائب حزب الله خصوصا من "مزيد من الحروب في المنطقة" بعد هجمات إسرائيل على إيران.
وتجمّع مساء الجمعة قرب مدخل المنطقة الخضراء حيث تقع مؤسسات حكومية وبعثات دبلوماسية بينها السفارة الأميركية في بغداد، نحو مئتين من مناصري هذه الفصائل حملوا أعلام إيران وحزب الله اللبناني وسط انتشار أمني كثيف.
وعقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في تشرين الأول 2023، تبنّت فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران إطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة على مواقع في العراق وسوريا ينتشر فيها جنود أميركيون في إطار التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن السلطات العراقية نجحت إلى حد بعيد في إبقاء البلد بمنأى عن تداعيات الحرب التي طالت العديد من دول المنطقة.
واتهم فصيل كتائب حزب الله النافذ في بيان الرئيس الأميركي دونالد ترمب بـ"إعطاء الموافقة للكيان الصهيوني كي يرتكب عدوانه الإجرامي الغادر" على إيران، مضيفا "مهدت القوات الأميركية في العراق الطريق لهذا العدوان بفتح الأجواء العراقية، لتكون ممرا آمنا لسلاح الجو الصهيوني".
وطالب الكتائب الحكومة العراقية بـ"إخراج هذه القوات العدائية بشكل عاجل من البلاد تجنبا لمزيد من الحروب في المنطقة ودرءا لسفك دماء شعوبها".
بدوره، شدّد الأمين العام لحركة النجباء أكرم الكعبي على ضرورة "إخراج الاحتلال الأميركي بشكل كامل من جميع أراضي وسماء العراق"، مؤكدا أن "العدوان الصهيوني الغادر (...) والانتهاك السافر لسيادة العراق وأجوائه بالتنسيق مع المحتل الأميركي (...) لن يمرّوا من غير حساب".
كما دانت حركة عصائب أهل الحق "الإجرام الوحشي" بحق إيران، مؤكدة في بيان أن "هذه الجرائم والانتهاكات لن تمرّ دون عقاب صارم وحازم".
ودعت كذلك المسؤولين العراقيين إلى "اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بمنع اختراق العدو الصهيوني لأجواء العراق، عبر تسليح قواتنا المسلحة بمنظومات الدفاع الجوي الكفيلة بالكشف والتصدي، وعدم الرضوخ للضغوط الأميركية التي تمنع العراقيين من الدفاع عن سيادة بلدهم".
وتحاول حكومة بغداد التي جاءت بها أحزاب شيعية موالية لطهران، الحفاظ على علاقات جيدة مع جارتها الإيرانية من جهة، ومع حليفتها الاستراتيجية الأميركية من جهة أخرى.
وتنشر الولايات المتحدة زهاء 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار تحالف دولي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش.
وكشفت بغداد وواشنطن في أيلول عن جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، وذلك بعد سبعة أعوام من إعلان القوات العراقية دحر التنظيم محليا، على أن يعقد العراق عوضا عن ذلك شراكات ثنائية مع كل دولة عضو في التحالف.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً