لقد قرر نتنياهو بنفسه انتهاك حرمة الأقصى وقام بتصوير خطاب له من أحد الأنفاق التي حفرت تحت ساحة الأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين متحديا بذلك أمة المليارين ومستفزا حتى أقرب المطبعين مع الكيان ممن كلف بعضهم بالإشراف على مقدسات المسلمين وتشير كثير من التقارير من داخل القدس وخارجها أن الصهاينة ماضون في سبيل تخريب المسجد الأقصى وتشجيع المتطرفين خصوصا عتاة المستوطنين لاقتحام بحاته والقيام بصلوات تلمودية في أرجائه في خرق فاضح للقوانين الدولية واعتداء مشين على مقدسات الأمة الإسلامية.
وفي هذه الأيام المباركة أيام الحج والعيد يحتل المسجد الأقصى مكانة مقدسة في قلوب وضمائر الشعوب الإسلامية وخصوصا منها الشعوب المغاربية، فقد كان الحجيج المغاربة طيلة قرون من مسارهم في الحج إلى مكة يصرون على المرور بالقدس والصلاة في المسجد الأقصى المبارك مسرى نبيهم ومعراجه إلى السماء وكان ولوجهم من أحد أبواب المدينة أصبح يحمل اسمهم "باب المغاربة" ويسكنون في حي من أحياء المدينة العتيقة سمي أيضا "حي المغاربة" فأين الشعوب المغاربية من قضية الأقصى وفلسطين؟ وهل استطاعت خطوات التطبيع الرسمي لبعض الدول المغاربية أن تحدث تغييرا في وجدان الناس؟ وكيف يفهم استمرار الغضب الشعبي رغم الخطاب الرسمي المختلف.
أسباب تعدد الاقتحامات للمسجد الأقصى
وحول تعدد الاقتحامات للمسجد الأقصى من عام 1967 إلى سنة 1969 إلى الانتفاضة سنة 2000 وأخرها سنة 2024 ، ولكن المختلف عن الاقتحامات السابقة أنها أصبحت أكثر عددا من حيث المشاركين وأكثر تمثيلية حتى من حكومة الكيان الصهيوني وتفسير صمت الأمة الإسلامية؟
أكد ناجي جلول رئيس حزب الائتلاف الوطني ومختص في الآثار الإسلامية أن ذلك يعتبر محاولة لتغيير صبغة الحرم الشريف، هذا المجال الديني الذي يحيط به حائط البراق وفيه خاصة مائة معنى مقدس عند المسلمين خاصة قبة الصخرة والمسجد الأقصى، حيث أن الحرب الصليبية ليست جديدة مسألة مكانة الأقصى عند المسلمين وكل أطماع المسيحية وبعد اليهودية لا ننسى أن الحركة الصهيونية هي ابنة حركة مسيحية وهي ابنة حركة ماتسمى بـ"الصهيونية المسيحية" التي ارتبطت خاصة بالدينين البروسيستانية وارتبطت خاصة بالإنجليز بوريتاني الأنجليزية واليوم الدعم الأمريكي جاء خاصة من هذه المجموعات الصهيونية المسيحية.
شاهد أيضا.. في يوم القدس العالمي.. آلاف الفلسطينيين يزحفون نحو المسجد الاقصى

ولفت جلول أن هذه الجماعات حتى الآن لم تتخلص من فكرها الصليبي. ونرى ما يحدث في اوروبا ما يهز عالم فلسطين تترد هنالك من طرد من الجامعات وهنالك من طرد من عمله باعتبار هذا الارتباط التاريخي بين شق من المسيحية لأنه اولاً بالنسبة للمسلمين و بالنسبة للمغاربة خاصةً. ثم وقع تغييرها اذاً هي اول قبلة للمسلمين قبل مكة.
أي خطورة تهدد المسجد الاقصى؟!
أوضح الشيخ الدكتور بدري المداني باحث في الفكر الإسلامي أن قضية المسجد الاقصى هي قضية انتماء وقضية هوية، وما نراه اليوم من هذه المخططات اول شيء يجب يكشف هذه المخططات والحديث عنها وبيانها، وإن المولى سبحانه وتعالى أمرنا بهذا الأمر وقال في سورة الانعام في الآية 55 :"وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين"، أن نفضح ونتحدث عن هذه المخططات هذا لا بد منها تصاعد الوتيرة هو متولد من محاولة ربح الوقت وربح الزمن لأن المخطط التلمودي والعقيدة هي عقيدة راسخة عند اليهود وفي ديانتهم بأن مسألة تحطيم وهدم وحفر تحت المسجد الأقصى هي مسألة عقيدة عندهم لأنهم يريدون إحياء ما يسمى بـ"هيكل سليمان" وهذا الأمر لا يحتاجون فيه ويرفضون المفاوضة ويرفضون المساومة".

ولفت الشيخ المدني إلى أن الخطورة تتمثل في الوصول إلى مخططاتهم وأنهم يستبقون الزمن وسيحققون هذه المخططات فهذا هو مكمن الخطر أمام ما نلاقيه من صمت وأحيانا من تجاهل وهذا الصمت يساهم بدرجة كبرى وبالتالي فإن محاولة تحقيق هذه المخططات يدفع إليه الصمت الرغبة في تحقيق النتيجة في أسرع وقت وهم اليوم يعتمدون ما يسمى بفكرة الكاميكاز أنا سأذهب أنا سأحطم أنا سأقتل أنا لا يعنيني موقف المجتمع الدولي أنا لا يعنيني الإعلام أنا لا يعنيني البكاء أنا لا يعنيني كل هذا بقدر ما يعنيني الأصول وإدراك المرمى وهو يعني القضاء النهائي على المسجد الأقصى وإعادة مجد اليهود وأيضا انتظار المهدي المنتظر عندهم وهو ما رسخ من العقيدة البروتستانية وكل هذا مشروع متكامل و"إسرائيل الكبرى" أصبح اليوم مشروعا معلنا لن يكون إلا بإحياء هيكل سليمان وإحياء الماضي لأن من الماضي يريدون الانطلاق".
ضيوف البرنامج:
- ناجي جلول المختص في الآثار الاسلامية
-الشيخ بدري المدني الباحث والداعية الاسلامي
التفاصيل في الفيديو المرفق ...