وقد أثار الهجوم الإسرائيلي على منشآت إيرانية مدنية ونووية موجة من الغضب الرسمي في طهران، حيث أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الهجمات جاءت بالتزامن مع مفاوضات غير مباشرة كانت مقررة مع الولايات المتحدة في مسقط، وهو ما اعتبره محاولة متعمدة لعرقلة العملية الدبلوماسية.
حيث قال عراقجي "إن هذه الهجمات جاءت في وقت كانت إيران تخوض فيه مفاوضات مع الولايات المتحدة حول الملف النووي، حيث كان من المقرر عقد الجولة السادسة من المحادثات اليوم في مسقط".
عراقجي شدد على أن رد إيران العسكري جاء في إطار الدفاع المشروع عن النفس بموجب المواثيق الدولية، متهما الكيان الإسرائيلي بمحاولة جر الحرب إلى منطقة الخليج الفارسي. كما وجه اتهامات مباشرة للولايات المتحدة بالتواطؤ في الهجمات.
واضاف ان "الهجوم الذي وقع أمس واستهدف عسلوية هو انتهاك واضح ويمثل خطأ إستراتيجيا بالغ الخطورة. إن جر الحرب إلى منطقة الخليج الفارسي قد يكون مقصودا، وهدفه جر الحرب إلى ما بعد الحدود الإيرانية".
وبعد تصريحات عدة أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلن أن بلاده لم تشارك في الهجوم الإسرائيلي على إيران، وأعرب عن استعداده لتسهيل اتفاق بين إيران والكيان ينهي ما وصفه بالصراع الدموي، كما كشف عن اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أبدى رغبة بلاده في الوساطة ورفض استخدام القوة ضد إيران.
وعلى الصعيد الدولي، أدانت منظمة شنغهاي بقوة العدوان الإسرائيلي واعتبرته انتهاكا للقانون الدولي وتهديدا للأمن الإقليمي. وفي أنقرة، أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الأميركي بأن المفاوضات النووية هي السبيل الوحيد للحل، مع استعداد بلاده للقيام بدور في التهدئة.
فيما أكدت سلطنة عمان أهمية تكثيف الضغوط الدبلوماسية والسياسية الدولية لوقف العدوان العسكري الإسرائيلي على إيران. من جهته، قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف إن بلاده تقف إلى جانب جارتها إيران بكل الطرق وبكل ما أوتيت من قوة وستحمي مصالحها.
وعرضت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إجراء محادثات نووية مع إيران، فيما أبدت بريطانيا استعدادها للعمل عن كثب مع حلفائها في الأيام المقبلة لدعم التوصل إلى حل دبلوماسي.