
إيران تقلب المعادلة..بيعة الغدير بالصواريخ في قلب تل أبيب
المعلومة / بغداد ..
في مشهد غير مسبوق منذ عقود، أطلقت الجمهورية الإسلامية الإيرانية رشقات صاروخية متواصلة طيلة يومين، استهدفت من خلالها العمق الصهيوني، متزامنة مع مناسبة دينية تحمل دلالة رمزية كبيرة في الوعي الشيعي وهي ذكرى عيد الغدير الأغر، لتربط بذلك بين الولاء الديني والولاء المقاوم، في رسالة مزدوجة المضمون.
فقد جاءت الضربات الإيرانية متقنة ومكثفة، واستهدفت مراكز عسكرية حساسة وشخصيات داخل منظومة الجيش الصهيوني، ما شكل خرقاً أمنياً خطيراً للمنظومة الدفاعية الصهيونية التي لطالما تباهت بقدرتها على صد أي تهديد محتمل، ليظهر الواقع أن القبة الحديدية قد صدأت تحت وطأة الصواريخ الإيرانية، وأن عمق تل أبيب لم يعد خارج معادلة الاشتباك.
إيران، التي لطالما أكدت أن صراعها مع الكيان الصهيوني ليس تكتيكاً سياسياً بل عقيدة وجودية، قررت هذه المرة أن تُعلن بيعة الغدير على طريقتها، بلغة النار والدخان والرسائل الباليستية، في وقت يحبس فيه الشرق الأوسط أنفاسه على وقع اتساع دائرة الحرب.
ولم تكتف طهران بالرد على القصف الصهيوني، بل ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك، عبر استهداف شخصيات قيادية في الداخل الصهيوني، في خطوة عدّها مراقبون تحوّلاً نوعياً في قواعد الاشتباك.
ضعف صهيوني وارتباك داخلي
القصف المستمر كشف عن هشاشة الداخل الصهيوني، سواء على مستوى الجبهة العسكرية أو المعنويات الشعبية. فللمرة الأولى، يشعر الصهاينة أن حدودهم باتت مخترقة، وأن الجيش الذي طالما تغنوا بقدرته على الردع بات اليوم في موقع الدفاع والتخبط.
أجهزة الطوارئ وسائل الإعلام، بل وحتى تصريحات بعض المسؤولين، كانت كافية لرسم ملامح حالة الذعر والانكشاف الأمني.
إيران: لا تراجع حتى تحقيق الأهداف
المثير في هذا التصعيد أنه لم يكن عرضياً ولا لحظياً، بل جاء ضمن سياق استراتيجي تؤكده طهران بوضوح: لن نتراجع حتى تحقيق مبتغانا، وأن ما بدأ لن ينتهي عند هذه الجولة.
القيادة الإيرانية تدرك أن حرب الاستنزاف هذه ليست لحظية، بل هي مقدمة لتثبيت معادلات ردع جديدة في المنطقة، وعلى رأسها كسر هيبة الكيان الصهيوني في وعي الشعوب وأرض الواقع.
وبشأن الموضوع يقول النائب مختار الموسوي، استمرار الضربات العسكرية الإيرانية على الكيان الصهيوني يُشير بوضوح إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تحقق بعد الأهداف المرجوة من ردّها العسكري، ما يعني أن العمليات لن تتوقف في المدى القريب.
وقال الموسوي في تصريح لوكالة / المعلومة /، إن "استمرار القصف الإيراني يؤكد أن طهران لم تصل حتى الآن إلى مستوى الرد المطلوب، وأنها ماضية في عملياتها حتى تحقق غايتها الاستراتيجية من تلك الضربات"، مشيراً إلى أن "طبيعة التصريحات الصادرة عن المسؤولين الإيرانيين تحمل رسائل واضحة بأن وقف الهجمات ليس مطروحاً حالياً، ما لم تتحقق النتائج التي تضعها إيران نصب أعينها".
وأضاف أن "الرد الإيراني لم يأتِ كرد فعل عشوائي، بل هو جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى فرض معادلة ردع جديدة في المنطقة، وتغيير قواعد الاشتباك مع الكيان الصهيوني"، مشدداً على أن "التصعيد الأخير يعكس تصميماً إيرانياً على إحداث تغيير حقيقي في ميزان الردع وأن أي تهدئة قادمة ستكون مرهونة بتحقيق هذه الأهداف".
وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار التوتر في المنطقة، حيث يشهد الكيان المحتل تصعيداً أمنياً غير مسبوق جراء الضربات الإيرانية التي طالت مواقع حيوية، وسط تحذيرات من اتساع رقعة المواجهة خلال الأيام المقبلة.
رسالة ما بعد الغدير: لا مقدس فوق المقاومة
إن تزامن الضربات مع عيد الغدير لم يكن مصادفة؛ بل هو تأكيد على أن البيعة التي يحييها المؤمنون ليست محصورة بطقوس دينية، بل هي امتداد في ساحة المواجهة وفي التمسك بالحق في وجه الباطل.
إيران اختارت هذا التوقيت بعناية، لتقول للعالم إن الإيمان لا ينفصل عن الموقف وإن الطاعة لا تُترجم إلا بالفعل.
إيران اليوم لا تقصف لمجرد الرد، بل تبني معادلة جديدة على أنقاض الهيبة الصهيونية.
القصف لن يتوقف، والرسائل لن تتراجع والميدان وحده هو من سيرسم خريطة النفوذ الجديدة في المنطقة.
في عمق تل أبيب كانت البيعة هذه المرة بالصواريخ لا بالشعارات، بلغة لا يفهمها الكيان إلا حين يسقط على ركبتيه.انتهى 25/س