لا تزال أصداء التصريحات التي أدلى بها وزير الأمن الإيراني، إسماعيل خطيب، حول حصول طهران على آلاف الوثائق والمعلومات الحساسة المتعلقة بالمنشآت النووية الإسرائيلية، تتردد في الأوساط الإعلامية الإسرائيلية، وسط صمت مطبق من قبل المسؤولين الإسرائيليين الذين لم يصدر عنهم حتى الآن أي تعليق رسمي، لا تأكيدًا ولا نفيًا.
وأوضح مراسل قناة "العالم" في رام الله، فارس الصرفندي، أن ما تكشفه الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو جزء من "حرب استخباراتية مستمرة"، كانت تل أبيب قد بادرت إليها سابقًا عندما أعلنت حصولها على ملفات سرية تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. واليوم، ترد طهران بالكشف عن "كنز معلوماتي استراتيجي" تم نقله بأمان إلى داخل إيران، وفق ما أعلنه وزير الأمن الإيراني.
وأضاف الصرفندي أن وسائل الإعلام العبرية، وتحديدًا صحيفة "هآرتس"، تناولت هذا التصعيد من زاوية ما وصفته بـ"الحرب الاستخباراتية المستمرة" بين الطرفين، مشيرة إلى أن هذه المواجهة بلغت ذروتها عقب استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، وما تبعه من ردود متبادلة بين إيران والاحتلال الاسرائيلي.
ووفقاً لتقديرات الصرفندي، فإن تداعيات هذا الحدث قد تظهر قبل الكشف عن الوثائق نفسها، في ظل ما وصفه بـ"مسلسل الإخفاقات" الذي يلاحق حكومة بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أن الاحتلال ادعى كشفه شبكات استخباراتية تعمل لصالح ايران داخل الكيان، بعضها يعمل في صفوف الجيش الإسرائيلي.
ويشير المراسل إلى أن الاختراق الإيراني ليس محصورًا في الجانب المعلوماتي فقط، بل يمتد إلى مجال السايبر، حيث تمكّن "الهاكرز" الإيرانيون من اختراق مؤسسات حيوية داخل كيان الاحتلال، ما يكشف حجم التغلغل الاستخباراتي الذي بات يقلق دوائر صنع القرار في تل أبيب.
وفي ظل هذا التوتر، يقول الصرفندي إن هناك حديثًا داخل الكيان عن احتمال تنفيذ ضربة مفاجئة ضد المنشآت النووية الإيرانية، وهو سيناريو يرتبط بقرار سياسي من نتنياهو نفسه، قد يُتخذ في محاولة لقلب الطاولة على أي اتفاق دولي مرتقب مع إيران، أو للهرب من الأزمات الداخلية، لاسيما في ظل فشل العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
ويختم الصرفندي بأن الخيار العسكري الإسرائيلي تجاه إيران يبدو مستبعدًا وفق آراء خبراء في الأمن داخل الكيان، ممن يقرّون بصعوبة القضاء الكامل على البرنامج النووي الإيراني، حتى لو أُصيبت منشآته بأضرار.