تزامنا مع الاعلان عن موعد الجولة السادسة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، تتصاعد حدة الحرب الكلامية بين طرفي المحادثات، لا سيما بعد مشروع القرار الاميركي الاوروبي ضد طهران، والذي أدان وفق مسودة المشروع، ما اسماه عدم امتثال إيران للاتفاق النووي، مبدية قلقها بشأن التراكم السريع لليورانيوم عالي التخصيب في إيران، مكررة اسطوانة المواقع الثلاث غير المعلنة. لكن المسودة شددت كذلك على ضرورة تعاون طهران الكامل والفوري مع الوكالة الدولية، مؤكدة دعم حل دبلوماسي للملف النووي.
مشروع القرار الاوروبي كان محل انتقاد طهران التي أكدت أن أي قرار غير مدروس في مجلس محافظي الوكالة سيقابل برد مناسب من قبلها. وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، حمل مسؤولية عواقب القرار الغربي للأطراف التي تستخدم الوكالة كأداة سياسية. مكررا موقف بلاده المبدئي في تجريم امتلاك السلاح النووي، ومؤكدا أن ذلك لا يعني تخليها عن حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
تصاعد حرب المواقف بين الطرفين، اعتبرها مساعد وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي جزءا من أي مفاوضات دولية، وأنها تتطلب الكثير من الصبر حتى تصل إلى نتيجة. مؤكدا أنه من المبكر القول إن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود؛ مشددا على أهمية الجولة السادسة المرتقبة.
وقال مجيد تخت روانجي، مساعد وزير الخارجية الإيراني: "من غير المناسب أن نستعجل إصدار الأحكام، فلم تمض على انطلاق المحادثات سوى بضعة أشهر، مع تقدمنا أكثر في المسار التفاوضي ووصولنا إلى مزيد من الوثائق المكتوبة، تزداد إمكانية حصول تقلبات ومطبات. من الطبيعي أن تمر المفاوضات، كما حدث في الجولات السابقة، بمراحل صعبة كنا نعتقد خلالها أن الوصول إلى نتيجة أمر مستحيل، لكننا تجاوزنا تلك المراحل".
مع دخول أطراف ثالثة على خط المحادثات، في محاولة للاستفادة من أي فرصة للتأثير على عملية التفاوض والاصطياد في مياهها بعد تعكيرها، تسير العملية ببطء شديد، وتزداد عقباتها، على الرغم من الإرادة المشتركة للطرفين بالتوصل إلى حل عبر الطريق الدبلوماسي.