العقوبات تُخرج المليارديرات الروس من “جنة إيطاليا”.. السلطات جمّدت عقاراتهم ويخوتهم

عربي بوست
تم النشر: 2022/05/18 الساعة 11:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/18 الساعة 11:56 بتوقيت غرينتش
جزيرة سردينيا الإيطالية/ getty images

جمّدت السلطات الإيطالية بمنطقة ساحل الزمرد، في جزيرة سردينيا، ما لا يقل عن ثماني فيلات ممتدة على مساحة 16 كم، مملوكة لرجال أعمال روس، وبالتالي حرمانهم من مناظرها الطبيعية المميزة، في إطار العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على المقربين من بوتين.

غير أن صحيفة The Washington Post الأمريكية قالت في تقرير لها، الثلاثاء 17 مايو/أيار 2022، إن هذه العقوبات وجهت ضربة مباشرة لمنطقة ساحل الزمرد أو كوستا أزميرالدا السياحية، شمال شرقي جزيرة سردينيا، التي تتميز بالرفاهية الشديدة. 

كما أضافت الصحيفة الأمريكية أن هذا القرار بتجريد الروس من ممتلكاتهم وامتيازاتهم في أوروبا كان له العديد من التداعيات السلبية.

تداعيات سلبية للعقوبات الأوروبية

فمئات العاملين -الذين يتلقون أحياناً إكرامية من خمسة وستة أرقام- فقدوا وظائفهم. وأهل جزيرة سردينيا أصبحوا لا يعرفون إن كانوا قد أخطأوا في حساباتهم بتقديم خدماتهم لأثرياء موسكو؛ حتى إن بعض المطورين كانت لديهم مواقع إلكترونية باللغة الروسية. 

ثم هناك المعضلة الأكبر، والتي تتمثل في اكتشاف طريقة لإدارة الممتلكات المجمدة، التي تربو قيمتها عن 250 مليون دولار، وتستقر الآن في أيدي الدولة الإيطالية، في ظل غياب إجابة واضحة عن المدة التي قد تظل فارغة خلالها.

بوتين
بوتين

تقول تامارا غريلوتي، سمسارة العقارات الفاخرة في جزيرة سردينيا: "ستتحول إلى قصور مسكونة". وكان رجال الأعمال الروس هم الأشهر بين أصحاب المليارات الذين يتوافدون على هذه الجزيرة السياحية.

كانوا لا يشترون إلا أرقى الفيلات المطلة على الساحل، ويبنون إمبراطوريات تحيط بها أسوار وكاميرات مراقبة. وكانوا معروفين بين سماسرة العقارات برغبتهم الدائمة في حراس مسلحين.

بوتين كان من زوّار جزيرة سردينيا

بينما كان قطب التعدين والمعادن، عليشر عثمانوف، يعلن عن وصوله كل صيف بأحد أكبر اليخوت في العالم، الذي يوقفه في خليج الفيروز، ويتنقل بين اليخت وفيلاته، وينقل ضيوفه على طائرات هليكوبتر.

كان من بين زوار جزيرة سردينيا جورج كلوني وبيل غيتس وعارضات أزياء شهيرات. وفي مناسبتين على الأقل، عامي 2003 و2008، نزل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضيفاً على رئيس الوزراء الإيطالي آنذاك سيلفيو برلسكوني في قصره المنيف في المنطقة.

هاتان الرحلتان أسهمتا في تعزيز شعبية سردينيا بين الروس، والتي تبعد 100 ميل (حوالي 161 كم) عن روما، عبر بحر طرانة، وحوالي 2000 ميل (قرابة 3219 كم) عن موسكو.

عقوبات طالت أغنى رجل في روسيا

وفقاً للحكومة الإيطالية، كان من بين الروس الذين خضعوا لعقوبة تجميد الممتلكات أليكسي مورداشوف، زعيم تجارة الصلب، الذي يُقال إنه أغنى رجل في روسيا، وديمتري مازبين، الذي كان حتى مارس/آذار الرئيس التنفيذي والمالك المسيطر لشركة الأسمدة Uralchem، والذي يشترك مع ابنه في امتلاك فيلا في سردينيا.

على أن عثمانوف هو الأكثر شهرة بين رجال الأعمال المستهدفين، فكان على عكس المليارديرات الآخرين يقضي شهوراً وليس أسابيع فقط في سردينيا كل عام، وكان يقدم خدماته لمجتمع المقيمين بشكل دائم، الذين يميلون للعيش في المناطق الداخلية.

فاشترى عدداً من سيارات الإسعاف لمجلس المدينة، وموّل فريق كرة القدم المحلي، والأنشطة الثقافية. وأمضى أيضاً جزءاً كبيراً من إغلاق إيطاليا بسبب فيروس كورونا في سردينيا، ما منحها دَفعة اقتصادية حين تراجعت السياحة.

تحميل المزيد