لوبان تلجأ لحيلة أشبه بـ”قبلة الموت” لحزب ماكرون.. غيَّرت سياسات “التعصب” ودعمت بعض قوانينه

عربي بوست
تم النشر: 2022/07/22 الساعة 16:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/22 الساعة 16:49 بتوقيت غرينتش
لوبان وماكرون/رويترز

قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته الخميس 21 يوليو/تموز 2022، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كثيراً ما ذمَّ منافسته مارين لوبان ووصفها بأنها سياسية شعبوية تخاطر بأي شيء، مهما بلغت خطورته، لاستنفار الجمهور.

لكن السياسية اليمينية المتطرفة لجأت في الفترة الأخيرة إلى حيلة جديدة؛ للإخلال بتوازن ماكرون السياسي، وهي حيلة وصفها حلفاء ماكرون بأنها قد تكون "قُبلة الموت" له.

لوبان تلجأ الى المعارضة البناءة في البرلمان 

يأتي ذلك بعد أن حصل حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، الذي تقوده لوبان، على 89 مقعداً في انتخابات الجمعية الوطنية (البرلمان)، وتوقع وزراء ماكرون بعدها مواجهة عنيفة وصريحة من لوبان في البرلمان. 

لكن لوبان تجنَّبت الرهان على ما تستعين به عادة من "تعصب طائش وبغيض"، ولجأت بدلاً من ذلك إلى سياسة "المعارضة البناءة" التي تضمنت التصويت في البرلمان بتأييد بعض التشريعات التي تقدمت بها حكومة ماكرون، ومنها حزمة ماليةٌ قيمتها نحو 20 مليون دولار لمحاربة أزمة زيادة تكلفة المعيشة.

على أثر ذلك، أُحرجت حكومة ماكرون مرة أخرى بعد أن فقدت الأغلبية المطلقة في الانتخابات، وظهر للجميع احتياجها إلى مساعدة لوبان لإقرار مشروعات القوانين في البرلمان.

قال سياسي بارز في تحالف ماكرون لصحيفة Le Figaro الفرنسية: "حقيقة الأمر أن تصويت التجمع الوطني [حزب لوبان] بتأييد مشروعات القوانين التي نقدمها أشبه بقُبلة الموت لنا".

في السياق ذاته يُقال إن وزراء في حكومة ماكرون متخوفون من نجاح لوبان في مساعيها الرامية إلى إضفاء هالة من الاحترام على حركة متطرفة لطالما وُصمت بالعنصرية المقيتة منذ أن أنشأها جان ماري لوبان في سبعينيات القرن الماضي.

سردية جديدة لحزب لوبان

إضافة إلى ذلك، يستدعي هذا الاتجاه من لوبان قلقاً شديداً لدى ماكرون، لا سيما أن وصوله إلى السلطة في عام 2017 حمل معه تعهدات بالدفاع عن فرنسا في مواجهة الشعبوية، وتكررت تلك الوعود خلال حملته لولاية ثانية هذا الربيع.

قال مسؤول في تحالف ماكرون: "لقد التبست علينا الأمور وفقدنا الوجهة، وبينما نحن منصرفون إلى رفع الشعارات ووضع المعايير، يكتب التجمع الوطني سردية جديدة عن نفسه. ومن ثم يجب علينا الرد".


في السياق ذاته كشف نهج لوبان الجديد عن نفسه بوضوحٍ هذه الأيام، فهي تحاول ترويج نفسها بأنها سياسية "جديرة بحمل المسؤولية"، وتجلى ذلك في انحياز نواب "التجمع الوطني" إلى جانب ماكرون في التصويت ضد تعديل تقدَّم به تحالف المعارضة اليسارية "نوبيس" لزيادة الحد الأدنى للأجور.

في حين قال جان فيليب تانغوي، نائب البرلمان عن حزب التجمع الوطني: "الزيادة الحكومية للحد الأدنى من الأجور تخاطر بإطلاق موجة تضخم شديدة. تريد مارين لوبان أن ترفع من شأن المعارضة البناءة، وأن تُظهر للناخبين أنهم جديرون بثقتنا، وأننا عازمون على الدفاع عنهم".

تحميل المزيد