اتصل بنا
حالة الطقس في العراق
حالة الطقس في العراق
الطقس في العراق
الأمطار في العراق
المطر في العراق
المطر في بغداد

إكسبو دبي.. جسر جديد بين الدول العربية والكيان المحتل

إكسبو دبي.. جسر جديد بين الدول العربية والكيان المحتل
العالم

كتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على حسابه في"تويتر" باللغة العربية إن "إسرائيل ستشارك، العام القادم، في معرض إكسبو في دبي 2020"، وتفاخر بعلاقته العلنية مع ست دول عربية على الأقل، ما يشير الى عمق العلاقات الجارية بين الدول العربية والكيان المحتل ونسيان العرب للقضية الفلسطينية.

ازدادت وتيرة التطبيع مع الاحتلال في الآونة الأخيرة بأشكال متعددة؛ من مشاركة الكيان الغاصب في نشاطات رياضية وثقافية تقيمها دول عربية مثل الإمارات، الى اقامة مؤتمرات بحضور "اسرائيل" في البحرين، فضلا عن وجود تقارير تتحدث عن علاقات سرية وطيدة مع السعودية.

وتتحدث وسائل الاعلام بين حين وآخر، عن عقد لقاءات بين مسؤولين إماراتيين وبحرينيين مع الصهاينة، ولا ننسى كيف دعمت أبوظبي والرياض "صفقة القرن" التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولا يزال يسعى إلى تطبيقها، والتي تقوّض الحقوق الفلسطينية لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي.

وأخيرا، أكد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مشاركة كيانه في معرض "إكسبو" في دبي، مشيرا إلى علاقات تجمعه مع ست دول عربية على الأقل وتقدم التطبيع.

وكتب نتنياهو على حسابه في "تويتر": "إسرائيل ستشارك العام القادم في معرض إكسبو في دبي. نقيم علاقات مع ست دول عربية على الأقل".

وصرح نتنياهو: "التطبيع يتقدم خطوة بعد خطوة، وهذا سيؤدي في نهاية المطاف إلى علاقات سلمية".

وتحدث نتنياهو كثيرا في الأشهر الماضية عن زيادة التوجه نحو التطبيع مع دول عربية بذريعة مواجهة ما يسميه زورا "العدو المشترك"، في إشارة إلى إيران.

وكان نتنياهو قد صرح أيضا، أن مشاركة المنتخب الإسرائيلي لتصميم الروبوتات في أولمبياد دبي لم تكن صدفة، وأن هذه الزيارة تعكس ما يحدث "فوق سطح الماء"، وأن هناك تيارات تحدث تحت سطح الماء.

كذلك، سبق أن زار وزير خارجية كيان الاحتلال الاسرائيلي يسرائيل كاتس، يوم 30 يونيو 2019، أبو ظبي، وأجرى لقاء مع "مسؤول إماراتي كبير" لبحث "تطبيع استخباراتي وأمني"، وعرض مبادرة حول التعاون الاقتصادي.

وفي 6 أكتوبر، أعلن كيان الاحتلال أن وزير خارجيته قدم مبادرة واسعة لدول الخليج الفارسي لإبرام اتفاق ثنائي بينها وتل أبيب وإنهاء النزاع بين الطرفين للتركيز على ما أسماه "مواجهة إيران".

بداية لتأشيرات دائمة

صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية كشفت، في (6 نوفمبر 2019)، أن إمارة دبي ستسمح للإسرائيليين بحضور معرض إكسبو دبي 2020، موضحة أن المعرض قد يكون بداية لمنح التأشيرات للإسرائيليين بشكل دائم، بحسب محادثات تجري بين الجانبين منذ فترة، وفق مصدر في فريق إدارة المعرض. ولفتت إلى أن كلا الجانبين يرغب في أن يصبح المعرض أكبر معرض في العالم، وقد استثمرت الإمارات مبالغ هائلة من المال، واهتمت بالحدث، وتريد أن يكون الإسرائيليون محل ترحيب.

ونقلت عن مصدر أمريكي مرتبط بالسلطات الإماراتية قوله: إن أبوظبي "لا تسعى لاجتذاب السياح الإسرائيليين فحسب، بل ترغب أيضاً في استقطاب المبدعين والمبتكرين الإسرائيليين، ولهذا فإنه يتوقع أن تيسر السلطات الإماراتية عملية دخول من يحملون جوازات سفر إسرائيلية".

ويتوافق هذا مع ما قاله المسؤول بوزارة الخارجية الإسرائيلية، إلزار كوهين، الذي يتولى أيضاً مسؤولية الجناح الإسرائيلي في المعرض، لوكالة "بلومبيرغ"، الشهر الماضي، من أنه زار دبي عدة مرات طوال نحو عام للإشراف على ترتيبات المعرض.

وخلصت الصحيفة إلى أن معرض "إكسبو دبي" قد يكون بمنزلة "رحلة تجريبية يُسمح خلالها للسياح الإسرائيليين بدخول البلاد، وأنه في حال نجح الأمر فإن الإمارات قد تترك أبوابها مفتوحة للسياح الإسرائيليين بشكل دائم".

تلك الرغبة توافقت مع تصريحات مماثلة لمسؤول إماراتي يتولى منصباً سياحياً في إمارة رأس الخيمة، أعرب من خلالها عن رغبة أبوظبي في استيعاب جميع السياح الإسرائيليين.

ويراقب الفلسطينيون عن كثب هذه التحولات في العلاقات بين الإمارات وكيان الاحتلال، الذي وصل إلى حد وقاحة التطبيع العلني مع الاحتلال.

ويقول صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: إنه "لا يوجد أي فلسطيني يقبل أن تفتح دول عربية باب التطبيع على مصراعيه مع "إسرائيل" في ظل الظروف السياسية الراهنة، وبقاء الفلسطينيين تحت الاحتلال".

ويوضح عريقات أن الدول العربية يجب عليها أن تلتزم بقرار جامعة الدول العربية برفض التطبيع العلني وحتى السري مع الاحتلال، لكون ذلك يتناقض مع ما جرى التوافق عليه في القمم العربية الأخيرة التي حرمت التطبيع.

ويرى أن أي دولة عربية تتقرب ولو بخطوة واحدة نحو الاحتلال لإقامة علاقات رسمية، دون عملية سياسية واضحة وعودة الحقوق الفلسطينية كاملة، فهي بذلك تدعم الاحتلال في إرهابه وعدوانه وعنصريته وتهجيره وقتله للفلسطينيين.

وبحسب عريقات فإن التطبيع يعد مكافأة مجانية تقدم لـ"إسرائيل"، وخيانة لدماء الفلسطينيين وتضحياتهم التي تقدم يومياً في مواجهة المحتل والتصدي له، لافتاً إلى أن "إسرائيل" تستغل هذه الظروف لتمزيق القضية الفلسطينية بشكل أوسع وأخطر.

بدوره، يرى عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، أن التطبيع العربي مرفوض جملةً وتفصيلاً، وأي دول عربية تقوم بأي خطوة تجاه دولة الاحتلال توجه ضربة قاسية للفلسطينيين، وتعطي نفساً جديداً للمحتل.

ويقول زكي أن "المطلوب من العرب هو دعم الفلسطينيين، ومواجهة كل المخططات الإسرائيلية الخبيثة التي تحاك ضد القدس والأقصى والحقوق الفلسطينية بأكملها، وليس فتح أبواب خلفية للعلاقات العسكرية والسياسية والتجارية وحتى الفنية".

كذلك، عقّب مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الخارجية والدولية، نبيل شعث، على إعلان كيان الاحتلال مشاركته في معرض "إكسبو 2020"، وقال في تصريح صحفي: إنه "سيكون هناك تواصل رسمي مع الإمارات حول الأمر"، معتبرا أن تطبيع أي دولة عربية مع "إسرائيل" يشكل "خطأ فادحاً" في حق القضية الفلسطينية والموقف العربي والإسلامي، مضيفاً أن ذلك "مخالف لقرار وزراء الخارجية العرب بالقاهرة، ومخالف للموقف الفلسطيني".

وتابع شعث: "طلبنا من كل الدول العربية أن توقف أي تطبيع مع إسرائيل، والالتزام بمبادرة السلام العربية القاضية بعدم التطبيع إلا بعد انسحاب إسرائيل الكامل من كل المناطق التي احتلتها عام 1967"، مشيراً إلى أن "الحديث عن التطبيع من أجل دفع السلام غير صحيح؛ لأن مشروع إسرائيل، ومعها إدارة ترامب لا علاقة له بالسلام أو بحقوق الشعب الفلسطيني".

من جانبها، اعتبرت حركة "حماس" الإعلان عن مشاركة وفد إسرائيلي في معرض دبي الدولي "تطوراً خطيراً"، ودعا القيادي في الحركة، سامي أبو زهري، في تغريدة عبر تويتر، الإمارات إلى عدم التورط في ذلك؛ لأنه يشكل تشجيعاً للجرائم الإسرائيلية، وإهداراً لحقوق الأمة وانتهاكاً لقرارات قمة تونس.

وعن هذا التطور الكبير الحاصل بين "إسرائيل" والإمارات على وجه الخصوص، يرى المحلل السياسي عبد الستار قاسم، أن الإمارات تفوقت على جميع الدول العربية في لهاثها خلف "إسرائيل"، وإقامة العلاقات الرسمية والعلنية معها. وقال في تصريحات : "المسؤولون الإماراتيون عقدوا العزم على أن يكون هذا العام 2019 هو العام الأهم في تاريخ علاقاتهم مع إسرائيل، وفتح كل أشكال التطبيع معها، دون اكتراث للقرارات العربية أو حتى للقضية الفلسطينية التي تعيش أكثر الأوقات حساسية".

ويرى المراقبون أن الموقف الإماراتي لم يأتِ بهذه الجرأة إلا بعد حصوله على الضوء الأخضر السعودي بالتقرب من "إسرائيل"، وأن زيارات الإسرائيليين للدول العربية واستقبالهم في الاحتفالات والمناسبات الرياضية والثقافية وغيرها مقدمة لمرحلة أكثر خطورة، ستكون فيها دولة الاحتلال الصديق القوي للعرب.

وما تقوم به الإمارات والسعودية والبحرين وغيرها من الدول المطبعة هو إرضاء ترامب وكسب وده، حتى وإن كان ذلك على حساب الفلسطينيين وقضيتهم التي ينظرون إليها على أنها "عقبة كبيرة في وجه علاقاتهم مع إسرائيل"بحسب الخبراء.

يذكر أن ناشطين بمنظمات حقوقية دولية أطلقوا موقعاً إلكترونياً يبرز انتهاكات حقوق الإنسان في الإمارات بمناسبة استضافتها معرض "إكسبو الدولي 2020".

ووضع الموقع على رابط بموقع إكسبو الدولي، ويعرض معلومات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الإمارات، ودعمها لمنظمات إرهابية، وتورطها في انتهاك حقوق المرأة، والعبودية، وغسل الأموال، وانتهاكاتها حرب اليمن، وتجارتها بليبيا.

سجل بريدك الإلكتروني لتلقى أهم الأخبار
المزيد من الأخبار
أخبار مواقع حكومية