إنهيار أوبك .. حلم قديم طالما راود ترامب
لم تأت تصريحات وزير النفط الايراني بيجن نامدار زنكنه من فراغ وهو يحذر من احتمال انهيار منظمة البلدان المصدرة للنفط ( اوبك) بسبب الممارسات احادية الجانب لبعض اعضائها .
المعروف ان منظمة اوبك التي تاسست عام 1960 ، والتي كان لايران دورا مهما في تاسيسها ، كان الهدف منها حماية مصالح الدول الاعضاء ، وايجاد اليات للسيطرة على اسعار النفط ، لضمان وصول عائدات ثابتة لخطط التنمية الخاصة بالدول الاعضاء.
مرجعية منظمة اوبك ، كانت "مصالح الدول الاعضاء فيها " ، الا ان المنظمة وبسبب وجود دول تابعة الى حد الانبطاح لامريكا داخلها حولت مرجعيتها نحو "مصالح امريكا والكيان الاسرائيلي".
قرارات اوبك اضحت تتخذ من خارج نطاق المنظمة ، حتى ان حجم الانتاج واسعار النفط تتخذ على ضوء اوامر يصدرها الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، عبر تويتر او اتصال هاتفي ، فتمتثل السعودية والامارات على الفور ، دون ان تاخذا مصالح الدول الاعضاء في المنظمة بالاعتبار ، ولا حتى مصالح السعودية والامارات.
تبعية السعودية والامارات العمياء للاوامر الامريكية باتت اليوم تهدد حتى وجود منظمة اوبك برمتها ، فبعد الحظر الامريكي غير الشرعي وغير القانوني وغير الاخلاقي والاحادي الجانب ، الرامي الى منع الدول الاخرى من شراء النفط الايراني ، سارعت السعودية والامارات بالترحيب بالقرار الترامبي ، واعلنتا عن استعدادهما لتعويض النفط الايراني عبر زيادة انتاجهما.
ترامب لم يدع السعودية والامارات ان تجسدا دور من يخطط بمفرده دون اوامر ، حتى للحظات ، فأعلن على الفور انه اتصل بالسعودية والامارات وطلب منهما ان يزيدا انتاجهما لتعويض النفط الايراني ، بهدف خنق ايران وايصال صادراتها النفطية الى الصفر.
ذيلية السعودية والامارات لامريكا ، اضرت حتى بمصالح الدول المنتجة خارج المنظمة ، مثل روسيا ، التي اتفقت مع اوبك لتخفيض انتاجها الى نحو مليون و200 الف برميل يوميا من اجل الحفاظ على اسعار النفط ، فتلك الذيلية والتبعية البائسة ستضرب بالاتفاق بعرض الحائط .
الملفت ان السعودية والامارات اللتان تعتبران اعضاء في منظمة اوبك ، لا تعملان على الضد من مصالح دول المنظمة فحسب ، بل تشاركان وبشكل مخزي في جريمة كبرى ترتكبها الادارة الامريكية المتصهينة ضد الشعب الايراني ، الامر الذي لا يهدد بانهيار منظمة اوبك ، الحلم القديم الذي طالما راود ترامب ، بل باشعال صراع في المنطقة ياتي على الاخضر واليابس.
ماجد حاتمي / العالم