خطفت قلب ملك المغرب الراحل وعاشت كأنها أميرة.. قصة الممثلة الفرنسية إيتشيكا شورو
لم تكن رحلة الملك الراحل الحسن الثاني لمدينة كان الفرنسية سنة 1956، عندما كان ولياً للعهد، رحلة عادية، فقد كانت نيته الخضوع لعملية استئصال اللوزتين، لكنه تعرف على ممثلة فرنسية خطفت قلبه.
هي الممثلة إيتشيكا شورو، التي كانت في بداية مسارها الفني، وبدأ نجمها يسطع في سماء الفن في فرنسا، فشغلت الصحافة الفرنسية بأخبار حياتها الخاصة، بعد انتشار خبر علاقتها بولي عهد المغرب.
الحب الذي جمع الأمير حينها والممثلة الفرنسية جعل هذه الأخيرة تتخذ قرارات عديدة في حياتها، من بينها اعتزال التمثيل والاستقرار في المغرب.
الممثلة الشقراء التي خطفت قلب أمير المغرب
كانت بداية إيتشيكا شورو في عالم التمثيل سنة 1953، على يد المخرج الإيطالي مايكل أنجلو أنطونيوني، حيث قدمت أحد الأدوار الرئيسية في الفيلم السينمائي "Les Enfants de l'amour"، وحصلت من خلاله على جائزة جمعية المؤلفين الدراميين.
بسبب موهبتها وجمالها حصلت شورو على عدة أدوار سينمائية أخرى، واشتهرت بشكلٍ سريع بين أبناء جيلها من الممثلين، وأُطلق عليها لقب "الشقراء الحارقة" بين جمهورها، إلا أن حياتها تغيرت، بسبب الحب الذي جمعها بأمير المغرب حينها مولاي الحسن.
فبعد ثلاث سنوات من الشهرة، تعرفت شورو على الأمير المغربي عندما سافر إلى مدينة كان من أجل إجراء عملية جراحية هناك، وأصبحت علاقتهما وحياتهما الخاصة حديث الصحافة الفرنسية، وكان المصورون يترصدون لهما من أجل التقاط صورهما، لكن لم يتم يتمكن أي أحد منهم من التقاط ولا صورة واحدة تجمعهما.
بعد انتهاء فترة نقاهة ولي العهد وعودته الحتمية إلى المغرب، من أجل مساعدة والده الملك محمد خامس في إدارة شؤون البلاد، خلال فترة مقاومة الحماية الفرنسية، استمر في التواصل مع حبيبته الفرنسية، وإرسال هدايا متنوعة لها من مأكولات مغربية، ومجوهرات وألبسة محلية الصنع، كما كان يسافر بين الحين والآخر إلى فرنسا من أجل لقائها هناك.
الحب في مواجهة العرش
حاولت إيتشيكا الانتقال بموهبتها إلى هوليوود، لكنّ تجربتها باءت بالفشل، بعد مشاركتها في فيلم للمخرج الأمريكي ويليام ويلمان سنة 1957، فقررت بعد ذلك اعتزال التمثيل والانتقال للعيش في المغرب، لتكون قريبة من الرجل الذي خطف قلبها.
استقبل أمير المغرب شورو في عاصمة البلاد، حيث كانت تقيم في فيلا فاخرة في مدينة الرباط، ووفر لها كل سبل الراحة من حراس شخصيين وخدم وسائقين، وكان يشتري لها آخر صيحات فساتين السهرة من الماركة العالمية "ديور"، كما وفر لها خدمات دبلوماسية، وأصبحت تعامل كما لو أنها أميرة، إذ إن كل من كان في القصر الملكي يعلم بالعلاقة التي تجمعهما، وأصبحت الصحافة المغربية تتحدث بدورها عنهما.
لكنّ الملك محمد الخامس رفض زواج ابنه من شرو، لأن تقاليد الجلوس على عرش المملكة المغربية تفرض على الملك الزواج من امرأةٍ مسلمة، ما يعني أن ارتباطهما بشكل رسمي يساوي عدم قدرة الأمير الشاب على تقلُّد منصب الملك.
وبعد أن شاع خبر رفض ملك المغرب زواج ابنه من الممثلة المعتزلة، نشرت الصحف الفرنسية أخبار بعنوان رئيسي تتساءل فيه ما إذا كان الأمير مولاي الحسن سيتخلى عن العرش من أجل محبوبته.
اعتلاء العرش وانتهاء قصة الحب
كانت إيتشيكا شورو تسافر بشكل مستمر إلى فرنسا، خلال الفترات التي كان فيها الأمير المغربي مشغولاً بالمساعدة في إدارة شؤون البلاد، إلى جانب والده.
وفي سنة 1961، تلقت شورو خبر وفاة ملك المغرب محمد الخامس، واعتلاء الحسن الثاني العرش، عندما كانت في باريس، وعلمت بأن علاقتها مع الأمير قد انتهت بمجرد أن أصبح ملكاً للبلاد.
حاولت الممثلة المعتزلة التواصل مع الملك الجديد للمغرب، لكنها لم تتمكن من ذلك، وفسرت الأمر على أنه تجاهل منه، وأنه تخلى عنها من أجل العرش، فقررت عدم التواصل معه من جديد.
تزوج الملك الحسن الثاني من "لالة فاطمة"، بعد فترة قصيرة من اعتلائه العرش، فيما حاولت تشورو العودة إلى التمثيل من جديد سنة 1962، من خلال المشاركة في مجموعة أفلام بأدوار صغيرة، لكنها لم تنجح في ذلك.
اعتزلت شورو التمثيل من جديد في سنة 1966، وعادت لزيارة المغرب من جديد، والسفر في مدنه، وخلال هذه الفترة عاد التواصل بينها وبين ملك المغرب، فتحولت علاقتهما إلى صداقة، ثم دق الحب بابها من جديد، وتزوجت من الصحفي والكاتب الفرنسي فيليب بوفار، وأصبح بدوره صديقاً للحسن الثاني.
أصبحت شورو تزور المغرب بشكل مستمر رفقة زوجها الفرنسي، وكانت تحظى دائماً باستقبال ملكي خاص، إذ كانت أهم الأنشطة التي يقومون بها خلال هذه الزيارات هي ممارسة رياضة الغولف، وهي الرياضة المفضلة للملك الحسن الثاني.
واستمرت علاقة الصداقة بين الممثلة المعتزلة والعائلة الملكية، حتى بعد وفاة الملك الحسن الثاني سنة 1999.
وكان ملك المغرب الحالي محمد السادس، ينادي إيتشيكا شورو بالخالة، وكان يعتبرها فرداً من العائلة، إلى آخر يوم في عمرها، والذي كان شهر يناير/كانون الثاني 2022، عن عمر يناهز 92 سنة.