سفر الفلسطينيين من مطار رامون يشعل جدلاً واسعاً.. سجال حول الخطوة الإسرائيلية وأثرها على الأردن
أشعلت أول رحلة استقلها فلسطينيون من مطار رامون الإسرائيلي جدلاً واسعاً شارك فيه فلسطينيون وأردنيون حول خطورة الخطوة التي أقدمت عليها سلطات الاحتلال وتبعاتها المستقبلية، خصوصاً على اقتصاد عمّان، فيما اتسم الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية بالرفض.
إذ حثت السلطة الفلسطينية المواطنين على عدم الاستفادة من الامتيازات التي وعدت بها إسرائيل والتي ستتيح لهم السفر عبر مطار رامون في جنوب إسرائيل، قائلةً إنه ينبغي أن يكون للفلسطينيين مطار خاص بهم.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، إنه "إذا ما أراد الاحتلال التسهيل على الفلسطينيين فليفتح أمامنا مطار القدس (قلنديا)".
تم إغلاق المطار إثر انتفاضة الأقصى في عام 2000، بعد أن كان يعمل بشكل جزئي نحو بعض البلدان العربية، وكانت إسرائيل استولت عليه بعد حرب عام 1967 التي أدت إلى سيطرتها على منطقة الضفة الغربية.
من جانبها، قالت سلطة المطارات الإسرائيلية هذا الشهر، إنه سيتم السماح للفلسطينيين بالسفر من الضفة الغربية المحتلة على متن رحلات خاصة من مطار رامون قرب إيلات المطلة على البحر الأحمر.
بحسب محللين فقد جاءت هذه الخطوة بعد ضغوط من الولايات المتحدة لتخفيف بعض قيود السفر الصارمة التي تمنع الفلسطينيين من استخدام المطارات الإسرائيلية دون تصريح خاص، وضمن ذلك مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب.
من مطار غزة الدولي عام 1996 الذي يسمح بسفر الفلسطينيين من الضفة وغزة عن طريقه ، إلى مطار رامون الاسرائيلي عام 2022، كيف أنتهى بنا الطريق الى هنا ؟ من المنطقي أن نتقدم ، لا أن نرجع عشرات السنين إلى الوراء ..
— كريم جودة (@KrymJwdt) August 22, 2022
انتقاد أردني واسع
وواجهت خطط إسرائيل للسماح للفلسطينيين باستخدام مطار رامون في بعض الرحلات انتقادات شديدة بالأردن، البوابة الوحيدة لسفر أهالي الضفة الغربية نحو الخارج، إذ تصدر وسم مطار رامون وسائل التواصل الاجتماعي في المملكة.
حيث اعتبر البعض أن استخدام فلسطينيين من الضفة مطار رامون الإسرائيلي "خيانة عظمى وطعن في ظهر الأردن على الرغم من كل المواقف التي وقفها مع الشعب الفلسطيني في الدفاع عن قضيته العادلة".
فيما انتقد وزير الإعلام الأردني الأسبق، سميح المعايطة، انطلاق أول رحلة من مطار رامون الإسرائيلي في تغريدة نشرها عبر حسابه الخاص على تويتر، قائلاً إنها "خطوة إسرائيلية لخدمة مصالحها بالتوافق مع سلطة رام الله، التي قدمت خدمة لإسرائيل على حساب الأردن، الذي تريده في الأزمات".
امس وصلت اول رحلة من مطار رامون الاسرائيلي الى قبرص تحمل فلسطينيين من أبناء الضفة الغربية،وستتوالى الرحلات الى دول اخرى على حساب مطار الملكة علياء والمرور بالاردن.
— سميح المعايطه (@AlmaitahSamih) August 23, 2022
خطوة إسرائيليةلخدمة مصالحها بالتوافق مع سلطة رام الله التي قدمت خدمة لاسرائيل على حساب الاردن الذي تريده في الازمات
وأشار المعايطة إلى أن هذه الرحلات ستتوالى إلى وجهات أخرى على حساب مطار الملكة علياء والمرور بالأردن.
وطالب فريق من المغردين بـ"منع كل من استخدم مطار رامون من السفر مستقبلاً عبر مطار الملكة علياء، وبسحب وعدم تجديد جوازات السفر الأردنية المؤقتة لكل شخص ثبت استخدامه ذلك المطار".
منع كل من استخدم مطار رامون من السفر مستقبلا عبر مطار الملكة علياء كون الاردن لا يعترف بهذا المطار.
— الدرع الأردني 🇯🇴 (@JordanianShield) August 22, 2022
سحب و عدم تجديد جوازات السفر الاردنيه المؤقته من كل شخص ثبت استخدامه لمطار رامون . #الأردن
من جانبه، طالب الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن، وهو تجمع حزبي أردني، الحكومة بوقف كل أشكال العلاقات مع إسرائيل وطرد السفير من عمّان واستدعاء السفير الأردني من إسرائيل، رداً على فتح مطار "رامون" أمام المسافرين الفلسطينيين.
استخدام #مطار_رامون الاسرائيلي من فلسطينيي الضفة و #غزة خيانة عظمى وطعن في ظهر #الاردن على كل المواقف التي وقفها مع الشعب الفلسطينى في الدفاع عن قضيته العادلة، وين موقف السلطة وحماس والفصائل واهل المخيمات؟؟ لا تفقدوا تعاطف الجميع#التطبيع_الفلسطيني_خيانهhttps://t.co/wvCPmC6ByO
— Israeli Affairs Expert ايمن الحنيطي (@AymanHunaiti) August 23, 2022
سجال فلسطيني ومطالب بتسهيلات
في الطرف الفلسطيني أيضاً، طال السجال حول الخطوة الإسرائيلية وآلية التفاعل معها، إذ انتقد عديد من النشطاء الفلسطينيين هذه الخطوة، قائلين إنها لن تؤدي بأي حال من الأحوال إلى تخفيف قيود السفر الإسرائيلية الصارمة، وستدفع بمزيد من التبعية للاحتلال.
إسرائيل تحاول مقاومة نظرية زوالها خلال ٨٠ عام من تأسيسها وباتت هذه النظرية تشكل هاجس لخلايا الأمن الاسرائيلي
— Sara Obeidat 🇯🇴 (@SarasTalk1) August 22, 2022
إحدى طرق مقاومتها لهذه هي محاولة جعل الشعب الفلسطيني يطبع في معاملاته مع دولة اسرائيل حتى في التنقل.
على الأخوة الانتباه #مطار_رامون #التطبيع_الفلسطيني_خيانة pic.twitter.com/01Yw5us3m3
في المقابل، رأى مغردون أن المعاناة التي يعيشها المسافرون عبر المعابر بين إسرائيل والأردن تدفع كثيرين إلى التفكير في خيار المطار كبديل أفضل، داعين الحكومة الأردنية إلى إلغاء الرسوم وتسهيل إجراءات عبور الفلسطينيين عند المعابر، مشيرين إلى أن ذلك لن يدفع الفلسطينيين للحاجة للسفر عبر مطار إسرائيلي.
بدون زعل ولكن عن تجربة شخصية البهدلة وعدم الاحترام للفلسطينين من جهة و انعدام المهنية في العمل لا ضباط ولا افراد وسوء الادارة اللي على جسر الملك حسين بتخليك تفكر تروح #مطار_رامون .
— AKRAM AWARTANI (@adamz_zzz) August 23, 2022
#التطبيع_الفلسطيني_خيانه
حالياً، يضطر الفلسطينيون الذين يريدون السفر للخارج إلى المرور بثلاث محطات، فلسطينية وإسرائيلية وأردنية، قبل الوصول إلى العاصمة الأردنية عمّان لاستخدام مطار الملكة علياء.
كما يواجه الفلسطينيون من الضفة الغربية قيود سفر صارمة تفرضها إسرائيل، بينما لا تملك السلطة الفلسطينية أي مطار خاص.
افضل رد ليس الانتقام ممكن الاردن ترد بطريقة احسن ترفع الرسوم على العبور وتخفف من الاجرائات ووتوفير سبل الراحة للمسافر الفلسطيني المغلوب على امره بهيك راح تحارب المطار بدون عقوبات وقصص شوية تفكير ي عرب رجاءً #مطار_رامون
— مؤمن وادي 🇵🇸 (@mn_wadi) August 23, 2022
بدوره، أشار وزير النقل والمواصلات في السلطة، عاصم سالم، إلى أن الحكومة الفلسطينية تبحث فرض إجراءات وعقوبات على من يستخدمون المطار من الفلسطينيين، مؤكداً عدم وجود أي تواصل بين الحكومة الفلسطينية والاحتلال بشأن مطار رامون.