هزة أرضية أو زلزال..ما هو الفرق وما هي أسباب حدوث هذه الظواهر الطبيعية؟

الهزة الأرضية هي اهتزاز الأرض بسبب حركة الصفائح التكتونية بصورة ليست قوية أو ما يعرف ب"الحركة التذبذبيّة " وتكون بقوة أقلّ من ( 4.9 ) درجة على مقياس ريخيتر ويتمّ الشعور بهذا النوع من الهزات عند حدوثها، ولكنّها لا تسبّب أي أضرار تذكر.
أمّا الزلزال فهو ظاهرة طبيعية تنتج عن حركة الصفائح التكتونية داخل الأرض بسبب مؤثرات جيولوجية.
كلمة زلزال توحي بشدة الاهتزاز والزلزلة القوية لدرجة أن الأرض تخرج أثقالها من شدة هذه الزلزلة.
ويكون الزلزال بقوة ( 5.0 ) درجات وأكثر على مقياس ريختير.(Richter scale)
يسبّب هذا النوع من الزلازل أضرارًا متفاوتة في المباني والمنشآت الأخرى والأماكن المأهولة بالسكّان حسب درجة قوّته.
أسباب حدوث الزلازل وأنواعها
الزلزال هو اهتزاز مفاجئ للأرض ناتج عن مرور الموجات الزلزالية عبر صخور الأرض، وتنتج هذه الموجات الزلزالية عندما يتمّ إطلاق شكل من أشكال الطاقة المخزنة في قشرة الأرض فجأة.
تحدث الزلازل غالبًا على طول الصدوع - مناطق ضيقة تتحرك فيها كتل الصخور بالنسبة لبعضها البعض - وتقع خطوط الصدع الرئيسة في العالم على أطراف الصفائح التكتونية الضخمة التي تُشكل قشرة الأرض.
يختلف سبب حدوث الزلزال تبعاً لنوعه:
الزلازل التكتونية
تُمثّل الزلازل التكتونية معظم الزلازل في العالم، إذ تتكوّن الأرض من ثلاث طبقات، وهي: القشرة، والستار، واللّب، وتتكوّن القشرة من أجزاء صخريّة تُسمى الصفائح التكتونيّة، فعندما يحدث احتكاك لهذه الصفائح عند الحواف، هذا يمنعها من الحركة. لكن تستمرّ الصفائح الأخرى بالحركة؛ مما يولّد مزيدًا من الضغط على الصخور، وعندما يتغلب الضغط على الاحتكاك بين الصفائح، تتحرك الصخور فجأة وتتحرر طاقة على شكل موجات زلزاليّة تنتشر في جميع الاتجاهات، وعندما تتصادم الصفائح التكتونية مع بعضها البعض تغوص إحداها تحت الأخرى، فتتولّد طاقة هائلة، تؤدي إلى حدوث اهتزازات وتشوّه في القشرة الأرضية.
الزلازل البركانيّة
تحدث الزلازل البركانية تبعًا للنشاط البركاني في المنطقة، وتُعدّ الزلازل البركانية من الزلازل غير القويّة، أي ليست بقوة الزلازل التكتونيّة، وعادةً ما تحدث قريبًا من سطح الأرض، إذ يمكن الشعور بها بالقرب من بؤرة الزلزال.
في المنطقة المجاورة للبركان، تتحرك الصهارة البركانية أو ما تسمّى بالماغما تحت البركان بفعل الحرارة، ممّا يُحدث حركة أو انزلاقًا بشكل مفاجئ للكتل الصخرية، وهذا يؤدي إلى تغيّر الضغط على الصخور المحيطة؛ مما يترت~ب عليه إطلاق الطاقة المخزنة فيها، وفي النهاية يحدث الزلزال.
عادةً تكون الفتحات البركانيّة على بعد مئات الكيلومترات من بؤر الزلازل، لذلك لا توجد علاقة مباشرة بين كل من النشاطين البركاني والزلزالي، ولكن كلاهما ناتج عن نفس السبب وهي العمليّات التكتونيّة.
الزلازل المُستحثّة
تحدث الزلازل المُستحثّة بسبب بعض الأنشطة البشريّة، بما في ذلك حفر المناجم أثناء عمليات التعدين وإنشاء الأنفاق أو حقن السوائل في الآبار العميقة، أو الانفجارات النوويّة التي تحدث في باطن الأرض.
الهزات الارتدادية وكيفية حدوثها
الهزات الارتدادية هي سلسلة من الزلازل الصغيرة التي تحدث بعد حدوث الزلزال الكبير على حدود الصدوع، ويُمكن أن تستمرّ الهزات الارتدادية على مدار أسابيع، أو شهور، أو سنوات أحيانا، وتصبح أقل تواترًا وتتناقص مع مرور الوقت.
من الجدير بالذكر أنّ الزلازل الارتدادية تكون مصاحبة للزلازل الضحلة أكثر من الزلازل العميقة، أي التي يزيد عمقها على 30 كم.
بحسب الدكتور محمد داود، رئيس قسم الزلازل في "المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية" في جامعة دمشق، إن "الزلازل اللاحقة أو كما تُسمى الارتدادية، هي زلازل تأتي بعد الزلازل التي يتجاوز قدرها 6 درجات".
ويضيف الاختصاصي في علم الزلازل في تصريح لوكالات "تتصف هذه الزلازل اللاحقة دائما بأنها أقل قيمة من الزلزال الرئيس، إلا أنها تثير انتباه الباحثين بشكل متزايد كلما كان الزلزال الرئيس ذا قدرة تدميرية أكبر وأقل عمقا، لأنها تعتبر المؤشر الأهم على تراجع قيمة الطاقة المختزنة في البنية الجيولوجية المولّدة للزلزال الرئيس، وبالتالي تعطي نوعا من الاطمئنان بأنّ الحدث الأسوأ قد مر بسلام وانتهى".
في الختام، يبقى السؤال الأهمّ متى ستنتهي الهزات الارتدادية بالأخص بعد حدوث الزلزال المدمر في سوريا وتركيا؟
بحسب الدكتور محمد داود لا تتوقف الزلازل الارتدادية حتى يعود مستوى النشاط الزلزالي في المنطقة المدروسة إلى مستواه الاعتيادي لما قبل حدوث الزلزال الرئيس، ويتم تأكيد ذلك من خلال مراكز الرصد الزلزالي، كما تستخدم قياسات الأقمار الصناعية لتغيرات سرعة الحركة الدائمة للقشرة الأرضية والتأكد من عودتها لما كانت عليه قبل الكارثة.
وتشير مراكز رصد إلى أن بعض الزلازل تخلف هزات قد تستمر لعدة أسابيع، أو شهور لا يمكن تحديدها على وجه الدقة.