ما سر فشل مفاوضات الوفود الكردية مع بغداد؟
على مدار سنوات ومنذ عهد رئيس الوزراء الأسبق، عادل عبد المهدي، اعتادت الوفود الكردية التي تتوافد إلى العاصمة بغداد أن يترأسها مسؤول أو وزير في حكومة إقليم كردستان، لكنه على الإقليم ليس من الحزب الحاكم، وهو الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.
ومنذ حكومة عبد المهدي زارت مجموعة من الوفد الكردية العاصمة بغداد، كانت أغلبها برئاسة نائب رئيس حكومة إقليم كردستان قوباد طالباني.
ولكن بعد تعليق الفريق الحكومي للاتحاد الوطني لحضوره في جلسات مجلس وزراء إقليم كردستان تغيرت الوجهة هذه المرة، فأصبحت أغلب الوفود التي تذهب إلى بغداد هي برئاسة وزير المالية في كردستان، آوات شيخ جناب، الذي ينتمي لحركة التغيير.
لماذا يترأس بارزاني الوفد الكردي؟
ولعل السؤال الذي يبرز للواجهة، لماذا لا يذهب رئيس حكومة كردستان مسرور بارزاني بنفسه، ولماذا لا يرسل وزير الثروات الطبيعية الذي ينتمي لحزبه، خاصة وأن أغلب المواضيع الخلافية تتعلق بالنفط والثروات الطبيعية والغاز.
وبهذا الصدد يؤكد القيادي في الاتحاد الوطني، فائق يزيدي أن، الحوارات التي تجري بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان يتحمل فشلها الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني.
وبين في حديثه لـ(بغداد اليوم)، إن "بارزاني يتعامل مع الدولة العراقية من منظار شخصي ومصلحي بحت ويغلب مصالحه الحزبية على حساب مصالح شعب إقليم كردستان، وجميعنا نتذكر كيف ذهب لحماقة الاستفتاء الذي سبب الويلات للكرد، ومازلنا ندفع النتائج الكارثية لتلك الحماقة".
وأضاف "حاليا في ظل مقاطعة الاتحاد الوطني لجلسات حكومة إقليم كردستان، فأن الوفود التي تذهب لبغداد هي وفود حزبية".
وأوضح يزيدي أن "الوفود التي تذهب إلى بغداد أغلبهم هم من مدراء المكاتب لدى مسعود بارزاني ونجله مسرور، ويحاولون التنصل عن مسؤوليتهم تجاه فشل تلك الوفود بالتوصل لاتفاقات".
الديمقراطي ليس له نية لحل المشاكل
وأشار إلى أن "الحزب الديمقراطي لاتوجد لديه نية لحل المشكلات لذلك لايقوم بإرسال قادته لرئاسة الوفود التفاوضية إلى بغداد، لآن حل المشكلات يقطع الطريق عليهم والفساد الذي يمارسونه".
وتابع، أن "الاتحاد الوطني مشارك بالحكومة ولكن لايمتلك قرارات ولايتحمل فشل تلك المفاوضات".
لكن العضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني صالح عمر يرى بأن، إرسال الوفود الكرد وترأسها من قبل شخصيات لاتنتمي للحزب الديمقراطي، هو دليل قطعي على عدم التفرد بالسلطة كما يتهمونه.
حقيقةُ تفرد حزب بارزاني
ويضيف في حديثه لـ(بغداد اليوم)، أن "الحزب الديمقراطي لا يتفرد بالسلطة ويتعامل بالشراكة الحقيقية، ودائما ما نصدر شخصيات من خارج الديمقراطي وحتى من المستقلين لشغل المناصب ورئاسة الوفود المهمة سواءً في بغداد أو داخل الإقليم".
وأشار إلى، أن "فشل المفاوضات تتحملها الجهات السياسية في بغداد التي تتعامل مع الملف الكردي بمتاجرة، وتريد زيادة الخلافات لمصالحها الضيقة، ولاتبحث عن الحلول، وتضغط على الحكومات المتعاقبة بهذا الاتجاه".
محللون ومراقبون للوضع السياسي في إقليم كردستان اتهموا أحزاب السلطة الحاكمة بمسؤوليتها عن فشل المفاوضات مع بغداد، كونها لاتريد إنهاء الخلافات للإبقاء على مصالحها الخاصة.
وبهذا الصدد يؤكد المحلل السياسي حكيم عبد الكريم أن، الحزبين الحاكمين لايريد حلا جذرياً للخلافات مع الحكومة الاتحادية.
ولفت في حديثه لـ(بغداد اليوم)، أنه "في ملف النفط فأن الأحزاب الحاكمة تريد حصرا هذا الملف تحت سلطتها لاستمرار فسادها، وكذلك هو الحال بالنسبة لملف الموازنة والقضايا المالية".