غايات "معروفة" وتصرفات "انفعالية".. اردوغان يدخل على خط أزمة كركوك

لاحقت أزمة محافظة كركوك، والفتنة التي أراد طرفاً سياسياً معروفاً اشعالها، ردود أفعال عديدة، سواء كانت داخلية أو خارجية، وبين محاولات حل النزاع وصب "النار" عليها، ظهرت مواقف "غير مرحب" بها اطلاقاً.
الدول المجاورة للعراق لاسيما الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعندما سُلت عن موقفها من احداث كركوك وبكل صراحة أجابت بموقف واضح "لا دخل لنا، هذا شأن داخلي للعراق"، وهذا حال أغلبية المواقف، التي رحبت بالمساعدة واكتفت بدعوات لحل النزاع بدون انجراره الى منزلق "خطر".
الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، سار عكس المسار، وابدى موقفاً انتقد عليه كثيراً من الأطراف العراقية سواء كانت شعبية أو سياسية، فهو لم يحترم خصوصية بلاد الرافدين وتدخل بالأمر لا شأن لتركيا او غيرها به.
وفي وقت سابق، ابدى التركي، رجب طيب اردوغان، موقفاً حول أحداث كركوك، فيما أكد أن أنقرة لن تسمح بزعزعة السلام في كركوك، والتركمان موطنهم هناك وهي منطقة تعيش فيها ثقافات مختلفة.
القيادي بائتلاف دولة القانون، حيدر اللامي، وصف، موقف الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، حول احداث كركوك بـ"الانفعالي"، فيما أكد انه تطاول على الحكومة العراقية.
ويقول اللامي، في حديث لوكالة / المعلومة /، إن " موقف الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، حول قضية كركوك وما يدور حولها من خلاف بمثابة تطاولاً على الحكومة العراقية، لكنه لا يعتبر تجاوزاً على سيادة البلد".
ويضيف، أن "الشأن السيادي يكون عندما تدخل القوات التركية الى الأراضي العراقية وتغتال الأبرياء وتقطع الأشجار وتهربها الى أنقرة، وعندما تبني المعسكرات وتحتل عدة مناطق في إقليم كردستان".
ويوضح القيادي بائتلاف المالكي، أن "كلمات الرئيس التركي حول كركوك انفعالية وارتجالية من شخصية تعودنا على ألا يكون منضبطاً في الكثير من الأمور".
بدوره، رأى مركز القمة للدراسات الاستراتيجية، اليوم الأربعاء، أن احداث محافظة كركوك بمثابة "فرصة كبيرة" لتركيا لتدخل بشأن العراق الداخلي، فيما أكد أن اردوغان يحاول جعل تركيا "دولة عظمى".
ويذكر مدير المركز، حيدر الموسوي، في حديث لوكالة / المعلومة /، إن "تركيا تحاول أن تتدخل بين الحين والأخر بشأن العراق الداخلي وسوريا وحتى شمال افريقيا والكثير من البلدان الأخرى".
ويلفت الى، ان "اردوغان يحاول أن يجعل من تركيا دولة عظمى في هذه المنطقة، وتتحكم بالكثير من القرارات ويتدخل بالشؤون السياسية للكثير من دول المنطقة".
ويتابع مدير مركز القمة، أن "احداث محافظة كركوك بمثابة فرصة كبيرة للحكومة التركية من أجل التدخل بالشأن العراقي ودعم مكون على حساب الأخر في البلد".
ويبين الموسوي، أن "التدخل التركي السافر من قبل اردوغان حصل نتيجة عدم توحد الرؤى الوطنية لجميع المكونات، الا أن ضعف القرارات وعدم وجود تنسيق كامل أو عمل بروح الوطنية ساهم بهذا التدخل".
تدخل الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، وعلى ما يبدو، يهدف لجذب مكون، ووضع موطئ قدم، في محافظة كركوك، والتي دائما ما كانت انظار أنقرة تصب نحوها لأهميتها وموقعها الاستراتيجي، الا أن غياب الموقف الحكومي عبر وزارة الخارجية، يتيح المجال امام "كل من هب ودب" على التدخل بشؤون العراق الداخلية.انتهى/25ر