ناسا تكشف عن أسرار البحيرة المخفية
أصدرت وكالة ناسا صورة ثلاثية الألوان عبر الأقمار الصناعية لنهر مالاسبينا الجليدي في ألاسكا، ما يجعل هذه الكتلة الجليدية الضخمة تبدو وكأنها نقطة طلاء متموجة ملتهبة.
وتسلط الصورة الجديدة الضوء على الاكتشافات الأخيرة في النهر الجليدي، بما في ذلك "البحيرة المخفية".
وتبلغ مساحة نهر مالاسبينا الجليدي نحو 4350 كيلومترا مربعا (1680 ميلا مربعا)، وهو أكبر نهر جليدي في أمريكا الشمالية.
وتغطي مساحته مساحة أكبر من ولاية رود آيلاند.
ويُعرف نهر مالاسبينا الجليدي أيضا باسم Sít 'Tlein، وهو ما يعني "النهر الجليدي الكبير" بلغة التلينغيت التي يتحدث بها السكان الأصليون في المنطقة.
وتم التقاط الصورة في 27 أكتوبر بواسطة أداة Operational Land Imager-2، أو OLI-2 على متن القمر الصناعي "لاندسات 9"، المملوك من قبل وكالة ناسا وهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وأصدرها مرصد الأرض التابع لناسا في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
والصورة عبارة عن مشهد بألوان زائفة تم إنشاؤها باستخدام الأشعة تحت الحمراء. والألوان الصفراء والبرتقالية تمثل الجليد، بينما يمثل اللون الأحمر الماء. ويظهر اللونان الأزرق والأخضر مكان وجود الأرض والغطاء النباتي، على التوالي.
والتموجات أو الطيات الموجودة في الجليد هي عبارة عن ركام (مجموعات من التربة والصخور وغيرها من الحطام التي يتم كشطها بينما يتقدم النهر الجليدي ببطء إلى الأمام).
ويظهر في الصورة أيضا نهر سيوارد الجليدي الذي يغذي نهر مالاسبينا الجليدي من جبال القديس إلياس، ونهر أغاسيز الجليدي، الذي تغذيه نفس سلسلة الجبال.
وفي فبراير، كشفت دراسة نشرت في مجلة Journal of Geophysical Research: Earth Surface، أن حجم الجليد في نهر مالاسبينا قد تم المبالغة في تقديره في السابق بنحو 30%، وأظهرت الدراسات أنه إذا ذابت الكتلة الجليدية بأكملها، فقد يؤدي ذلك إلى رفع متوسط مستوى سطح البحر العالمي بمقدار 1.4 ملم.
وكشفت الدراسة أيضا أن بقعة المياه ذات اللون الأحمر الداكن، الواقعة بين الجليد وقطعة أرض ممتدة في نهاية النهر الجليدي، هي عبارة عن بحيرة مياه مالحة كانت مختبئة عن أنظار الجميع.
وتعد البحيرة أكثر دفئا مما توقعه العلماء سابقا بسبب محتواها العالي من الملح، ما قد يؤدي إلى تسريع معدل ذوبان الجليد.
ووجد الفريق أيضا أن هناك قنوات مياه تحت الجليدية تمر عبر الصخر الموجود أسفل النهر الجليدي، وتمتد هذه القنوات لمسافة تصل إلى 35 كم (22 ميلا) تحت الجليد ويمكن أن تزيد من سرعة تراجع النهر الجليدي.