قاآني يضيع إيقاع الفصائل.. تقرير يحضُّ واشنطن على توجيه الضربة القاضية
كشف تقرير بريطاني، يوم الجمعة، عن عجز القائد الحالي لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني، في ضبط وتوجيه الفصائل الموالية لطهران في المنطقة، خلافًا لسلفه قاسم سليماني، مشيراً إلى أنه أطلق العنان لقوى وفصائل فقد السيطرة عليها.
وذكرت صحيفة "تلغراف" البريطانية، أن الأحداث في الشرق الأوسط على وشك الخروج عن نطاق السيطرة، ومع استهداف حركة حماس في غزة، وفصيل حزب الله في جنوب لبنان، وجماعة الحوثيين في اليمن، لإسرائيل والغرب، فإن اليد الإيرانية تلوح في الأفق بقوة، وتساءلت: هل باتت طهران عاجزة عن وقف التصعيد الذي بدأته بنفسها؟
ومرة أخرى، عاودت جماعة الحوثي استهداف السفن البريطانية والأمريكية، بعد الجولة الثالثة من الضربات الانتقامية ضد البنية التحتية العسكرية للميليشيات الإرهابية في عمق الصحارى الواقعة شمال اليمن، في حين شهدت أماكن أخرى في العراق وسوريا تنفيذ ضربات أمريكية ضد الميليشيات المدعومة من إيران ردًّا على الهجوم المميت بطائرة مسيّرة على قاعدة أمريكية في الحدود الأردنية السورية.
حروب بالوكالة
وبالنظر إلى أن إيران تفتقر إلى القوة اللازمة للانخراط في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، فإنها تستغل الجماعات والتنظيمات الموالية لها لدفع أجندتها في المنطقة من خلال خوض تلك التنظيمات حروبًا بالوكالة ضد المصالح الغربية في المنطقة.
وتزعم الصحيفة البريطانية أن الأفراد والمستشارين العسكريين الإيرانيين يقدمون الدعم والتوجيه لميليشيات الحوثيين، ويساعدونها في تحديد إحداثيات هجمات الصواريخ الباليستية على السفن في البحر الأحمر.
بالإضافة إلى ذلك، ساهم الوجود الإيراني والبنية التحتية الإيرانية داخل معسكرات الفصائل العراقية والسورية في تنفيذ العديد من الهجمات ضد القوات الأمريكية، في حين تتيح شبكة العملاء هذه لإيران مواصلة إنكارها التورط في الأنشطة التي تقوم بها الميليشيات الموالية لها.
وتابعت الصحيفة: كان هدف أمريكا من اغتيال قائد فيلق القدس الأسبق الجنرال قاسم سليماني، هو قطع العلاقات بين طهران ووكلائها في المنطقة مثل جماعة الحوثيين في اليمن، والفصائل الشيعية في العراق وسوريا، وبالتالي الحد من مقدرة تلك الفصائل على زعزعة استقرار المنطقة.
نتائج عكسية
ولكن برزت تكهنات، الآن، في الأوساط الدفاعية بأن هذه الإستراتيجية ربما جاءت بنتائج عكسية، وتمخّضت عنها عواقب غير مقصودة، إذ يكمن الخطر في شخصية الرئيس الجديد لفيلق القدس "إسماعيل قاآني" التي تختلف عن شخصية سلفه، ويبدو أن "قاآني" أطلق العنان لقوى وفصائل فقد السيطرة عليها، ولم يعد قادرًا على توجيهها أو ضبطها، بحسب الصحيفة.
وفي ظل هذا الوضع، تبرز الحاجة إلى ردٍ قوي وحاسم من الغرب لردع إيران ووكلائها عن شنّ المزيد من الهجمات، إذ يتعيّن قصف أهداف مهمة وليس معسكرات فارغة، وذلك لإجبار إيران على التخلي عن دعمها للتنظيمات الإرهابية، قبل أن تقود المنطقة إلى تصعيد أوسع، وفقًا للصحيفة.
وختمت الصحيفة تقريرها: "خلاصة القول، كان الهدف من اغتيال سليماني هو تعطيل شبكة وكلاء إيران في المنطقة، لكن هذه الخطوة ربما أطلقت، عن غير قصد، العنان لقوى لا يمكن السيطرة عليها تحت قيادة (قاآني)، وهو ما يستدعي ردَّ فعل قويًّا وإستراتيجيًا من الغرب لردع المزيد من العدوان، وإجبار إيران على التخلي عن دعمها للإرهاب في المنطقة".