أمريكيون في نادي الحشد الشعبي لكرة السلة: "لا عداوة في الرياضة"
تناولت وكالة "اسوشييتد برس" الأمريكية المفارقة الرياضية-السياسية الطابع المرتبطة بأن نادي الحشد الشعبي لكرة السلة، والمرتبط بقوى تصنفها واشنطن كـ"ارهابية"، يعتمد في انتصاراته الرياضية على لاعبي كرة سلة من بلاد "العم سام".
وأشار التقرير الأمريكي، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن "العداء" تجاه الولايات المتحدة له حدوده، حيث ان هذا الفريق الرياضي يعتمد على أمريكي يتمتع برصيد تسجيل عال من الأهداف، للمساعدة في قيادة الفريق إلى الفوز بالبطولة.
ولفت الى اللاعب الامريكي اوشينا ايروجبو (27 سنة) وهو مثل العديد من لاعبي كرة السلة السابقين في الجامعات الأمريكية، ممن يعانون من المنافسة الحادة من أجل انتزاع مكان لهم في دوري المحترفين الامريكي لكرة السلة. وتابع قائلا ان ايروجبو، حمل مواهبه الرياضية الى الخارج، وحقق انتصارات مع اندية في نيجيريا وقطر، والان حط هذا اللاعب في بغداد بعد توقيعه في الشهر الماضي مع نادي الحشد الشعبي، ليشارك في الدوري العراقي الممتاز لكرة السلة.
وذكر التقرير أنه من منظور منظور كرة السلة، فإن توقيع ايروجبو مع النادي العراقي يبدو أمرا بديهيا، فهو سبق له أن تربع في الدوري القطري بالمقدمة بمتوسط تسجيل نقاط يبلغ 27 نقطة في المباراة الواحدة، إلا أن المسألة من الناحية السياسية أكثر تعقيدا بعض الشيء.
واستعاد العلاقات المتوترة التي جمعت الولايات المتحدة بالعراق منذ الغزو عام 2003، وسنوات الاحتلال التي تلت ذلك، ثم الهجمات التي شنتها جماعات مدعومة من ايران والتي صارت تمثل الحشد الشعبي،القوات الأمريكية أنحاء المنطقة.
وبالنسبة الى اللاعب ايروجبو، فيقول التقرير الامريكي انه يحافظ على تركيزه على كرة السلة ويتجنب الخوض في السياسة، حتى أنه لم من قبل عن الحشد الشعبي قبل ان يقدم له الفريق عرضا ليلعب لصالحه.
ولفت التقرير إلى أن ايروجبو، يعتبر واحدا من ثلاثة امريكيين في هذا الفريق الرياضي، وهو يقول ان هذه المهمة مثل اي مهمة اخرى، برغم والمخاطر الامنية والتوترات السياسية في العراق، البلد المضيف له.
ونقل عن ايروجبو قوله خلال استراحة، قوله "أنا رجل شديد البساطة. اذهب للتدريب، وإذا لم أتدرب، فأكون في غرفتي، وأتسكع مع زملائي في الفريق، وألعب ألعاب الفيديو، واقرأ الكتب".
وبحسب ايروجبو، الذي سبق له ان لعلب لصالح جامعة ستوني بروك في نيويورك، فإن اللاعبين الأميركيين يتواصلون مع زملائهم العراقيين باستخدام اللغة الانجليزية الاساسية، الا انهم في الملعب يعتمدون في غالب الأحيان، على حركات اليد و"لغة كرة السلة".
واشار التقرير الى أن كافة الفرق العراقية مملوكة للدولة وترعاها أجنحة مختلفة في الحكومة، مثل وزارتي النفط والداخلية، وتتلقى تمويلا جزئيا من وزارة الشباب والرياضة، كما أن المباريات يتم عرضها على قناة تلفزيونية حكومية مخصصة للرياضة.
وذكر بأن نادي الحشد الشعبي يمتلكه الحشد الذي يضم فصائل من القوى الشيعية المدعومة من إيران والتي انضمت الى محاربة تنظيم داعش في العام 2014، والذين صنفتهم الحكومة العراقية بعدها بعامين، كهيئة "مستقلة" في قواتها المسلحة.
وتابع قائلا ان ميليشيات الحشد كانت في ذلك الوقت حليفا ملائما لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في الحرب ضد داعش، إلا أن بعض هذه الفصائل علاقتها عدائية الان مع الولايات المتحدة، حيث شن بعضها هجمات بالطائرات المسيرة ضد القواعد الامريكية في العراق وسوريا كرد على الدعم الامريكي لاسرائيل في حربها في غزة. ولفت إلى أن هذه الهجمات توقفت منذ فبراير/ شباط، بعد مقتل 3 جنود أمريكيين، والضربات الجوية الانتقامية التي شنتها واشنطن في العراق.
ونقل التقرير عن مدرب نادي الحشد عقيل نجم قوله إن هذه التوترات ليس لها أي تأثير على الفريق أو لاعبيه، مضيفا ان "النادي منظمة مدنية ونحن نتعامل مع اشخاص مدنيين، لذا لا علاقة له بالسياسة".
كما نقل التقرير عن رئيس النادي جمال فاضل، وهو لاعب سابق في منتخب العراق، قوله إن لديه آمال كبيرة بأن يحقق فريقه انتصارات، قائلا ان اللاعبين الأميركيين سيساعدون في ارتقاء الفريق إلى الصدارة الوطنية والاقليمية.
وبحسب فضل، فإن "جميع الفرق العراقية تعتمد على اللاعبين الدوليين"، الذين يساهمون بما يصل الى ثلاثة ارباع نقاط الفريق في اي مباراة. وتابع فاضل انه "لدينا اي مشكلة ان كان هذا اللاعب اميركيا او اردنيا او سوريا".
وذكر التقرير الأمريكي أنه على غرار كل فرق كرة القدم في أنحاء العالم التي تقوم بضم مواهب ارجنتينية او برازيلية، فإن فرق كرة السلة الدولية في المقابل تعتمد منذ فترة طويلة على ضم اللاعبين الأمريكيين، بما في ذلك في دول الشرق الاوسط.
ونقل عن الأستاذ في جامعة جورجتاون في قطر داييل ريش الذي يدرس التداخل بين الرياضة والسياسة في الشرق الأوسط، قوله إن رياضة كرة السلة وصلت إلى المنطقة في اواخر القرن ال19 وأوائل القرن ال20 من خلال المبشرين الأمريكيين، مشيرا الى ان كرة السلة لم تكن الرياضة الوحيدة التي جلبها المبشرون الأمريكيون، الا انه لاقى شهرة جماهيرية كبيرة في المنطقة، وأصبحت تتمتع بشعبية كبيرة أسوة بكرة القدم في بعض المناطق.
وبحسب التقرير، فان اللاعبين الأمريكيين الذين يلعبون في العراق، يحققون مدخولا ماليا اكبر من زملائهم العراقيين المولودين في البلد، إلا أنهم لا يتمتعون بنفس الرفاهية التي يتمتع بها اللاعبون الامريكيون النجوم في الدوري الاميركي للمحترفين في وطنهم.
وأوضح فاضل ان اللاعبين الأميركيين يكسبون ما بين 5 الاف دولار الى 6 الاف دولار شهريا، وهو راتب معفي من الضرائب، كما أنهم يحصلون على سكن مجاني.
واشار الى ان الاندية العراقية بدأت تضم إلى صفوفها لاعبي كرة سلة من الأمريكيين بعد فترة قصيرة من انسحاب القوات الامريكية في العام 2011، حيث لعب العشرات من الرياضيين الاميركيين في العراق منذ ذلك الوقت. وتابع انه يسمح لكل فريق بضم ثلاثة لاعبين غير عراقيين، على ألا يزيد عدد اللاعبين عن اثنين في الملعب في نفس الوقت. ولفت الى ان اكثر من 20 اميركيا يلعبون في اندية عراقية خلال هذا الموسم.
ومن بين هؤلاء اللاعبين، هناك إسحاق بانكس، وهو متحدر من مدينة نيو اورليانز الامريكية، وسبق له ان لعب مع فريق عراقي اخر، ويلعب حاليا لصالح نادي الحشد. ولفت التقرير الى ان ان بانكس منذ أن لعب لصالح جامعة ولاية تينيسي، فإنه لعب كمحترف في اندية في انكلترا وجورجيا ولوكسمبورغ واوكرانيا وسوريا.
ونقل التقرير عن بانكس، الذي لا يفضل التعليق على المسائل السياسية او الامنية، قوله ان اللاعبين العراقيين والمشجعين،يظهرون الترحيب والمحبة بالامريكيين. وقال بانكس أنه "ترك الأمر لله يتعامل مع كل ذلك.. وانا من أمريكا، ولدينا هناك امور تحدث طوال الوقت".
وبحسب فاضل، رئيس النادي، فانه يحرص على سلامة اللاعبين الأجانب و"مستعد لأي شيء".
لكن التقرير لفت إلى انه قبل المباراة الاخيرة لنادي الحشد ضد فريق النادي المملوك من وزارة النفط، فان اللاعبين الأمريكيين تغيبوا عن المباراة حيث تبين أنهم أصيبوا بتسمم غذائي بعد تناول الطعام بالخارج، بحسب ما أكد مدربهم بينما كان يدخن بعصبية سيجارته الالكترونية، وقد كان لديه سبب وجيه لكي يشعر بالقلق، اذ انه بدون نجومه من اللاعبين الأمريكيين، فقد خسر فريقه 102 - 94.
ترجمة: شفق نيوز